السبت, 4 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الناقد السعودي محمد منور في حوار الوكالة: يظل الشعر هو فن العرب الأول

الناقد السعودي محمد منور في حوار الوكالة: يظل الشعر هو فن العرب الأول

يظل الشعر العربي كعمل إبداعي يستشرف آفاق الحياة ويدعو إلى تجديدها

كانوا يحتفلون إذا ظهر فيهم شاعر في القبيلة

في كواليس مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته السادسة عشرة التقينا مع الناقد السعودي محمد منور في حوار حول المهرجان من جهة, وحول النقد ومدى مواكبته للشعر والشعراء, والمشهد الشعري في السعودية وتفاصيل كثيرة. والدكتور منور رئيس وحدة أبحاث الشعريات في جامعة الملك سعود ـ كلية الآداب ـ الأدب والنقد ـ 

مهرجان الشارقة في الموسم السادس كيف وجدته؟

أنا أحضرهذا المهرجان لأول مرة وانا أسمع به قبل أن أحضر فيه لكني عندما حضرت وجدت نفسي أقف أمام تجربة فعلاً من التجارب الرائدة في الوطن العربي التي تخدم فن العرب الأول وديوانها وهو الشعر العربي, أن يقام بيوت للشعر في عموم الوطن العربي وإلى الآن تقريبا في عدد من البلدان العربية هذا أمر يسر الثقافة العربية والأدب العربي ويعمل على احتواء هذه التجارب سواء الناضج منها أو الشابة والعمل على إيجاد حركة شعرية أدبية ونقدية تحفظ للشعر العربي مكانته وتعمل على تطويره وكما قال من يرعى هذا المهرجان الشعري الشيخ سلطان القاسمي أن الأدب يعمل مالا تعمله الجيوش في ساحات المعارك. وهذا يؤكده ماكان ينظر إليه العرب في العصر الجاهلي, كانوا يحتفلون إذا ظهر فيهم شاعر في القبيلة , يحتفلون به ويسرون به لأنه سيكون لسانهم الناطق وهو سلاحهم الذي يدعم القبيلة ويرفع مكانتها في ذلك الوقت, يظل الشعر العربي كعمل إبداعي يستشرف آفاق الحياة ويدعو إلى تجديدها وإلى أن يرتاد بالعرب إلى آفاق أكثر تطورا وحضارة ونضجا.و اللغة العربية معروفة بفن الشعر ولذلك إذا قيل إن الرواية هي فن الغرب الأول فالشعر هو فن العرب الأول وهو الفن الذي لا أظن أن هناك من الامم الاخرى من يزاحم العرب فيه وهذا لايمنع أن يكون للأمم الاخرى شعر جميل ورائع لكن يظل الشعر العربي هو فنّنا الأول الذي نعتز به ويجب أن نعمل على تطويره والرقي به.

لكن هناك من يقولون إنه زمن الرواية ما ردك؟

الفنون الأدبية لا يمكن أن يزيح بعضها بعضاً, في الزمان أو المكان, هي فنون تتجاور وكل فن يؤدي دوره الذي لا يؤديه الفن الآخر, أن تكون الرواية هي فن الادب الانكليزي أو الفرنسي أو الأوروبي الأول فهذا صحيح لأن هناك أعمال رائدة عظيمة وكبيرة في الأدب الغربي في الأعمال الروائية, لكن أن تكون تعمل الرواية على زحزحة الشعر لتحل محله في البلاد العربية في تقديري أنا لا أظن مثل هذا, وهذا لا يمنع آراء الآخرين إذا كان لديهم مايبرر هذا لكن يظل الشعر هو فن العرب الأول.

مامدى مواكبة النقد للشعراء العرب, بخاصة أن هناك من يشكون من غياب النقد وانحساره بالنقد الانطباعي أو العلاقات الشخصية؟

النقد عملية مواكبة للشعر منذ نشأته, فعرف نقاد في العصر الجاهلي وتعاور النقاد الاعمال الشعرية. وماكان يحصل في عكاظ وما كان يقوم به النابغة الذبياني وحسان بن ثابت والخنساء, وأم جندب وغيرهم من النقاد العرب يدل على أنه لا يمكن التفريق بين الشعر كعمل إبداعي والنقد كمجهودات فنية تبرز جماليات هذا الشعر, وتعمل على تطويره  والرقي به, وقد تطور النقد, وفي الخطاب النقدي العربي منذ العصر الجاهلي حتى رأينا في العصر العباسي يظهر نقاد كبار وتظهر كتب نقدية تؤسس للنقد العربي وتتحول به من الحالة الانطباعية إلى حالة من التأسيس والقانونية والمعيارية, وكتب الجاحظ والوساطة للجرجاري ودلائل الاعجاز وأسرار البلاغة وغيرها من الكتب النقدية التي ماتزال تؤدي دورها حتى وقتنا الحاضر, كذلك الحركة النقدية في العصر الحديث رأينا انها واكبت شعراء كبار كما هم نزار قباني وبدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور , وأنتجت لنا أصواتا نقدية كبيرة كما هو الحال : عز الدين اسماعيل وأحمد مندور وطه حسين وغيرهم من النقاد في العصر الحديث.

كيف ترى المشهد الشعري في السعودية؟

الشعر السعودي باعتبار أن المملكة العربية السعودية تشغل مساحة كبيرة من الجزيرة العربية ويقع في قلبها نجد الذي هو مهد الشعر العربي, ومهد شعراء المعلقات , لن يكون الشعر إلا متطوراً فيها, لأن تلك القامات العالية التي عرفناها في العصر الجاهلي والعصر الإسلامي والعصر الأموي ابتداء بامرئ القيس وزهير وطرفة, ومرورا بحسان بن ثابت وجرير والفرزدق, فلا بد أن يكون لها صداها وأثرها في اجيال الجزيرة العربية التي تعد المملكة هي المساحة الواسعة من هذه الجزيرة, واتوقع أن لدينا الآن من الشعراء المعاصرين مثل غازي القصيبي رحمه الله ومحمد الثبيتي, وغيرهما من الشعراء الكبار مايشكل خارطة الشعر العربي ويبرزه في المملكة العربية السعودي.

الشكل والمضمون أمران مهمان في العملية الإبداعية

هناك نقاد من يتعصبون لشكل القصيدة إن كانت من الشطرين أو النثر او العكس , من قصيدة النثر ضد قصيدة الشطرين على أنها أكل عليها الدهر وشرب, هل علينا أن نقف مع الشكل ضد المضمون؟

الشكل والمضمون أمران مهمان في العملية الإبداعية لا يمكن أن يوجد الشكل بمعزل عن المضمون ولا المضمون بمعزل عن الشكل, فالقصيدة هي شكل وهي مضمون, ولا قيمة لمضمونها إن لم تحمله صورة معبرة ومؤثرة, ولا قيمة للشكل إن كان خاوياً أجوفاً ليس فيه مضمون يكون له أثر في الحياة, أما قضية التطورات التي لحقت الشعر ابتداء من الشعر العمودي في العصر الجاهلي, إلى مامرت به القصيدة العربية في عصرها الإسلامي والعباسي والأندلسي حتى العصر الحديث, وظهور أوزان شعرية جديدة هذه عملية طبيعية ضرورية لكل الفنون والشعر فن من الفنون, والشعر القوي يظهر ويفرض مكانه سواء كان عموديا أو كان شعر تفعيلة.

صدرت العديد من الروايات والمجموعات الشعرية حول الأحداث في الوطن العربي, هل غلبت عليها العاطفة؟ هل استطاعت أن ترفع من مستوى الشعر أم العكس؟

الرواية عمل سردي حكائي يركز على الحكاية والسرد والتفصيل والوصف الدقيق, ويمكن ألا تبرز فيها العواطف كما هي في القصيدة الشعرية, فالقصيدة الشعرية تعمل وتشتغل على مقدار ما تحمله القصيدة من أحاسيس ومشاعر ومقدار ماتحمله هذه الأحاسيس والمشاعر في صور شعرية وفنية سريعة تشكل القصيدة, لذلك كما ان الرواية تسجل الأحداث في الوطن العربي ويمكن أن نستشف من خلالها الحراك الاجتماعي, كذلك الشعر يعبر عن رئة المكان الذي يتحدث عنه وتستطيع ان تلتمس اثر المكان في القصيدة.

مامدى التفاعل في السعودية مع فن الهايكو والأشكال الجديدة التي ظهرت في عصر النت ومواقع التواصل الاجتماعي والكلمة المختصرة.؟

كل الأنواع الأدبية التي تظهر في الحركة الأدبية سواء في السرد أو في الشعر كما تظهر في اماكنها, تظهر في أي بلد آخر والمملكة العربية السعودية فيها أدباء يتجاوبون مع كل الفنون والأشكال والأجناس الأدبية والجنس القوي هو الذي يفرض نفسه.

شاهد أيضاً

الشارقة أول ضيف شرف عربي بـ” معرض سالونيك الدولي للكتاب” باليونان

تحل إمارة الشارقة بمشروعها الثقافي الكبير أول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *