الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / “مراود” تحتفي بتراث الحكايات الخرافية

“مراود” تحتفي بتراث الحكايات الخرافية

صدر مؤخراً عن معهد الشارقة للتراث، العدد الجديد من مجلة “مراود”، محتفياً بملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته الثامنة عشرة، من خلال ملف خاص استعرض الفعاليات الرئيسة والمصاحبة للملتقى من أنشطة، وورش، وإصدارات.

وأكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم رئيس المعهد رئيس التحرير في افتتاحية العدد، أن ملتقى‭ ‬الشارقة‭ ‬الدولي‭ ‬للرّاوي، يعتبر حدثاً ‬ثقافياً ‬مهماً‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬الفعل‭ ‬الثقافي‭ ‬لإمارة‭ ‬الشارقة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وللإمارات‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬كونه‭ ‬حدثاً‭ ‬عالمياً،‭ ‬فهو‭ ‬مهمّ‭ ‬لكل‭ ‬المعنيين‭ ‬بالتراث‭ ‬الثقافي،‭ ‬وبالرواة‭ ‬والإخباريين،‭ ‬وبالأخص‭ ‬التراث‭ ‬المعنوي‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المادي.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وأضاف سعادته، أنه عندما‭ ‬نلتفت‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬السنين‭ ‬التي‭ ‬مضت‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق ‬الملتقى‮،‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬بداياته‭ ‬البسيطة،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬قيمته‭ ‬الكبيرة‭ ‬الآن،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بفضل‭ ‬الدعم‭ ‬والرعاية‭ ‬الكريمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬القاسمي‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬حاكم‭ ‬الشارقة،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الثقافي، و‬نلحظ‭ ‬مدى‭ ‬النمو‭ ‬الثقافي‭ ‬والرقيّ‭ ‬المعرفي‭ ‬الذي‭ ‬تتوشح‭ ‬به‭ ‬الشارقة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

واستعرض سعادته مضامين العدد الجديد والموضوعات التي تناولها، مشيراً إلى أهميتها في التعريف بالتراث الإماراتي ودور المعهد في إبرازه والترويج له من خلال الفعاليات التي ينظمها، والتي يعتبر الملتقى من أقدمها وأهمها.

وتحدث الدكتور منّي بونعامة مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد مدير التحرير، عن أهمية الحكايات الخرافية التي كانت شعار الدورة المنقضية من الملتقى، وأوضح أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي، استعاد في دورته الثامنة عشرة تراث الحكايات، وما ترمز إليه من تنوّع وغنى لدى كل الشعوب، وفي كل الحضارات الإنسانية المتعاقبة، حيث نسج الإنسان، منذ البدء، من مخيلته عناصره الحكائية، وأضفى على أبطالها صبغة خاصة، وخلع عليهم صفات ورموزاً دالة، كما اشتهرت بين الأمم العديد من الدول التي عرفت بمهارتها في نسجها هذا النوع من الحكايات، متكئة على إرثها التاريخي والتراثي الموغل في القدم، مثل الهند والعرب وغيرهما.

وأشار بونعامة إلى أن الحكايات الخرافية تمثّل الخيط الناظم لثقافات الشعوب والتراث الإنساني برمته، حيث تبرز جانباً مهماً وملهماً من المخيلة الشعبية الغنية، والتمثّل الذكي لرموز الحكايات ودلالتها وارتباطها بواقع المجتمعات، وما ترمز أو تحيل إليه من معانٍ ترتبط بحياة الناس، ومع ذلك فإن كل شعب من الشعوب القديمة اتخذ في سرد حكاياته وعرضها شكلاً ولوناً مختلفين.

وتناول العدد محطات من سيرة الشاعر صالح بن علي بن عزيز المنصوري، ونماذج من أبرز قصائده، كما قدّم إضاءة على قصيدة “بي همّ وبي ليعات”، والتي غناها الفنان الراحل محمد عبد السلام، مازجاً بين جمال الحرف وروعة النغم.

وشملت أبواب العدد موضوعات تراثية وثقافية في غاية الأهمية، منها: فن الهبان، والرواة والماجدي بن ظاهر، وإطلالة على الحكاية الشعبية في المجتمع الفلسطيني، والأسطورة الخرافية فافا ينوفا، ومن وحي قصص العرب، وقصص الشعوب، والشارقة البارقة بقائدها، واستلهام الحكايات شعراً.

وسلّط العدد، الضوء على أبرز الإصدارات المصاحبة للملتقى ومن بينها: موسوعة الكائنات الخرافية في التراث الإماراتي وحكايات خرافية من تراث الإمارات لسعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم، وموسوعة الحكايات الشعبية المغربية، وجمالية الحكي والمتخيّل في الحكاية الإماراتية للدكتور محمد فخر الدين، والحكاية الشعبية للأطفال للكاتب كاظم سعد الدين، وقال الراوي.. البنيات الحكائية في السيرة الشعبية للدكتور سعيد يقطين، وحكايات حزاوي أمي شيخة للدكتورة أنيسة فخرو، والإنسان والخرافة للأستاذ الدكتور أحمد مرسي، وحكاياتي للدكتور نمر سلمون، وأعلام الرواة للدكتور منّي بونعامة، والأساطير الألمانية للأخوين جريم ترجمة حسن علي، وغيرها كثير.

واحتوى هذا العدد مواضيع تراثية غنية يفوح منها عبق التراث الذي يرمز للأصالة والعراقة والرقي، ويعبّر بجلاء عن مدى تمسّك الإنسان الإماراتي بتراث آبائه وأجداده وتواصله معه، وانفتاحه على التجارب الأخرى المفيدة للنهل من معينها الزاخر.

شاهد أيضاً

المغرب : تنظيم جائزة “الشاعر محمد الجيدي” الإقليمية في الشعر

  إسهاما منه في تشجيع الأقلام الناشئة على الإبداع، ينظم “الراصد الوطني للنشر والقراءة” جائزة …

تعليق واحد

  1. ناصر بن هذال

    ‫فعلاً تنوع ثقافي وتنوع معرفي.‬
    هذا الاهتمام بتفرعات الادب جميل وسيكون تخصص دقيق للمهتمين باذن الله.
    اعجبني ادراج وتجديد مفردة” حزاوي” حيث كانت متداوله في صغري في ناحيتنا في جنوب المملكه.
    ارتبط الحزاوي بالمساء وهي اشبه بالقصص ماقبل النوم حالياً.
    معظم القصص او الحزاوي ترويها الامهات الكبيرات او الجدات.
    ‏وعادةً ما تكون على السنة الحيوانات وفيها رسائل لطيفه بمستوى عقل الاطفال.
    ‏حقيقه موضوع شيق ولا استطيع ان أُوقف سيل الذكريات اللتي حركها هذا الموضوع.
    على سبيل المثال للقصص الخرافيه- مع اني لم اطّلع على محتوى الموضوع- الا ان قصص بني هلال حوت كثير من الخرافات واللا معقول وجابت ارجاء العالم العربي.
    ‏وكنت في صغري ارى حفر في الصخور والجبال فاسئل والدتي- رحمها الله- عن سبب الحفر فتقول هذه آثار اصابع بني هلال !

    وفالختام اعرج على الحيوانات الخرافيه ومنها ماذكر فالادب العربي كالعنقاء.
    ‏والعهد القريب فالكويت ام السعف والليف، وفي الخليج حمارة القايله 😅وغيرها.
    ‏وعلى صعيد ثقافتي المحليّه كانت الهامّه وأم شريثه حيث كانت مصدر رعب ومجال خصب لنسج القصص والحكايات.

    ‏ختاماً..شكراً لكم واتمنى زيارتكم فالشارقه قريباً

اترك رداً على ناصر بن هذال إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *