الأحد, 28 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / “الظفرة”..مسابقة التلي.. ألوان من قوس قزح

“الظفرة”..مسابقة التلي.. ألوان من قوس قزح

تأكيداً من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي، الجهة المنظمة لمهرجان الظفرة، الذي يقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على أهمية التراث الشعبي في الصناعات والحرف اليدوية التقليدية والمهن الرجالية والنسائية على حد سواء، أطلقت اللجنة مسابقة التلي لتكون منصة إبداع وتعريف بالموروث الثقافي الإماراتي لجمهور المهرجان وزائريه.

وقال السيد عبد الله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية – أبوظبي: “إنّ مسابقة التلي بالنسبة إلينا تقع في صلب اهتمامات اللجنة لإحياء التراث المادي والمعنوي، والتعريف بروائع الحرف التقليدية والمهن التي كانت معينا للإبداع وسببا من أسباب المعيشة والحياة الكريمة لأجدادنا وآبائنا”.

وتابع القبيسي: “لهذه المهنة التقليدية مكانة عريقة في قلب كل إماراتي، كونها ترتبط أولاً بالأمهات والجدات، بكفاح المرأة الإماراتية في زمن الندرة لتوفير متطلبات الملبس لأفراد أسرتها، وكونها ترتبط ثانياً بجماليات النسيج والحياكة والاستغلال الأمثل لموارد الطبيعة والبيئة المحلية التي لم تبخل علينا بكنوزها ووفرتها”.

ففي ركن من أركان السوق الشعبي في مهرجان الظفرة؛ تربعت عدة متسابقات على المنصة، وفردن خيوط الزري الفضية والذهبية، والخيوط ذات الألوان الزاهية ليبدأن حياكة التلي بعد أن يثبتن الوسادة البيضاوية على الكاجوجة، ليكاد الأمر يختلط على الناظر، وكأن الأصابع تُغزل مع الخيوط، فلا يفرّق بينها، ويسأل: أهي مربوطة بها؟ ومن يحيك الآخر فيهما؟ وبين حركة الأصابع الدقيقة، وخيال دفاق؛ تختار كل متسابقة غرزتها التي رسمتها مسبقاً في ذهنها، لتتفنن أناملها في صياغتها، وكأنما خُلقت عالِمة بها منذ ولادتها، وبين غرزة وأخرى نلمح في العيون تركيزاً مذهلاً، وانسجاماً مدهشاً مع الخيوط.

وفي إطار المسابقة، تقوم لجنة التحكيم المكونة من سيدات ذوات خبرة ومعرفة في هذا المجال، فترحب بهن المتسابقات بمحبة وحرارة، وفي خضم تلك الساعة العصرية المكتظة بالوجوه والخيوط والألوان، والحافلة بالحبور، ينتهي الوقت المحدد، لتقوم المحكّمات باختيار أفضل تلي، استناداً إلى معايير محددة ومعروفة لديهن، ومنها طول الخيط، وشكل الغرزة، واتقان الغرزة، وجمال الألوان وانسجامها مع بعضها البعض، وغير ذلك.

وعند الانتهاء من التحكيم تم الإعلان عن النتائج، فكان المركز الأول من نصيب ضبابة محمد خلفان، وحلّت في المركز الثاني آمنة عبيد الظاهري، أما حاحبة المركز الثالث فقد كانت وضحة مبارك محمد، وجاءت مريم محمد المنصوري في المركز الرابع، أما المركز الخامس فقد نالته بخيتة مبارك الشامسي، والمركز السادس فازت به مضحية محمد خلفان. جمعت كل متسابقة بكرات خيوط أقواس القزح المتدلية من الكاجوجة، ورتبت أدواتها، وغادرت وهي سعيدة بمشاركتها، ومستعدة لمشاركات عديدة أخرى، كنّ قد سجلن بها لاستكمال حالة الفرح والمتعة والحماس خلال أيام مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل.

شاهد أيضاً

جائزة محمد بن راشد للغة العربية تشارك في “أبوظبي للكتاب”

تشارك جائزة محمد بن راشد للغة العربية، التي تندرج ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *