الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الشاعر الإماراتي طلال سالم: النقاد لا يُحبونني وأنا لا أؤمن بهم!

الشاعر الإماراتي طلال سالم: النقاد لا يُحبونني وأنا لا أؤمن بهم!

 

لو ظهر البياتي والجواهري الآن  لواجها صعوبة كبرى

“بوك دليفري” نقطة ضوء لنشر الوعي والمعرفة 

الناقد الحقيقي من يعين المبدع ليكون أجمل 

قصيدتي الشعبية لن تكون معتادة

طقوس كتابة القصيدة أن تختار هي طقوساً من أرواحنا

أكتب لمن يمضي في الأرض ساعياً كل يوم في طلب أحلامه 

أحاول أن أضيف لمكتبتي الصوتية والمرئية لأنها الأسرع وصولاً

“اختلفنا في تفسير الشعر كثيراً كما اختلفنا في تفسير الجمال، لكننا اكتشفنا أن الورود في الحقل لا تتشابه في أنواعها ولا ألوانها لكنها تبقى وروداً عذبة تضيف إلى الأريج وإلى النسمات في الحياة وإلى النحل الرحيق كما تضيف القصائد إلى أرواحنا شيئاً من أحلامنا من طموحاتنا من انكساراتنا لكننا نكتب ونقرأ كي نتنفس وكي نكون أجمل”، هكذا يُفسر الشاعر والإعلامي الإماراتي طلال سالم الصابري الشعر. 
 نعترف باننا تُهنا ونحن نتتبع كتاباته التي لا تنتهي، كنهر يتدفق حياة وبهجة، لنجد خلف سطوره الحياة والوجدان والحزن والدهشة، حيث يسطع حرف قصيدته بريقا ملفتا، يملؤها السحر والصدق في نص بديع وكتابة مغايرة، يهبط لها الفجر منحنياً اجلالا وتقديراً لجمالها وفرادتها.

الصابري مهندس القصيدة الأنيقة، يسرد لنا  في هذا الحوار المقتضب مع وكالة أنباء الشعر العربي، بعضاً من ذكرياته العتيقة مع طفولة أول ميلاد لشاعر أنيق وجميل، بث الدهشة والفرح اينما ذهب أو توجه.

شاعر واعلامي يحرص على أدق التفاصيل، له نظرته الخاصة في كل شيء، يهتم بجوهر الأشياء ولا تستهويه القشور، لذا فالقصيدة الحقيقية لديه لاتولد داخل جدران المؤسسات الثقافية بحالتها الحالية، حيث تفتقد القصيدة لبريقها، مع ذلك يقول شاعرنا (لكنني كلما سمعت قصيدة رائعة آمنت بالآتي الجميل).

وأنت تُبحر في العالم الإبداعي للصابري، تكتشف حرصه على الكلمة العميقة، هادئًا، وديعًا، يضج بالحياة، مشاكسا، لكنه سرعان ما يرفع رايته البيضاء أمام نداء القصيدة وميدان الكتابة، معلنا استسلامه في تواضع الكبار. وإلى الحوار.

*علاقتك مع القصيدة..متى بدأت..وكيف؟

-إنها طفولة التمرد والبحث والرغبة في الوصول في الحياة والتماس الحس في شاعرية الأغنية العاطفية واللحن الشرقي الشفيف وربما أعود لبدايات كتابة الخواطر في أواخر الثمانينيات إلى المدرس الذي أعارني كتاب الشابي وإلى مدرس آخر آثر أن ألقي قصيدة الإمارات لمانع سعيد العتيبة في احتفال اليوم الوطني، إنها رحلة عمر مع بداية العزف على العود وصداقة بدأت منذ عشرين عاماً مع العزيز عبد الله الهدية وبداية اكتشاف الوزن الشعري في عام 1997 وبداية تشكل بيت الشعر في الشارقة إلى يومنا هذا.


*هل لميلاد القصيدة طقوس معينة لدى الشاعر طلال سالم؟
-إنها اللحظة وربما الحزن وضغوطات الحياة التي تنبت الأمل على شكل حروف وإنها التفاصيل والحلم في المقهى وفي الطريق والسفر طقوس القصيدة أن تختار هي طقوساً من أرواحنا.
* وفقا للدراسات الأدبية، لكل نص قارئ..فلمن يكتب طلال سالم؟
-ربما لطلال نفسه أولاً أو لمن يمضي في الأرض ويسعى كل يوم في طلب أحلامه كادحاً وأحياناً لأبنائي كي يشعروا برحلة أبيهم يوماً.
* كيف تجد الساحة الشعرية اليوم ؟
الساحات تبدو جميلة لكل من يراها من بعيد، لكنها مهترئة، ورغم تفاؤلي إلا أن الوضع لا يمنح القصيدة بريقها بقدر ما أن الكثيرون ممن بهذه الساحات يكررون أنفسهم .


* باعتقادك، لماذا لم يتكرر إلى اليوم البياتي والجواهري، في عالمنا العربي؟
– لم تعد القضية قضية أولاً وكثرة المعلومات المنتشرة في سيل من الإعلام لم تعد تمنح الشعر والقاريء صفاء اللحظة التي قد يكون بها شاعر كبير حتى اللغة لم تعد متداولة كما كانت. لو ظهر البياتي والجواهري الآن في 2017 لواجها صعوبة كبرى يا صديقي في عصر الذكاء الإصطناعي الذي يبحث عن آلة تحاكي الإنسان وربما تكتب الشعر في المستقبل.


*علاقتك مع النقاد،كيف تقيمها؟
-لا يحبونني ولا أؤمن بهم رغم صداقتي ببعض الرائعين منهم.
*تقول، بان معظم النقاد”مبدعون فاشلون”، هل مازلت عند وجهة نظرك هذه، وهل للناقد الناجح شروط معينة؟
-نحتاج إلى إعادة تعريف الشعر والنقد وكل شيء في زمن تغير كثيراً وربما الناقد الحقيقي من يعين المبدع أن يكون أجمل دون مديح مبتذل أو تحطيم لا يليق.
* تكتب القصيدة الشعبية منذ زمن، لكنك تتركها لنفسك، هل سياتي اليوم الذي تفرج عنها؟
-ربما أفكر في ذلك كثيراً لكنني سأواجه الكثير من ذلك لأنها لن تكون قصيدة معتادة بسبب تأثير الفصحى.
*تقييمك لتجربتك مع قصيدة النثر؟
-لم أكتب قصيدة أسميها قصيدة نثر لا أخالفها أبدا وأستمع للجميل منها ولكنها لم تنسجم في روحي بعد رغم أن الكثير مما أكتبه في تويتر لا يخرج من نطاق النثر الشعري.
* في احدى حواراتك، قلت بأن الشعر في”انتكاسة”، هل مازلت عند حكمك هذا ام تغير؟


-مازلت أتلمس له النهوض.الانتكاسة سببها حالة المؤسسات الثقافية والشعرية.  لكنني كلما سمعت قصيدة رائعة آمنت بالآتي الجميل.
*الشاعر طلال سالم أشعل شمعة في سماء ثقافتنا العربية من خلال مشروعه الرائد”بوك دليفري”،تقييمك له؟
-المشروع امتداد أن نلهم القراء ونزيد من وعيهم من خلال الكتاب إنه نقطة ضوء لنشر الوعي والمعرفة ولله الحمد الخطوة في تقدم مستمر من جهد فردي وجهد فريق العمل الذي أسهم في بناء الكثير وأوجه لهم التحية (أسماء وجواهم وآمنة) أنهم يضيفون للقراء الكثير.


*هل هناك مشروع قادم لشاعرنا؟
-المشاريع لا تتوقف يا صديقي مادامت الأنفاس بعد كتابي الأخير “عندما تتنفس الريح”، ولكنني أحاول أن أضيف لمكتبتي الصوتية والمرئية لأنها الأسرع وصولاً.

مقتطفات

غيم الصباح

مرّي على وله الزمان تنفسي
حلمي بهذا الصبح حيث أسافرُ
كوني بروحي ألف أغنية هنا
هامت وأوراق الجمال تغامرُ
أنا همسةُ الغيمات سر رحيلها
تترى إلى عينيك حين تكابرُ
أتنفس الصفو الأنيق بوحيه
أمضي هناك وموعدي يتناثرُ
لغتي صباح الغيم تنثر لحنهُ
في الروح في قوسٍ هنا يتطايرُ
في نسمةٍ تهب الحياة رحيقها
في الورد في عبقٍ هناك يناظرُ

“إلى حبيبتي الإمارات”

مهلاً ..
تأنى هنا
فالعشب يعتمرُ
لا .. لا تَلُمْني هنا
فالعمرُ ينتظرُ
آتٍ إليها
و أعدو و الدُّنا سَفَرٌ
يأتي إليها
و صمتي ضمّهُ الخَفَرُ
أعانقُ الريحَ
ألهو في تلهّفِها
و أرسم الغيمَ في وحيي
و أنهمرُ
آتٍ
و بي من ثنايا خدها لغةٌ
تعانق الكون
و الأفلاك تنبهرُ
آتٍ و دمعي
و صوتي روح موعدنا
يلهو شعوري هنا
و القلبُ يأتَمرُ
أعطر الثوبَ
أمشي خلفَ مشيتها
و ها أضعتُ طريقي ..
و هو يستعرُ
هذي المواعيد نبضٌ
خان أدعيتي
لكن أتيتُ
و أيُّ العطر ينتشرُ
هذا عقالي سها
في صمت ناظرها
يهفو له ..
من حنينٍ كاد ينتحرُ
أمي و عمري إماراتي أأرسمها
في موعد العشق
.. في ذاتي هنا الصورُ
آتٍ لها
من شراع البحر أجمعها
على شواطئ حضنٍ
ضمَّ من حضروا
فالأغنيات تراءت
ههنا ولهٌ
ينسابُ في وجههِ
في سحرِها السمرُ
و ها أقبّلُ نبضاً في شوارعها
يحيا
و يربو على فستانها النظرُ
نهنا بأعلامها
في وردها أملٌ
يعلو و ها ..
ما سوى ذا الحب
ينكسرُ


وفي قصيدته “بريدي” يقول الشاعر طلال:

بريدي خذ إليها بعض صوتي

وعرِّج نحوها ما لي سواها

وقل للريح لا تقسو عليها

إذا هبّ الهوى واحفظ مداها

بريدي كن لها بعض ارتجافي

حروفي حين أكتب منتهاها

سيرة ذاتية 

طلال سالم الصابري شاعر وإعلامي إماراتي ولد بتاريخ 26 يونيو 1978 في الشارقة. قام بتقديم عدة برامج إذاعية وتلفزيونية كما شارك في العديد من الأمسيات الشعرية و المنتديات ، ونشر في المجلات والجرائد والدوريات داخل الإمارات وخارجها.
التقديم 

برنامج همس الخواطر إذاعة رأس الخيمة 1999-2000
برنامج الرجل تلفزيون الشارقة 2007
برنامج القلم إذاعة الشارقة 2007-2009

-عضو اتحاد كتاب و أدباء الإمارات
-عمل مديراً لبيت الشعر بالشارقة في الفترة ما بين 2003 – 2006 م ومازال متعاوناً مع بيت الشعر
-عمل مديراً لنادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات 2012 م
-عضو في جمعية الخريجين في جامعة خليفة للعلوم و التكنلوجيا
-شارك في برنامج أمير الشعراء في نسخته الأولى و تأهل ضمن 35 شاعراً وحصل على لقب “شاعر الشفافية”
-له مشاركات داخلية و خارجية في تمثيل الدولة في مجالات الشعر و الثقافة و الندوات المتخصصة
-له خبرة في تقدير المحاضرات النجاح و تحقيق الأهداف في برلمانات الشباب المشاركة في العديد من الأمسيات و المناسبات الوطنية في دولة الإمارات.
كتابة:
نشيد هنا الشارقة برنامج منشد الشارقة
نشيد إلى درب المعالي جائزة الشارقة التميز
نشيد غنت الدنيا المنشد أحمد بو خاطر
كان له عمود شعري في مجلة كل الأسرة
يكتب عموداً أسبوعياً في صحيفة الرؤية
يكتب عموداً في مجلة التميز الصادرة عن المجلس التنفيذي بدبي
مشاركاته:
ملتقى الشباب الخليجي للشعر و القصة عام 2000 في عمان
ملتقى الشباب و الطلبة في الجزائر بأمسية شعرية عام 2001 م
الملتقى الشعري السادس دول مجلس التعاون الخليجية في الرياض عام 2002 م
ملتقى الشباب العربي للشعر و القصة في عمان 2006 م
مهرجان الشباب العربي الحادي عشر الإسكندرية 2008 م
ملتقى الشعر العالمي بتونس ” جامعة سوسة ” 2012 م

اصداراته الشعرية:
“حتى تعود” 2000م
“خرير الضوء” 2009م
“برزخ الريح” 2012م

وكتب أخرى في أدب الرحلات منها”اماراتي في نيجيريا”.

 

شاهد أيضاً

إصدارات قيمة لمكتبة محمد بن راشد في «أبوظبي للكتاب»

  في رحلة ثقافية جديدة وللمرة الثالثة على التوالي، تشارك مكتبة محمد بن راشد، في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *