الأحد, 28 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / القصيدة والأغنية تحتفيان باللغة في بيت الشعر في الشارقة

القصيدة والأغنية تحتفيان باللغة في بيت الشعر في الشارقة

حضرها جمهور لافت

احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية، نظم بيت الشعر بالشارقة ضمن نشاط منتدى الثلاثاء أمسية شعرية شارك فيها كوكبة من الشعراء وهو علي العبدان ( الإمارات ) سعود اليوسف ( السعودية ) عبلة جابر ( فلسطين ) طلال النوتكي ( عُمان ) ومعتصم الأهمش ( السودان ) بحضور محمد البريكي مدير بيت الشعر وجمهور لافت من المثقفين والشعراء ومحبي القصيدة.

قدم للأمسية الإعلامي وسام شيا الذي قال في تقديمه : ” ليست لأنها لغة الضاد  وحسب بل لأنها أم اللغات وأجملها وأنقاها وأبهاها. لأنها أنصع اللغات وأشملها وأغناها . لغة الفقه والبلاغة والبيان. لغة الشعر والأدب والفنون.  لسان العرب من مشرقهم إلى مغربهم. من وديانهم إلى جبالهم وبحورهم  وبواديهم. لغة ابي الطيب وامرئ  القيس وجهابذة الإبداع من ابن رشد إلى ابن سينا والفارابي والخيام. لغة رسول المحبة والسلام والإيمان صلى الله عليه وسلم. لغة الأئمة الميامين. لغة القرآن الكريم كتاب الله العظيم.

افتتح القراءات الشعرية الشاعر علي العبدان الذي قال عنه شيا في تقديمه أنه ” اعتاد أن تكون اللغة بحره اللامتناهي والشعر مركبه الذي يرتحل فيه في كل اتجاه يتماهى مع مده ولا يهادن مع جزره.. يعزف على أوتار قيثارته فيعود إليه صدى من ألوان قزح  . في قصائده موسيقى يشكل فيها طريقته الشعرية الخاصة محافظا على وفائه لمرتكزات اللغة التي تشظت فيها قصائده لتصيب أكثر من هدف وتتألق في أكثر من مكان .. وقد قرأ العبدان من قصيدته ( دفتر ) :

وذي ورقٍ مُسْتَوٍ كالمهادِ

يهيجُ إذا اشتم ريح المدادِ

إذا القلم اجترّ خطّاً عليه

تطاوع حتى استطاب التمادي

يرى أحرفي تستبيح سطوراً

كماءٍ توغل في كل وادي

يسافر قولي عليه بخطي

فيزهو بنقش حروف السواد

كزهو عروس بليلة عرس

بليلة حنا وخضب الأيادي

لقد كان لي مرتعاً للبديع

وزاد فقد رام سر فؤادي

فيا دفتراً قد ملأْه خيالي

قصيداً ونثراً وبوح ودادي

لعلي أجبت سطور هواك

فهل من سطورك أخرى تنادي

الشاعر الدكتور سعود اليوسف يعبث بالصور كما الريح حين تعبث بالمدى فتمطر زخات من مطر وعطر، ويلهو بالمفردات ك “أكروباتي” على حلبة القصيدة، كيف لا وهو من حمل الشمس وامتطى موجة الصبح إلى كوكب الرؤى، ليطل من شرفة الشعراء مزروعا بذاكرة النسيان ..هكذا تحدث الإعلامي وسام شيا عن الشاعر السعودي الدكتور سعود اليوسف في تقديمه له قبل أن يعتلي المنصة ويقرأ من قصيدته ( أناقة فوضى ) :

بيني وبيني لا اختلاف ولا شبهْ

أنا صيغة الفوضى تجيء مرتبهْ

أنا حيثما اندلقت خطاي نبتُّ ..

لا آسى على كسل الدروب المحدبهْ 

بعضي شتاتٌ .. لستُ أنكره ، وهل

فلكٌ تكامل وهو ينكر كوكبهْ ؟

في حيرة الظل الغريب .. كأنني

فأس السؤال بغابةٍ من أجوبهْ 

بي خيبة البحار هادن موجه

وارتدّ مزهوّاً وعادى مركبهْ

ما كان خيّل لي السراب خريره

أنا كنت قد أوهمته أن أشربهْ

أجّلت ذاتي ، ذكرياتي ، والصبا

سحر الأماني أن تظل مُغيّبهْ !

هو عالم الشعراء .. كونُ طقوسهم

فنٌّ جراحهم .. أساهم موهبهْ

الشاعرة عبلة جابر “هي ابنة الحلم، ووريثة الألم والأمل، ابنة فلسطين التي نعود إليها كل يوم .. ابنة فلسطين العصية على الخضوع والانكسار .مهما صال الظالم وجال ..فكما سيبقى الشعر عاصمة اللغة ستبقى القدس عاصمة فلسطين.. ” بهذه الكلمات قدم شيا للشاعرة عبلة جابر لتقرأ من قصيدتها ( لغة العروج ) قالت فيها :

لي شهوة النايِ، موسيقى من الألقِ

لي ساحلُ الضوءِ، مِعراجٌ إلى الأفقِ

بدايةُ البوحِ أنْفاسٌ أطاردها

من أوّل السطر حتّى آخر الورقِ

أشيدُ دنيا بها الأحلام ماطرةٌ

تروي الحكايةُ أنّ الماء من عرقي

إن كان كنّا وهذا الحرف فسّرها

-أمّ اللغات- أضيء آية الفلقِ

قالوا: الخلودَ، فقلتُ: الله يحفظني

من أنطق المهد يحيي ميّت العلقِ

سبحان ربّي إذا بالبحر شبّهني

أحوي الوجود وسرّ الخلقِ والعبقِ

هل ضاق صدري على أحلامكم فَزعا ؟؟

أم ضاق صوتي ؟؟ فضاع الليل في الأرقِ

ها كم دموعي قناديلا ومعجزةً

يا قوم عودوا ليأتي النور من غسقي

الشاعر طلال النوتكي الذي يعتبر أن الشعر طريق لا يوصل إلى شيء وبنفس الوقت هو الطريق والغاية . هذه العبارة كفيلة لتشكل جدلية الشاعر فيه ..وهو الذي تمرغ بالقصيدة حتى الثمالة واقتات من اللغة بنهم الجائع واشتياق العاشق ..هو المقل في إطلالاته  ليدلي بدلوه ويتغنى باللغة شعرا وعزفاً على أوتار الكلمات”

ومن قصيدته ” يا صديقي ” :

يا صديقي تعالَ نمشي تعالَ

فالضجيج الذي كتمنا تعالى

قفزت خطوتان من قدمينا

يوم كنا نرتّبُ الآمالا

والطريقُ الذي سلكنا سويا

يوم غبنا ببحر معناه زالا

لا تقل لي إني تعبت من الركض

وراء النجوم

صمتُ عينيك قالا ……

ولكم صار صمتنا مستطاعا

بعدما ما كان يا صديقي مُحالا

يا صديقي الذي أسميه : كهفاً

وأسميه : نخلةً وغزالا

وأسميه : شاعراً ونبياً

وانكساراً ورقةً وجمالا

راودتنا السفوح بالعشب والمرعى

فملنا عن السفوح جبالا

من يرانا..

 يرى فراعنة

 وادعين في صمتهم

 جامحين خيالا

قد بنوا بالرؤى صروحا فصاروا

والرؤى صرحهم

 قصارا طوالا

يا صديقي..

ولا نزالُ بعيدينَ..

جدًا بعيدينَ عنْ أنْ نُنالا!

قدْ مشتْ غابةٌ إلينا!

ضحكنَا.. ومضَينا،

لمْ نلُقِ للنّهرِ بَالا.

فتعالَ، الطريقُ يبدأُ فينا..

يا صديقي..

شوقُ الطريقِ تعالى!

ومن خلف سحاب القصيد أطل الشاعر معتصم الأهمش يصب نبض الحرف على دروب الجمال .. فقرأ من قصيدته ( قداسة الغيم ) من ديوانه ( كفّتان تشقان صدر السماوات ) :

وقفتُ خلف السحاب مستترا

أصبُّ ماء القصيد كيف أرى

أخطّ درب البروق

في لغة

 تقيل وقع الظلام ما عثرا

وكلما أثقل الحنين دمي

هبطتُ كالنيزك الذي استعرا

رحلتُ كان الرصاص يتبعني

يسبقني للحلم كلما ظهرا

وروح ليلى المرآة في بشري

دخلتُ فيها فغبتُ ..

وانحسرا ..

فالحزن حاكته كفها لغدي

والدمع يهمي من عينها إبرا

بذرتُ فيها الأحلام مثقلةً وقلتُ :

هُزي السماء جذع ذرى

ولتسكني إن رحلتُ في زمنٍ

 لا يمعن الطرف نحو من عبرا

اختتمت الأمسية بتكريم الشعراء المشاركين من قبل مدير بيت الشعر محمد البريكي ، كما قام الشاعر معتصم الأهمش بتوقيع ديوانه ( كفتان تشقان صدر السماوات ) ، بالإضافة إلى فقرة فنية وعزف على العود قدمها الفنان عمر قصاص .

شاهد أيضاً

الفجيرة: دارة الشعر العربي تدشن باكورة فعالياتها

  أكد ولي عهد الفجيرة الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي على دور الشعر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *