وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
كرَّم معهد العالم العربي المفكّر المغربي، عبد الله العروي، على عطائه الغزير المتواصل منذ أكثر من نصف قرن.
الحدث الذي نظّمه كرسي المعهد بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية، في جامعة محمد الخامس بالرباط، عرف مشاركة نخبة من الباحثين المغاربة والأجانب، الذين قدّموا إضاءات حول مجالات الاهتمام المتعددة التي ألّف فيها العروي فكراً وتاريخاً ونقداً وأدباً.
ووفقا لمصادر اعلامية، فإن العروي يعدّ أول شخصية عربية تحظى بهذا التكريم، ومجاراة للطابع الموسوعي الذي طبع إسهامات العروي في مساءلته للحداثة غرباً وشرقاً.
ولأن إسهامات العروي تجاوزت حدود الفضاء العربي، فإن أستاذ الفلسفة بجامعة برلين نيلس، ريكن ركز، أكد في مداخلته أن التاريخ والتاريخية انشغال مركزي في أعمال المفكر المغربي.
مدير معهد العالم العربي، معجب الزهراني، اعتبر عبد الله العروي تجسيداً حياً للفكر الحداثي النقدي، ومرجعاً أساساً لكل قارئ وباحث في مخاضات المشروع النهضوي العربي ومسار تعثراته، وإشكاليات النخب العربية.
وقال إن تكريمه يندرج في سياق برنامج جديد تبنّاه المعهد لإعادة إحياء كرسي معهد العالم العربي، كإطار تأسس سنة 1991، ليتوقف عام 1994 بسبب الأزمة المادية التي واجهتها المؤسسة، التي تعدّ محراب الثقافة العربية في فرنسا والعالم الفرونكوفوني.
وأضاف الزهراني أن “الاحتفاء بالعروي كأول شخصية عربية تحظى بهذه الالتفاتة يعقب فعالية مماثلة نظّمها الكرسي تكريماً للمفكر الفرنسي، إدغار موران، ضمن سلسلة مبادرات يعتزم المعهد القيام بها لإعادة الاعتبار لرموز الفكر المعاصر”.
ولم يكن للقاء أن ينفضّ دون كلمة للمفكر المحتفى به، الذي ذكر بمفهوم مركزي يوجه تفكيره ووعيه بدور الفكر في تغيير المجتمع، وبالتزام المثقف بتقديم الإضافة الملموسة والقابلة للتطبيق كمداخل لإيجاد حلول لأسئلة الواقع، وذلك هو مفهوم المنفعة الذي يتيح اقتراح أجوبة ملموسة وعقلانية عن عوارض الحياة وحاجيات المجتمع.
يذكر أن عبد الله العروي رأى النور سنة 1933، في مدينة أزمور، وتابع دراساته بالرباط، ثم في جامعة السوربون، التي حصل منها سنة 1976 على دكتوراه، عن أطروحته التي تحوّلت لاحقاً إلى كتاب مرجعي بعنوان “الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية 1830-1912”.
