الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / سيدات مهرجان الظفرة يشعلن الحطب ويحضّرن العصيدة التقليدية

سيدات مهرجان الظفرة يشعلن الحطب ويحضّرن العصيدة التقليدية

 

في أول سبت من مهرجان مزاينة الظفرة للإبل 2017، عند تمام الساعة الخامسة مساءً أُشعل الحطب. وبين شعور المرء بحرارة المكان ولسعات الهواء البارد؛ انطلقت فعاليات مسابقة المطبخ الشعبي للسيدات، حيث بدأت النسوة بتجهيز أماكنهن، وتحضير أواني وعدة الطبخ كما تقتضي الطريقة التقليدية.

بدأت مسابقة الطبخ الشعبي بطبق “العصيدة”، ذو الشهرة الواسعة والشعبية الكبيرة، حيث رصّت كل متسابقة إلى جانبها مكونات عصيدتها، من سكر وطحين وزعفران وهيل وماء، وقد تربعت المشاركات على طوب إسمنتي، وأقعدن قدورهن المعدنية على أحجار يحترق تحتها الحطب، عازمات على تقديم أفضل ما لديهن من براعة في الطبخ، وهن يشجعن بعضهن البعض، فكن يقمن بزيارات سريعة لبعضهن، من دون أن تفارق ألسنتهن عبارة: “فالك الناموس إن شاء الله”.

بهذه الروح انسجمت فرحة المشاركة مع إبداع الأيادي والحماس، لكن لم يكن همُّ السيدات التنافس أو المباراة، بل تركّز هدفهن في عيش اللحظة والشعور بالمتعة وتبادل الخبرات، وعدم تفويت فرصة حضور إحدى فعاليات المهرجان الممتعة بالنسبة لهن.

بعد ساعة من الزمن تقريباً؛ سلّمن أطباق العصيدة التي طهينها، ووضعنها على طاولة، لتعرض أمام لجنة التحكيم المكونة من سيدات فاضلات ذوات خبرة ومهارة في الطبخ والتذوق، ولم تعلن النتيجة إلا بعد التأكد من عدالة التقييم، وحين أعلنت النتائج تربعت في المركز الأول كاملة محمد المزروعي، فيما حلّت في المركز الثاني مريم سالم خلفان، وجاءت في المركز الثالث حمدة سعيد المرر، أما المركز الرابع فقد استقرت عنده حصة شاهين.

مسؤولة المسابقات في السوق التراثي السيدة مريم القبيسي عبرت عن فرحتها بالمشاركة النسائية ذات الطابع الشعبي في مسابقة أفضل طبق عصيدة، وأشادت بالألفة الكبيرة التي جمعت بين المتسابقات، وبالفرح الذي غمرهن، وبروح التفاؤل التي ميّزتهن، وبحرصهن على تشجيع كل من يعرفن للتسجيل في مختلف المسابقات الشعبية المصاحبة لمزاينة الإبل.

وقالت القبيسي: إن الفرح الذي كنت ألمحه في عيون المتسابقات منحني الشعور بضرورة التفاني والعطاء والإخلاص في العمل من أجلهن، كي أشهد منافساتهن الجميلة، وإن كنَّ لا يبحثن عن مال أو عن وجاهة من وراء تلك المشاركة.

وأضافت القبيسي: ما إن تم الإعلان عن المسابقة حتى رأيناهن يأتين مع بناتهن ليحظين بفرصة المشاركة في هذا المهرجان السنوي الذي بات متنفساً للمنطقة، وموضع متعة منقطعة النظير بالنسبة لكثيرين، خاصة وأن المهرجان يهدف إلى إحياء موروث شعبي قريب من أنفسهن، فهن يعتبرن مسابقة الطبخ طاقة إيجابية لهن، يثبتن من خلالها جدارتهن في حفر الحفرة ورص الحطب وإشعال النار وتحمّل حرارتها، ووضع مكونات الطبق حسب الذائقة، فقط من أجل الاستمتاع بوقت ثري، وبمذاق شهي ولذيذ للأنواع التي يطهينها، وبكلمات الإطراء كذلك، ومن بينها كلمتي التي أقولها لهن: “تسلم إيدك”، والتي يعتبرنها تكريماً هاماً لهن، وبالرغم من كون الجوائز تحفيزية، إلا أنهن يتهافتن على المشاركة والحضور والاستمتاع بلحظة الفوز المغرية.

فيما يخص التحكيم قالت القبيسي: يتم التحكيم عقب انتهاء الطهي مباشرة من قبل سيدات يمتلكن ثقة عالية بمهارتهن في الطهي، وإحساساً رفيعاً بهذا الفن، وذكاءً فطرياً في التذوق، فيكشفن عن المكونات والمقادير تلقائياً، ومن ثم يتفقن على اختيار الفائزات، اللائي يثبتن جدارتهن في طهي العصيدة.

أما الإعلان عن المسابقة فيتم في اليوم الأول من المهرجان، بعد اعتماد جدول المسابقات المصاحبة، ثم يفتح الباب أمام المشاركات في المحال التجارية في السوق للتسجيل، فمنهن من يخترن الطبخ، ومنهن من يفضلن خياطة الملابس النسائية التقليدية، أو تطريز التلي وصناعة الخوص أو “السف” كما يقول أهل المنطقة، وهكذا يجمع هذا المهرجان السنوي أطياف السيدات على اختلاف أعمارهن ومجال أعمالهن، ليتنافسن ويمرحن ويحيين تراثاً شعبياً أثيراً.

شاهد أيضاً

إصدارات قيمة لمكتبة محمد بن راشد في «أبوظبي للكتاب»

  في رحلة ثقافية جديدة وللمرة الثالثة على التوالي، تشارك مكتبة محمد بن راشد، في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *