الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / زيارة سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان لمعرض الخنجر الفلاحي في مهرجان الظفرة

زيارة سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان لمعرض الخنجر الفلاحي في مهرجان الظفرة

مبادرة رائدة لحفظ الموروث من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي

مبادرة إطلاق “الخنجر الإماراتي الفلاحي” تستهدف الاعتزاز بالقيم وإعادة إحياء ثقافة الخنجر

زار سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة مساء الإثنين معرض الخنجر الإماراتي “الفلاحي” الذي أطلقته لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، ضمن فعاليات مهرجان الظفرة المقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مدينة زايد بمنطقة الظفرة، والذي يستمر حتى 28 ديسمبر الجاري وذلك  بالتزامن مع عام زايد 2018.

وتهدف هذه المبادرة إلى إعادة احياء الممارسات التراثية المتعلقة بالخنجر الفلاحي والاعتزاز بالقيم المرتبطة بهذا الموروث، والحفاظ على موروث صناعة الخناجر الفلاحية وحماية خصوصيتها والعمل على خلق سوق يضمن استدامتها. كما تعمل هذه المبادرة على إعادة إحياء ثقافة لبس الخنجر في إمارة أبوظبي كرمز للقيم الإماراتية الأصيلة، مع الحفاظ على الخناجر التراثية القديمة المتوارثة الموجودة في الدولة وتعزيز قيمتها التاريخية.

حيث  قام سموه بجولة في المعرض ، ورافقه خلالها معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية رئيس اللجنة العليا لمهرجان الظفرة، وعبيد خلفان المزروعي مدير إدارة الفعاليات التراثية باللجنة وعبد الله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال باللجنة.

واطلع سموه على ما يقدمه المعرض من لمحة عامة عن أجزاء وتاريخ الخنجر الإماراتي، حيث أن الرجال في المجتمع الإماراتي القديم كانوا يحملون الخنجر كسلاح فعال للدفاع عن النفس، إلى جانب السيف المستقيم النصل، وكان الخنجر عنصراً مهماً من لباسهم التقليدي، إذ بقي استعمال هذه الأسلحة الفردية قائماً وظلّت تعتبر جزءاً أساسياً من العتاد إلى حين ظهور الأسلحة النارية المتطورة.

وتسعى اللجنة من خلال إطلاقها هذه المبادرة إلى توثيق صناعة الخنجر الفلاحي وتسجيله كموروث إماراتي حي. كما تأتي مبادرة الخنجر الإماراتي “الفلاحي” في إطار رؤية اللجنة في استدامة الهوية الوطنية والتراث الإماراتي من خلال الحفاظ على الموروث وتشجيع المجتمع المحلي على ممارسته بمختلف أشكاله، وإنجازاً لمهمتها في تفعيل النشاطات والممارسات التراثية والثقافية المرتبطة بالعادات والتقاليد من أجل استدامة الهوية وتقوية الروابط الإنسانية والمجتمعية.

وتؤكد معلومات المعرض أن عملية صناعة الخنجر الإماراتي الفلاحي النموذجي اتسمت بالتعقيد والدقة، فكلما زادت الزخارف والزينة في الخنجر، ارتفعت قيمته وغلا ثمنه، ودلّ على رفعة ومكانة حامله، كما ارتبط الخنجر بقيم القوة، الكرامة، الشجاعة، العزة، الشرف، الشهامة والفخر.

كما يوضح المعرض كيفية صناعة الخنجر الإماراتي الفلاحي، حيث إنّه لصنع الخنجر، يتم تثبيت نصله المعقوف بالمقبض المزخرف ثم يدخل في غمد خشبي متقن الصنع مزين بالفضة أو مغطى بالجلد (ويسمى القطاعة)، وكانت صناعة الخنجر التقليدي حرفة تتطلب معرفة متخصصة ومهارات عالية في التعامل مع مختلف أنواع المواد بما فيها الولذ والقرون العاجية والجلد والخشب، وبالإضافة إلى تلك المهارات يتوجب على الصناع إتقان العمل بالفضة باستخدام تقنيات متعددة كالسبك والصياغة والزخرفة والختم والنقش والتحبيب والتذهيب والصقل، وتقنيات أخرى غيرها.

ويتكون الخنجر من أربعة أجزاء مختلفة يصنع كل منها بشكل منفصل ومن ثم يتم تجميعها وهي “القرن والنصل والقطاعة والحزام” والتي تم تقديم عرض مفصل عن كل جزء منها على حدى، وتحكي إحدى الصور المعلقة: “في حين كانت عملية صناعة عناصر الخنجر المختلفة تتطلب التعامل مع عدد من الحرفيين، حسب درجة دقة العمل، إلا أنه كان من الممكن لحرفي واحد أن يتكفل بصناعة أغلب عناصر الخنجر، مع توفّر المهارة والخبرة اللازمتين.

وعن أجزاء الخنجر يعكس المعرض الذي يسرد تاريخ وتكوين الخنجر الإماراتي الفلاحي، أنّ قرن الخنجر يصنع من الخشب أو القرون أو المعادن أو الراتينج وكان أجود المقابض وأكثرها جذباً يُصنع من قرن حيوان وحيد القرن أو أنياب الفيلة المستوردة من إفريقيا. وكانت قرون وحيد القرن نادرة جداً وثمينة ويفوق سعرها ما يساويه وزنها من الذهب. فيما كان النصل الفولاذي يقوَّس ويُحَد من كلا الطرفين إلى أن يصل إلى الرأس ويوضع داخل الغمد المنحني الذي يعطي طابعاً خاصاً للخنجر الإماراتي. وفي كثير من الأحيان، كان النَّصل أعلى قيمة من المقبض. والحال أن النِّصال كانت تورَّث أباً عن جد وكان من العادات أن تحتفظ بعض العائلات بالنَّصل الجيد وهذا ما يبيِّن الأهمية الوظيفية للخنجر بعيداً عن أغراضه الاحتفالية والتزيينية.

وفيما يتعلق بالحزام، فإنّ الخنجر كان يُعلَّق حول الخصر بحزام جلديّ مزيَّن بالتطريز أو منسوج من الحرير أو القطن، وكان يربط به من خلال حلقات الغمد المثبَّتة فوق انحناءة الزاوية اليمنى، كما توصَل بالحزام محفظة جلدية صغيرة للاحتفاظ بالنقود أو أغراض أخرى. هذا وكانت بعض نماذج الأحزمة تضمُّ مِحزماً يوضع فيه الرصاص والخرطوش. وأخيراً، فإنّ الجزء الداخلي من غطاء النَّصل كان يُصنع من الخشب، ويُفضل أن يكون خشب الساج، ومن ثمَّ يُغطى بطبقة من الفضَّة أو الجلد المُزيَن بنقوش دقيقة من الفضَّة. بعد ذلك يُغطّى طرف القطاعة بصفيحة فضّية تُسمى القُبع، وتكون إما بسيطة أو منقوشة. ويتمثل دور القُبع في حماية القطاعة من الانفصال عن الطرف السفلي.

وقد استحوذت هذه المبادرة التي تتضمن مشاركة الأطفال الزائرين في ورشة عمل تحاكي صناعة الخنجر الإماراتي الفلاحي، على إعجاب الزوار الذين سارعوا إلى التقاط صور أثناء ارتدائهم للخنجر والزي الإماراتي والاطلاع على تاريخ الخنجر.

شاهد أيضاً

إصدارات قيمة لمكتبة محمد بن راشد في «أبوظبي للكتاب»

  في رحلة ثقافية جديدة وللمرة الثالثة على التوالي، تشارك مكتبة محمد بن راشد، في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *