السبت, 4 مايو, 2024
الرئيسية / دليل الأمسيات / أمسية شعرية مختلفة في بيت الشعر بالمفرق

أمسية شعرية مختلفة في بيت الشعر بالمفرق

 

في أمسية شعرية مختلفة ومتميزة استضاف “بيت الشعر” بمدينة المفرق الأردنية الشاعرتين: أميمة يوسف والدكتورة إيمان عبدالهادي، أمسية تجلّت فيها روح الشاعرتين من خلال رسم بانوراما إنسانية لجدلية الحياة والموت وكما حلقتا في الشأن النسوي واستحضار طقوس الأم ورؤاها تجاه الأبنة بلغة موحية ومغبرة عن كوامن النفس والذات الشاعرة.

وأدارت مفردات الأمسية الكاتبة ميرنا حتقوة بحضور مدير بيت الشعر السيد فيصل السرحان وحشد كبير من الشعراء والمثقفين والاعلاميين، وقد استعرضت حتقوة سيرة الشاعرتين وتجربتهما الشعرية، وكما ألقت اضاءة على المكانة التي يتمتع بها “بيت الشعر” بالمفرق بين المؤسسات الثقافية المحلية والعربية؛ ودوره من خلال مبادرته في ضبط إيقاع الحركة الشعرية العربية الحديثة واستقطاب الشعراء والكشف عن المواهب الجديدة ودعمها ولرعايتها.

واستهلت القراءة الأولى الشاعرة أميمة يوسف حيث قرأت جملة من قصائدها التي خاطبت بها الشعر بلغة بينت فيها معنى الشعر وحضوره في نفس الشاعرة.

ومن قصيدة لها تقول فيها:

خُلقتُ والشِّعرُ قبلي بعدُ ما انطلقا

كأنما الشِّعرُ من أجلي أنا خُلقا

أنا الرقيقة في سربي مسالمةٌ

وفي هديلي غناءٌ أحرجَ الأفُقا

لا أرتضي موطنًا غيرَ السماءِ ولا

بنيتُ عشي بغيرِ الحُبِّ مرتفَقا

تُغسِّلُ الشمسُ في كفيَّ طلعتَها

وتسكبُ الضوءَ في عينيَّ مؤتلِقا

أواجهُ الريحَ لا أخشى تقلبَّها

وأنثرُ الفلَّ والريحانَ والحبقا

أنا الجميلةُ بالتاءات زينتُها

معقودةُ الحسنِ هذا الحسنُ كم شهقا

أنثى المعاني، رحيقُ الزهرِ، سنبلةٌ

وديمةٌ تهطلُ البشرى لمن عشقا

أطوّقُ الأرضَ في قلبي وأحضنُها

وأجعلُ الصبحَ لو يعصي دمي غسقا

وأجبرُ الكسرَ في كافي أرمّمُها

وأحملُ الأفقَ في عيني لانطلقا

أطيرُ تهدلُ شِعرَ الحبِّ أجنحتي

حتى يظلّ نهاري يعشقُ الشفقا.

بدورها الشاعرة الدكتورة إيمان عبد الهادي قرأت مجموعة من قصائدها التي اعتمل فيها الفكر اللغة العالية حيث أخذتنا على بساط قصائدها إلى عمق التاريخ ومادته وكذلك الموروث الديني وتجليات الروح الصوفيّة المسكونة بالتراتيل الروحانية الشفافة التي تلامس القلب.

من قصيدة اسمتها “سمرقند” نقتطف منها حيث تقول:

إيه…هل أنتِ بُخارى!

كلُّ ما في داخلي من مُدنِ الظّلّ وأشباهِ المغاني قد توارى/

وأنا أبصركِ الآن تماماً…وأنا أبصركِ الآن مرارا

مِلءَ عينينِ، كأنّي في الرّمادِ الرّخوِ قد آنستُ نارا

فانظري إن كانَ في نجمكِ، أعني: ثقبَكِ الأسودَ ما يكفي الحيارى…

والفظي يا أميَ الحُبلى بأبناءِ المنافي

لحمَكِ الأخضرَ سوراً وسياجاً وجدارا

أيّ ماءٍ – كلّ حيٍّ منهُ – قد هشّمَ في صلصالِكِ الحيّ الجرارا؟

أيّ حربٍ قد أعادت صبيةَ الكهفِ كهولاً

وبناتِ الشّمسِ أنصافَ عذارى؟

منذ أن أسلمتُ فزّاعةَ وجهي

وأنا أحرسُ حقلاً مُستعارا.

أمسية ستبقى خالدة في الذاكرة لتنوعها ووقوفها على تفاصيل كثيرة في الحياة والذات الشاعرة المنصهرة مع الواقع المعيش.

شاهد أيضاً

“مئة مبدعة ومبدعة” يُوثق المنجز النسوي الأدبي

أطلق مركز أبوظبي لّلغة العربيّة، التابع لهيئة الثقافة والسياحة، كتاباً بعنوان “مئة مبدعة ومبدعة”، ضمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *