السبت, 4 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الشارقة : قصائد تُحلق في فضاء الدهشة ببيت الشعر

الشارقة : قصائد تُحلق في فضاء الدهشة ببيت الشعر

نظم بيت الشعر في الشارقة، أمسية، شارك فيها عماد جبّار، من العراق، ومظفر الحمادي، من الإمارات، وسليمان الإبراهيم، من سوريا، بحضور محمد عبدالله البريكي، مدير البيت. وقدمتها آية وهبي، التي أثنت على الدور الحيوي الذي تضطلع به الشارقة في المشهد الثقافي.
حلّقت قصائد الشعراء في فضاء الدهشة، وعبّرت عن تجارب ندية مفعمة بالمشاعر، واقتفت أثر الحب وخاطبت الإنسان، وجسدت الفرح والحزن، وتركت صدى واسعاً لدى الجمهور الذي تفاعل مع كل ما قدمه الشعراء في بيت الشعر.
في البداية قرأ الشاعر عماد جبّار، قصيدة «وطن جديد» طاف بها وهو يحمل جسداً مثقلاً، وروحاً متعبة من الحنين والغربة، تنعاها الغيوم وتبكي عليها السنين، ومنها:
طُفْ يا قطارُ بِبُقْيا الرّوحِ في الجَسَدِ
وحَيْثما تَتْعَبُ الأبْعادُ ذا بَلَدي
هُناكَ أرْقُدُ لا ذِكرى ستُرجِعُني
ولا دُروبَ سوى دَرْبٍ منَ الزَّبَدِ
أضيعُ مثلَ غُيومِ اللهِ في أُفُقٍ
وأغْسِلُ القَلْبَ بالأمْطار والبردِ
لَقدْ قَطَعْتُ سنينَ العَزْفِ مُنْفَرداً
هناكَ يُصْبِحُ عزْفي غَيْرَ مُنْفَردِ
واستحضر ابنَ زريق البغدادي، في قصيدة تجلّى فيها الوطن وارتباط الشاعر بالأمكنة والذكريات والتفاصيل، ناثراً دهشته على الرصافة والكرخ وجغرافيا المكان، في سياق شعري آسر، يقول:
لقد ترحَّلَ حتّى ضاعَ مَنْبعُهُ
فلا الرصافةُ بعدَ اليومِ ترجعُهُ
ولا عيونُ المَها في الكَرْخِ تُرْجِعهُ
ولا القناديلُ فَوْقَ الجِسْر تَخْدَعُهُ
كلٌّ يردّدُ في مَنْفاه: لي وَطَنٌ
ولي تُرابٌ خُطىً يَوْماً سَأتْبَعُهُ
بِلى لنا وَطَنٌ مُلقىً على جَسَدٍ
كالثَّوْبِ يَبْلى ولكنَّا نُرَقِّعُهُ
«بَيْن الحَقائبِ مُخْضَرٌّ لهُ أملٌ
بأيِّ أرْضِك يا ذا المُلْك يَزْرَعُهُ»
وقرأ مظفر الحمّادي، قصيدة «المهلكات» وتعدّ مناظرة شعرية يتراسل فيها مع خواطره الذاتية، وما تجيش به نفسه من عاطفة وهو يجترحُ تأويلات ذات مضامين إيقاعية ودلالية فتتراءى للقارئ صوره المتجانسة المتوقدة في الذات فيقول:
بَوْحُ المساء وصمتُ الروحِ قَهْقَهتي
بؤسي اشْتياقي وأشْجاني ووَسْوَسَتي
خَوْفي وحَيْرةُ نَفْسي وانتِباهتُها
ولَوْعَتي وانْكِفاءاتي ومَعْذِرَتي
ومُهْلِكاتُ غَرامي في تَوَقُّدهِ
الحابِساتُ تَرانيمي على شَفَتي
سليمان الإبراهيم، ثالث شعراء الأمسية قرأ قصيدة «غربة» التي يقدم فيها رؤية صافية للغربة المعنوية، يعكس بها أحواله، وارتباطه الجميل بنهر الحب الذي يلوذ به في هذه التجربة الجمالية الناضجةـ فيقول:
لأنّي غُرْبةٌ، ويَديكِ بيتُ
بلا ظِلٍّ لشمسكِ قَد أتيْتُ
مَحَوتُ حَقيقةَ الصَّبَّارِ عنّي
وعُدْتُ كبذرةٍ، وبكِ ارْتَميْتُ
أنا المقطوعُ منْ شَجرِ العَطاشَى
سقطتُ على دمائيْ فارْتَوَيْتُ
وقبلكِ كنتُ نَهْراً في ركودٍ
وحينَ لمستِني يوماً جَرَيْتُ
وعلى هامش أمسية منتدى الثلاثاء اختتمت أمس ورشة فن الشعر والعروض بمحاضرة عن فن إلقاء الشعر قدمها الشاعر عبدالله الهدية الشحي، الذي أضاء فيها على آليات إلقاء هذا الفن، واعتمد فيها على جوانب نظرية وعملية، حيث أوضح للجمهور أن فن الإلقاء يعتبر عاملاً رئيسياً في توصيل الرسالة الشعرية للجمهور، ويعتمد على عوامل عديدة تساعد الشاعر على الولوج إلى قلوب المتلقين، وأنه يجب أن تكون هناك استعدادات مسبقة وتمهيدية قبل مواجهة الشاعر للجمهور مثل: التحكم في نبرة الصوت، وأن يكون على دراية بلغة الجسد، ومن ثم قراءة وجوه المتلقين. وقدم الهدية نماذج تطبيقية في أثناء الورشة حيث طلب من بعض الشعراء الصعود إلى المنبر والتفاعل مع الجمهور، وبعد ذلك علق المحاضر على الجوانب الإيجابية والأخرى السلبية لمثل هذه النماذج.

شاهد أيضاً

معرض أبوظبي للكتاب: حديث القارات.. النشر كصناعة سلام

يجتمع خبراء نشر من ثلاث قارات “آسيا، أفريقيا، أوروبا” لمناقشة جهود دور النشر في ترسيخ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *