الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / د.صلاح فضل يهنئ الوكالة في عيدها الـ 14

د.صلاح فضل يهنئ الوكالة في عيدها الـ 14

جاءت مسابقة أمير الشعراء لتضع الحد الفاصل بين التجارب التي تتمدد عبر تاريخ القصيدة العمودية والتفعيلة
مازالت اللغة هي أعظم اكتشافات البشر
مسابقة أمير الشعراء ساعدت بشكل غير مباشر في إعطاء دفعة قوية لقصيدة النثر
هنأ الناقد الدكتور صلاح فضل وكالة أنباء الشعر بمناسبة مرور 14 عاما على انطلاقها وتصدرها للمشهد الثقافي والشعري وإطلاق موقعها بحلته الجديدة بقوله:
ابتداءً من المشروع العظيم الذي أعطى الشعر العربي قبلة الحياة وهو مشروع مسابقة أمير الشعراء وانطلاق وكالة أنباء الشعر الداعمة لهذا المشروع والتي أحاطته بهالة إعلامية وضيئة نستطيع أن نقول إن هناك قفزة حقيقية ونقلة نوعية في اهتمام الجمهور العربي بالشعر خاصةً من فئات الشباب والطليعة لأنهم كانوا قد وصلوا إلى حالة من التشتت والضبابية وانبهام الرؤيا بحيث اختلطت عليهم المفاهيم وامتزج الحابل بالنابل, وغرق الشعر في بحور النثر, وفقد الشباب صلته بالتراث من ناحية وبحركات التطور التي شهدها العالم العربي خلال القرن العشرين ابتداءً من مدرسة المهجر والزخم الذي أضفته على المناخ الإبداعي الرومانسي وحركة الديوان والنقد المجدد العنيف الذي مارسته على الاتجاه المحافظ, ثم حركة أبّولو, الأمر الذي صب بشكل كلي في التيار الوجداني الذي ازدهر حتى منتصف القرن, وجاءت ثورة التفعيلة وقصيدة الشعر الحر لكي تمثل قفزة نوعية جدية ليتم فيها تطوير الأشكال العروضية وتنمية الابتكارات الايقاعية وتهيئة قماشة الشعر العربي لكي تستقبل عالم الدراما الذي غاب عنها طيلة عصور طويلة حتى اكتشفه شوقي وأنصاره, هذا التطور الجذري الذي تمثل في شعر التفعيلة والذي كان يؤذن بتنمية حقيقية لأساليب التعبير الشعري سرعان ما ذاب وتفتت في تيار ثوري آخر ودع الأشكال القديمة كلها وأعلن انتصار قصيدة النثر. ومع تقديرنا الحقيقي لكل الإنجازات الجمالية والإبداعية التي حققتها قصيدة النثر فإنها لا يمكن أن تحكم بالموت على تاريخ الشعر العربي كله وأن تلغي بجرة قلم أربع ثورات شهدها هذا الشعر فقط خلال القرن العشرين, جاءت مسابقة أمير الشعراء لتضع الحد الفاصل بين التجارب التي تتمدد عبر تاريخ القصيدة العمودية والتفعيلة لكي تبعث فيها نسغ الحياة وتجسد بها صورة الروح العربية في العصر الحديث وتحقق فيها جماليات هذا العصر بقيمه العليا في الحرية والإبداع والعدالة الشعرية ومضت المسابقة لكي تكتشف كنوز مواهب الشباب ولكي تعطي لهم أملا جديداً كل يوم بأن الشعر لم يذبل ولم ينزوِ ولم تتساقط أوراقه كما كان يتوهم الناس من قبل ولم يتوزع دمه بين الفنون المحدثة الجديدة, فنون الصورة والحركة والفنون الرقمية وأن اللغة مازالت هي أعظم اكتشافات البشر وأجمل منجزاتهم الرمزية والمعرفية والعرفانية والصوفية والزمانية .
وتابع د.فضل: الشعر هو عبقرية اللغة وهو مجلى حيويتها وتاريخه لا يعاني من انقطاعات حادة مثلما يتوهم البعض من أنهم أزالوا آثارهم وبدأوا تاريخاً جديداً للشعر العربي لا تمتد في قواه الحيوية المذكورة في قاع الروح عبر مئات العصور, مسابقة أمير الشعراء التي أعطت هذا الزخم للأشكال الشعرية الأصيلة ساعدت بشكل غير مباشر في إعطاء دفعة قوية لقصيدة النثر حيث يجتهد شعراؤها الآن في أن يسقطوا حضورهم ويجسدوا إبداعهم ويقبلوا التحدي الذي بزغ من الشعر الفصيح الممتد في أعراق اللغة من ناحية ومن تيارات الشعرية العامية, شعرية اللهجات العربية بأشكالها المختلفة التي لا تتنافس مع هذا الشعر الفصيح ولا تظلل أفقه, بل تمثل نقطة ازدهار وافية تمتد لكل الأشكال الشعرية الأخرى, وأنا أؤمن حقيقة بأن ازدهار مستوى شعري بأفكار معينة ورؤى خاصة لا يمكن أن يمثل انتقاصا أو جوراً على الأشكال الأخرى بل هو يتقدم في خارطة المستقبل, ليجر وراءه كل الطاقات الفنية الحركية والتصويرية واللغوية فيه حتى تمضي إلى أوج ازدهارها. أعتقد أن مؤرخ الأدب العربي لا بد له أن يتوقف ملياً عند هذه الظواهر.

شاهد أيضاً

جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

  كرمت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *