السبت, 27 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / تعرف إلى ثاني امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب

تعرف إلى ثاني امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب

 

أصدرت دار التكوين للنشر رواية «الأم» للكاتبة غراتسيا ديليدا (27 سبتمبر 1871 – 15 أغسطس 1936) الحائزة جائزة نوبل في الأدب عام 1926، وترجم الرواية إلى العربية الكاتب السوري نبيل رضا المهايني، تلك الكاتبة التي قال الرئيس الإيطالي (سيرجو ماتاريلا) في الذكرى الثمانين لرحيلها إنها امرأة قوية مبدعة، لا تخاف الأحكام المسبقة، ومؤلفة لنوع خاص من الكتابة، يضرب بجذوره في أعماق معرفتها لتقاليد موطنها جزيرة سردينيا ولثقافتها.

هذا الرباط الوثيق بين الأدب والموطن، والذي تمكنت منه ديليدا، يسري عبر إنتاجها على هدي نموذج مشحون بقوة استثنائية، وبقدرة تعبيرية فائقة، كما يحمل بين طياته نغماتها الغنائية وسيرتها الذاتية، ويمثل شخصيات تعكس غالباً الحياة التي كانت تحلم بها، لقد نجحت في ترجمة مشاعر القلق الوجودية التي ميزت القرن التاسع عشر، وتمكنت من الدخول بكل جدارة إلى المشهد الأدبي العالمي، وكان ذلك بفضل أصالة إنتاجها، رغم انحدارها من منطقة ريفية، ففي رواياتها تستطيع أن تشاهد الأثر الحاسم للمذهب الروائي الواقعي، الذي رسم نقطة تحول أساسية في طراز كتابتها، ومكّنها من أن ترسم – بيد بارعة – شخصيات تعاني صراعات باطنية عميقة.
غراتسيا ديليدا

نموذج

قال الرئيس الإيطالي عنها أيضاً: «إن أعمالها تمثل حجر الأساس في بناء تاريخ الأدب، وإعادة نشر الكثير من أعمالها اليوم يشهد بالاهتمام المتزايد بإنتاجها، وهذا يسهم في نشر ثقافتنا داخل إيطاليا وفي الخارج، ويعمل كذلك على تمثيل نموذج لا شك في قيمته بالنسبة للأجيال الجديدة».

ديليدا شاعرة وروائية ومؤلفة مسرحية، اشتهرت بخصوبة إنتاجها الأدبي، ذاع صيتها في إيطاليا وفي أنحاء العالم، حتى إنها أصبحت في عام 1926 ثاني امرأة في العالم تحصل على جائزة نوبل في الأدب، بعد السويدية سلمى لاغرلوف -1909، وذلك تقديراً لأدبها الذي «أبرز بشكل متميز مُثلاً سامية وقدرة على تصوير واقع الحياة والإنسان بعمق وحرارة».

وجاء في سياق خطاب تقديم الجائزة: «نجد في روايات ديليدا أكثر مما نجد في غيرها، وحدة فريدة بين الإنسان والطبيعة، حتى يمكن للمرء أن يقول إن البشر في رواياتها هم نوع نباتي ينمو في تراب جزيرة سردينيا، وأكثر أبطالها فلاحون بسطاء، بدائيو المشاعر والأفكار، لكنهم يتحلون بشيء كثير من عظمة بناء الطبيعة في سردينيا، بل إن بعضهم يضاهي في الضخامة عمالقة بعض شخصيات العهد القديم».

معجزة

من الممكن القول إن غراتسيا ديليدا صورت سردينيا (الجزيرة المجهولة) وأبرزتها كأرض أساطير وخرافات، كما قالت ذات مرة، فقد ولدت لتكتب، وأصبحت طفلة معجزة، لم تكن تعرف إلا لهجة منطقتها، ولم تدرس إلا الابتدائية مثل غيرها من بنات الريف الإيطالي في ذلك الحين، وعندما كان عمرها 15 سنة أرسلت سراً قصة قصيرة بعنوان «دم من سردينيا» إلى إحدى مجلات العاصمة روما، التي نشرتها، فاستشاط أهلها غضباً لجرأتها على تجاوز الحدود المسموح بها للنساء، خاصة الصغيرات منهن، لكنها واصلت تحدياتها، وحين ماتت في عمر قارب من الستين، كانت قد نشرت 30 رواية، عبرت من خلالها عن مآسي الريف وحياتها في الجزيرة البائسة.

في عام 1895 بدأت بنشر روايات مثل «نفوس شريفة» و«العدالة» و«بعد الطلاق»، فأثارت رواياتها إعجاب مشاهير إيطاليين وعالميين، فكتب د. إتش. لورانس مقدمة للترجمة الإنجليزية لروايتها «الأم»، ونصح مكسيم غوركي روائية شابة بأن تقتدي بديليدا، التي ارتبطت أعمالها ارتباطاً وثيقاً بموطنها الأصلي، أي جزيرة سردينيا.

نشرت رواية «الأم» في كتاب عام 1929 في مدينة ميلانو، وتم تنفيذ الرواية وإخراجها في فيلمين الأول عام 1954 بعنوان «الممنوع»، والثاني بعنوان «الأم» عام 2014، وقد كتب أحد القراء الإيطاليين يقول: «لو كان لي أن أعيد صياغة عنوان الرواية بأسلوب ديليدا نفسها لسميتها«روح في مهب الريح» ففي الرواية يدور كل أمر حول روح لا تستطيع أن تبقى هادئة صامتة، يمثل كل شيء فيها الرعب بمختلف أشكاله، كما أن الكاتبة تسمعنا في كثير من الأحيان الحوارات التي تجريها كل شخصية مع نفسها، فتجعلنا بهذه الطريقة نشارك في وجهة نظر الشخصية المعنية، والتي ما تلبث أن تتغير».

تساءلت صحفية إيطالية: «ماذا يميز هذه الأم؟ إن ما يميزها هو مقدرتها الفائقة على الدخول في أعماق الواقع، لتصوره باسم الحقيقة، لا يخفى عليها شيء، كما لو أنها تعيش حياة متواصلة حاضرة في كل مكان، إن حياتها صلاة مستمرة، قائمة على الاهتمام المطلق بحياة ابنها».

شاهد أيضاً

جمعية الناشرين الإماراتيين: الذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية

  أكدت جمعية الناشرين الإماراتيين أن الذكاء الاصطناعي يشكل ثورة توصَف على أنها نقلة نوعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *