وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
حظي شهر رمضان باهتمام كبير من قبل الشعراء الذين راحوا يتبارون في مدحه وتجسيد مشاعر الفرحة في قلوب الناس. فقد تفنن الشعراء في الترحيب به، بل وعدوه امارة خير وبشارة يمن وبركة.
(رمضان في نبض الشعراء)، زاوية يومية تخصصها الوكالة لنشر ابداعات الشعراء ونبض حناجرهم في الترحيب بالشهر الفضيل.
ضيف هذا اليوم ، كانت نجمة أمير الشعراء، الشاعرة المتميزة حوراء الهميلي، التي خصت الوكالة بقصيدة “ذاكرةٌ لبوابةِ الغروب …!” .
في سقفِنا الطينيِّ
ثمَّةَ مخرجُ
وبه يمرُّ الضوءُ ساعةَ يعرجُ
ضوءٌ
يضمُّ العطرَ متَّشِحًا به
إنْ شقَّ صدرَ الليلِ صبحٌ أبلجُ
من ثقبِ ذاكرةِ الجدارِ
مُعَلَّقٌ
هو هكذا منذ الخليقةِ مُسْرَجُ
ليلُ التنسُّكِ،
نفحةُ الملكوتِ
في محرابِها همسُ التهجدِ ينشجُ
أصداؤُه رئةُ القنوتِ
وذكرُه نجوى
على شفةِ الهوى تتهدَّجُ
فَـعلى حصيرِ الوقتِ
تنتظرُ القرى :
هل مرَّ في رملِ المسافةِ هودجُ ؟!
هل مرَّ حادي العمرِ
تعزفُه الخطى
متفرِّسًا يحدو الشهورَ ويهزجُ
مترقِّبًا خيطَ الهلالِ
وخوفه أنْ ينطفي في جانحيه توهُّجُ
ما غابَ في خدِّ السماءِ
خيالُه
وهو الذي بالأمنياتِ مُسَيَّجُ
جَدُّوا إلى (رمضان) في ترحالِهم
وعليه مِن فرطِ التولُّهِ
عرَّجوا
هم ألبسوا
ثوبَ التراحمِ لونَه
وعليه تطريزُ الوصالِ مُمَوَّجُ
هم علَّقوا بِعُرى الجنانِ نذورَهم
مذ صاحَ فيهم :
( يا عباديَ ليْ التجوا )
ما زال شيخُ الحيِّ
يغفرُ زَلَّةً
إنْ أخطأَ التجويدَ .. طفلٌ مُحرجُ
إنْ مالَ حرفٌ
في ارتعاشةِ خطِّه
وبدا على السطرِ الخجولِ تعرُّجُ
وهناك
في الأعتابِ تجلس جَدَّةٌ
وتديرُ إصبعَها النحيلَ وتمزجُ
في قصعةِ الحِنَّاءِ
تُهرقُ لُطفَها
وعلى صبايا حيِّنا تتفرجُ
تمشي مُهَلِّلَةً
وتلبسُ
ملفعَ التقوى المُوَشَّى بالبخورِ
وتنسجُ
وتخطُّ للبشرى نقوشَ حكايةٍ
وعلى جدائلِها
المساء مُضَرَّجُ
عندَ المغيبِ
طفولةٌ توَّاقةٌ
ترنو لثغرِ الشمسِ إذْ يتوهجُ
تلتفُّ حولَ الحبِّ في إفطارِها
كعكُ الحنينِ على المواقدِ
ينضجُ
في بيتِنا الطينيِّ
طقسُ محبةٍ
ضيفٌ طفوليُّ الملامحِ مُبهجُ
