الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / عمر لوريكي: أبشّرُ بثورة أدبية شبابية ستنطلقُ شرارتها من المغرب

عمر لوريكي: أبشّرُ بثورة أدبية شبابية ستنطلقُ شرارتها من المغرب

الأدباء ذوو التوجه العربي فيصارعون ويقاومون بما يملكون من أدوات بسيطة وإمكانيات محدودة.

بدأ الشباب المغربي يعي ضرورة الانبراء للكتابة

شاعر مغربي يؤمن بأن للعربية الفصحى دورها ووجودها الأزلي في بلده المغرب، كما يناضل مع محبي العربية من أجل نشرها ولإضفاء روح العربية في بلد تغلب عليه الفرانكفونية، يتطلع إلى ثورة أدبية شبابية تغير الكثير من المفاهيم، ويؤمن بهكذا مشروع، لكن لديه مشاريعه الحياتية التي أثبت من خلالها أن العربية باقية وأن للشباب دور في المسيرة الأدبية المغربية هو الشاعر عمر لوريكي الذي كان لنا معه هذا الحوار

في البداية حبذا لو تعرفنا على عمر لوريكي؟

كاتب وشاعر شاب، من قلعة السراغنة، ذو ثلاثين ربيعا، أستاذ لغة عربية مرحلة الابتدائي، وصحفي وإعلامي مستقل ومراسل لمجلة الرابطة الثقافية بالشّارقة عن المغرب. أحاولُ رسم أحلامي وطُموحاتي وما أحسّ به عبر ما أخطّه من حُروف متواضعة.

 صدر لي عن دار أوراق للنشر والتوزيع بمصر مؤلفان ورقيان، الأوّلُ موسومٌ بعنوان: “حجايات أمي”، وهو مجموعة قصصية شعبية من وحي أقليم قلعة السراغنة، ولله الحمد قد نفدت نسخ الطبعة الأولى، وقريبا تصدر الطبعة الثانية عن دار نشر عربية، والمؤلف الثاني: ديوان شعري بعنوان: غرابة؟ وكان أوّل ما أخطّه من إحساس متردد، كما نعتته بادئ ذي بدء، وأحببت طبعه فكان لي ذلك، بمارس 2016م، وتم الاحتفاء به بعدة محافل داخل المغرب. بدءا من الجامعة “ابن زهر” إلى معارض الكتب بجهة سوس ماسة.

حصلتُ مؤخّرا على الجائزة السنوية للقصة القصيرة 2017، المنظمة من طرف دار زين الأدبية للنشر والتوزيع بمصر. عن قصتي:”صديقتي لا تبحث عن عمل”.

وأعد حاليا موسوعة للشعر بعنوان: “الموسوعة الشعرية المعاصرة”، والتي حددت فترة جمعها وتنسيقها في سنتين، مرت سنة وبقيت سنة إلاّ قليلا، وقد أُنهيها قبل الفترة المحدّدة سلفا. وتهتمّ بمن لم يدوّن اسمه في الموسوعة العربية الكبرى للباحثة القديرة فاطمة بوهراكة، خاصّة الشّعراء الذين تألقوا في الفترة بين 2010 حتى 2018م، وكنت شاهدا على ذلك، وسأحتاج لدعم مادي ولوجيستيكيّ لطبعها فيما بعد وتوزيعها.

كما أستعدّ لطبع ديواني الثاني: ماذا أرى في البعد؟ وتغلب عليه قصائد تفعيلية وأخرى على بحر البسيط والطويل والكامل. موثقا فيه رؤيتي للوطن البعيد وما وراء الأحلام الهاربة والأرض المنسية للإنسان العربي.

قلت أن المغرب سيشهد ثورة شبابية في مجال الأدب على ماذا ترتكز بهذه المقولة؟

منذ سنة 2010 وأنا أبشّرُ بثورة أدبية شبابية، ستنطلقُ شرارتها من المغرب لتجتاح العالم العربي، وتعيد للّغة العربية والأدب العربي مكانته الحقيقية، وللشّعر الفصيح أيضا. وقد استندتُ في ذلك على مراحل انجذاب الشّباب العربيّ للكتابة، وحبّه لها وممارستها كفعل يوميّ يعشقه من أعماق قلبه ووجدانه، ويصبّ في قوالب مجازية أحلامه وطموحاته. كما أرتكزُ في ادّعائي الذي بدأتْ تظهرُ معالمه بشدّة على التّطور الإيجابي للمُسابقات العربية، المدعمة ماليا، والكم الهائل والمحترم من الجمهور الأدبي، الذي بدأ يواظب على الحضور والتفاعل، ومن ذلك “مسابقة أمير الشعراء” بدولة الإمارات العربية المتحدة، و”شاعر الرسول” و”الطيب صالح” و”جائزة الإبداع بالشارقة” و”بيوت الشعر” وجائزة الفكر العربي في العالم العربي، وكذا دور النشر الإلكترونية التي سبق واشتغلتُ فيها مع الدكتور الفاضل جمال الجزيري وأسسنا قاعدة إبداعية مهمة من الإنتاجات الرقمية، التي تمّ تنقيحها ومراجعتها ليتم طبعها ورقيا فيما بعد.

كل ذلك يُبَشّر بثورة شبابية ينبغي للكلّ أن ينخرط فيها ويساهم في دعمها لنؤسّس لنهضة عربية حديثة، تقطع مع الديكتاتورية الإبداعية التي سيطرت على الساحة الأدبية لعقود طويلة وهمشت الشباب في مقابل دعم الرداءة الأدبية.

ومالذي يحضره الشباب المغربي لهذه الحركة الأدبية ؟

بحمد الله تعالى، بدأ الشباب المغربي يعي ضرورة الانبراء للكتابة، وأصبحت الأنشطة الثقافية بالمغرب تجذب لعروضها الأدبية شبابا في مقتبل العمل، بعدما كان الأمر مقتصرا على دكاترة محترمين قلة وفقط، وأنا ضد هذه الفكرة تماما ولو كانت الندوة الفكرية أو الأمسية الأدبية تستدعي حضور الأكاديميين فقط، لابدّ من تطعيم المشهد الثقافي بالشباب، ركيزة الأمة للتقدم والازدهار.

 وممّا لاحظت أيضا وأنا جدّ متفائل بذلك، أنّ تنوّع وكثرة المُسابقات الأدبية بالمغرب، تُساهم إلى حدّ كبير في تأسيس الثورة أو النهضة الأدبية الحديثة، وأتمنّى من وزارة الثقافة واتحاد كتاب المغرب والنوادي الأدبية المغربية أن تعي هذا الأمر جيدا وتواكبه.

هل سبب هذه الحركة هو ما يمكن أن نعتبره خمول المؤسسات الثقافية الرسمية في المغرب؟

بالطبع، لعقود طويلة عانى المشهد الثقافي المغربي من خمول المؤسسات الثقافية، ولسوء الحظ كانت هذه المؤسسات ظاهرة اسما فقط، وأما على أرضية الميدان فلا وجود لها بتاتا، والآن نفس الأمر للأكثرية منها، إلاّ الشباب المبدعين وبعض النوادي الأدبية هم من يحملون على عاتقهم همّ نشر الثقافية والأدب.

وهل من مشروع نهضوي أدبي تقدمه المؤسسات لجيل الشباب؟

أغلب المنتديات بالمغرب تنسب لنفسها مشاريع نهضوية تقدمية لجيل الشباب، خاصّة وأن جلالة الملك محمد السادس نصره الله أولى الشأن الأدبي رعاية خاصة، ووشح كتّابا شبابا بأوسمة تستدعي الفخر والتشجيع، كالروائي الشاب طارق البكاري، وبالنسبة للنّوادي فكلٌّ يشتغل حسب طاقته المادية واللوجيستيكية، وحسب رأيي المتواضع، لازالت الحصيلة نسبية ومتواضعة، ورهينة بإعادة تشكيل اتحاد كتاب المغرب الذي يعرف جمودا غريبا مؤخرا، وأما عن  منتدى الأدب لمبدعي الجنوب وهو أكبر مؤسسة ثقافية بالمغرب بعد النادي الجراري، وأعمل أنا كناطق رسمي له، وله فروع عديدة بالمغرب، فإنّه يبذل قصارى جهده في النّهوض بالمشهد الأدبي المغرب، وخير دليل على ذلك المسابقة الشعرية الكبرى التي أسدل الستار عنها مؤخرا، و أيضا تنظيمه لأضخم ملتقى أدبي احتفاء بالضاد في اليوم العالمي للغة العربية بأيت ملول وبمساعدة مندوبية وزارة الثقافة بالجهة والمجلس البلدي بأيت ملول.

يأخذ العالم الافتراضي حيزا كبيرا من حياتنا برأيك هل استطاع الشباب توظيفه لصالح الأـدب؟

العالم الافتراضي قدّم إيجابيات كثيرة للإبداع العربي وتشجيع المبدعين الشباب للانبراء للكتابة واكتشاف الموهبة فيما يخطونه من بديع الكلمات والعبارات، ولكنّ أغلبية الشباب لم يوظفوه بعد على أحسن وجه لصالح الأدب، فتراهم يستخدمونه لعرض صورهم وأحداثهم اليومية ويكتبون بلغة هجينة فرنكفونية عامية مقززة ومنحطة، ولا يجعلونه نافذة لنقاش المواضيع الأدبية وللإفادة والاستفادة بلغة فصيحة مفهومة.

وماذا عن دار النشر الالكترونية التي أطلقتها؟ وكيفية طريقة عملها؟

أطلقتُ وبمبادرة فردية “دار النشر شجن الحروف الأدبية” قبل سنوات، وهي أول مبادرة مغربية من نوعها في هذا المجال، لتنقيح مؤلّفات المبدعين المغاربة والعرب مجانا وموجهة للشباب بالخصوص، وساعدني في ذلك الكاتب المصمم مصطفى الحطابي، وسخرناها خدمة لأهداف “مجلة شجن الحروف” التابعة لها، حيث طبعت جل الأعمال الأدبية التي رعتها المجلة، وكذا المسابقات الأدبية على امتداد أربع سنوات من الاشتغال المكثف، تشجيعا للشباب وتحفيزهم على الإبداع ونفيا للجمود الأدبي وتنشيطا للحركة الثقافية بالمغرب والعالم العربي، وأما عن الكتب المطبوعة إلكترونيا فقد فاقت أربعين كتابا، منها روايات ودواوين شعرية ومجموعات قصصية وخواطر، ولله الحمد فقد كانت دار شجن الحروف الأدبية الانطلاقة الفعلية للعديد من الأسماء المبدعة، والتي طبعت فيما بعد مؤلفاتها، التي أنجزناها بصيغة إليكترونية، ورقيا، وأثثت المكتبة العربية بحضورها الجيد.

وأما عن طريقة اشتغالها والمستمرة لحد الساعة، فإننا نستقبل العمل بصيغة الوورد  wordوبكتابة 14 وأن يكون العمل محددا بفهرس، ونطالعه بتفحص في ظرف شهر إلى شهرين من استلامه، ونضع له غلافا مناسبا للعنوان والمحتوى، وننشره مجانا أما الجمهور القارئ ليقدم انطباعا أوليا حوله ويتعرف على صاحب الإبداع.

البريد الإلكتروني لإرسال الأعمال الإبداعية: omari.omaro@gmail.com

كذلك موسوعة الشعر أخبرني عن هذا المشروع الذي يشارك فيه عدد لا بأس به من الشعراء؟

كتبت مقدمة مفصلة عن الأسباب التي دفعتني لإنجاز مشروع الموسوعة الشعرية المعاصرة، وإليك بعضا منها:

إن الشعر كالنثر، بل أعمق، في مقاومة ردهات الزمن وتغيرات الأشخاص والأهواء، فهو إن لم يتعرض للتوثيق والنقد والتمحيص بهت وزال، وكان كأن لم يكن، وهكذا فقد ظهرت عدة أعمال موسوعية عبر تاريخ الأدب العربي بالخصوص، تؤرخ لفترات ذهبية من الإبداع والبوح الشفيف والنضال الحقوقي بامتياز، لشعراء كتبوا أشعارا تزان بماء الذهب، ولولا تأريخهم وقصائدهم لما بلغنا من سيرهم وكتاباتهم شيئا. فبرز على الساحة النقدية كما هو معروف من النقاد القدامى والمحدثين ابن سلام الجمحي وابن قدامة وابن جعفر والجاحظ وحديثا طه حسين وصلاح فضل وعلي بن تميم وغيرهم.

وحتى تنتفى صفة الانتحال عن الشعراء، كان لابد من توثيق أعمالهم إما في دواوين مطبوعة أو موسوعات شعرية مختصة في التوثيق الأدبي، وهنا أؤكد على أن ما ذكره ابن سلام الجمحي في أسباب انتحال الشعر صالح حتى لهذا العصر، أو يمكننا القول بأنه صالح لأي زمان ومكان، فهي أسباب عامة تعتري المجال الأدبي شعرا ونثرا في كل آونة ومحاربتها تكون بالتوثيق الحيادي الصادق، ومن ضمن ما ذكره ابن سلام الجمحي أن عدم تدوين الشعر يكون سببا في ضياع الكثير منه، وحسب رأيي المتواضع فهو قليلا مهما حاولنا تضخيم الكم الرائج من الإبداعات والمؤلفات قديما وحديثا مقارنة بعدد السكان أولا ثم عدد مرتادي الأدب المعدوجون على رؤوس الأصابع. وقد أورد ما قاله أبو عمر بن العلاء: ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم علم وشعر كثير” وهذا كان قديما، لكنه حسب رأيي المتواضع سينطبق حتى على هذا الفترة الذهبية من الإبداع بعد حين.

فهذه الفترة تسمى فترة التواصل الافتراضي، حيث يدأب العديد من الشعراء والشواعر لاتخاذ مواقع التواصل الاجتماعي منبرا لهم، من حيث لا منبر لهم، وحيث لم يستطيعوا نشر أعمالهم الأدبية الشعرية بين دفتي ديوان ورقي، فيعمدون إلى النشر الافتراضي بصفة دؤوبة، لكن هذه المواقع غير آمنة البتة، إذ يمكن أن تحذف في رمشة عين، عكس الدواوين والموسوعات الورقية التي تبقى لعقود طويلة برفوف المكتبات وتحفظ قصائد الشعراء من الضياع والاندثار، وكان هذا أحد أهداف تأليف هذه الموسوعة الشعرية المعاصرة، وذكر ابن سلام أيضا، سببا آخر يدعو فيه لتوثيق الشعر وهو قضية الانتحال، وخص بها الناقد الذي يجمع الشعر قديما بينما أنا أحيل المفهوم هنا على الشاعر نفسه، إذ أن الشاعر الذي يكتب دون أن يعمد للنشر الورقي يكون عرضة للسرقة الأدبية أو التلاص وحتى التناص ولو محمودا.

ففي الآونة الأخيرة ظهرت عدة سرقات أدبية لقصائد عديدة وكان يصعب الحكم على الفاعل فيها، إذ في بعض الأحيان نجد شاعران لهما كتابات عديدة يتخاصمان في قصيدة أو أبيات شعرية وكل منهما ينسبها لنفسه، فيكون الحكم مبنيا في الأخير من طرف القارئ أو المتابع لهما على الذائقة الشعرية التي يتميز ويعرف بها كل واحد لدى القراء والأقرب للقصيدة، لكن هذا لا يفي بالغرض، فلو تم توثيق القصيدة لابكتاب أو مجلة أو دورية أو موسوعة شعرية أو مسابقة أدبيو قبل النشر الافتراضي، لما ظهر هذا الاختلاف من الأصل. وأما التناص فهو موجود بكثرة، ويعمد له، عادة، الشعراء المبتدئون الذين يرغبون في ارتياد الشعر فلا يجدون أمامهم سوى اقتفاء قدوة من الشعراء القدماء أو المحدثين لتقليدهم أو النسج على غرارهم، وقد يلجأ له حتى الشعراء المتمرسون لتطعيم قصائدهم بما لم يستطيعوا الإجادة في وصفه، أو قد أتى من قبلهم بما لم يستطيعوا الإتيان به، أو لأنه يناسب غرضهم الشعري الموظف في القصبدة.

لكن البعض منهم لا يشير لهذا الاقتباس حتى يحرج في مجلس أدبي ما، وهذا عيب كبير، فلو عمد إلى بيان الاقتباس من الوهلة الأولى، لكان أفضل بالنسبة له، وجيد الشعر هو ما كان خاليا من الاقتباس والتناص وحتى التلاص.

إنني في هذه الموسوعة الشعرية المعاصرة، والتي أعتبرها مكملة لما داء في الموسوعات الشعرية المعاصرلاة التي صدرت قبلها أو حتى التي ستصدر بالموازاة معها. فإن الغرض الأول هو توثيق مرحلة مهمة من الإبداع الشعري العربي المعاصر، والذي امتد من سنة 2010 حتى 2018، وهي الفترة التي عاصرت فيها الشعراء المذكورون بالموسوعة وآخرون، وتتبعت إبداعاتهم ونشرهم لقصائدهم على دوريات ومجلات وبدواوين، وحضرت توقيعات أغلبهم من المغرب، وتتبعت حفلات توقيع الآخرين عبر الفضاء الافتراضي الأزرق، وتابعت من تألق ببرنامج أمير الشعراء على امتداد مواسمه، ولكنني لاحظت أن البعض منهم لم يوف حقه من التوثيق وتم إغفال ذكره في بعض الموسوعات الشعرية، وربما كان ذلك سهوا، لكثرة الشعراء عبر العالم العربي، ولخصوصية التوثيق والتأليف وضيق الوقت للمؤلف. ولذلك كان حريا بي تأليف موسوعة شعرية معاصرة تضم بين ثناياها من خيرة شعراء هذه الفترة التي أسميها بالذهبية، نظرا لكونها عرفت نشاطا أدبيا مكثفا وزخما إبداعيا قل له نظير.

البريد الإلكتروني لإرسال المشاركات: omari.omaro@gmail.com

كذلك لديك عالمك القصصي الخاص ماذا عنه وكيف توفق بينه وبين الشعر والاعلام والتدريس؟

عالم التدريس، وعلى امتداد قرابة العقد من الزمن، ثمان سنوات، قدّم لي شُحنة مركّزة ومُفعمة بالأمل وحافزا للاستمرار في ميدان الشّعر والقصة والإعلام الذي درسته ونلت فيه شواهد كثيرة في الأكاديمية الدولية للصحافة بالدار البيضاء وعلى يدي صحفيين بارزين، دون أن أبخّس من واجبي الذي يحتّم عليّ الحضور والتفاعل والقيام بواجبي المهني، ولله الحمد فبالمؤسسة التي أشتغل بها هذه السنة لم أتغيّب ولو ساعة واحدة طوال الفصل الدراسي الأوّل، وكنتُ أحضر الندوات الفكرية المهمة فقط، خارج أوقات عملي، وكذلك أُبدع خارج أوقات عملي، لأنّ لديّ فترات راحة أبرّرُ فيها الفعل الإبداعي.

وعموما ينبغي على الأديب أن يوفّق بين عمله وعالمه الإبداعي، وكذلك عالم الأسرة ومتطلباتها. فالإبداع غير محدد بفترة أو زمن وغير مقيد بأعمال وأشغال، بل هو لحظة تأمل تختزن فيها ذاكرتك عدة أفكار فيأتي الليل لتوثقها على مزمار الشعر أو القصة أو الرواية.

الشاعر والأديب المغربي يعيش حالتين الأولى بتوجهه العربي والثاني الفرنسي، توجه نحو الفرنسية فأين يجد ذاته؟ وماهو أهل اللغة العربية في تحديد التوجه ؟ وإلى أي مدى يصل تأثير الفرنسية في تجارب الأدباء المغاربة ؟

في المغرب ستجدُ تيارات أدبية مختلفة ومتنوّعة، ومنها التيار المهتم باللغة العربية والتراث الأمازيغي والتيار الفرنكفوني الداعم للغة الاستعمار، وللأسف فالهيمنة المطلقة للتيار الفرنكفوني، أما الأدباء ذوو التوجه العربي فيصارعون ويقاومون بما يملكون من أدوات بسيطة وإمكانيات محدودة.

ماهو جديدك ؟

سأفاجئ متابعي بالخصوص بعنوانين بارزين في الرواية والشعر وأتمنى أن ينالا ذائقتهم كما نالت مؤلفاتي السابقة استحسانهم، وسأدع الزمن كفيلا بإظهار ذلك.

وبماذا تحب أن تنهي هذا الحوار؟

أود توجيه شكر خاص لوكالة أنباء الشعر بالإمارات العربية الشقيقة، على هذا الحوار الأدبي الشيق رفقتكم، وعلى اهتمامكم الحثيث، كما هو معروف عنكم منذ سنوات، بالشعر والأدب وخاصته وتشجيع الشباب العربي وتحفيزهم على الإبداع. فتحية امتنان وتقدير لكم.

شاهد أيضاً

انعقاد الاجتماع الأول لمجلس أمناء جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية بالقاهرة

قيمة الجائزة للمؤسسات 60 ألف دولار، و 40 ألف دولار للأفراد عقدت بالقاهرة الجلسة الإجرائية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *