الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / في تحقيق للوكالة أدباء جزائريون غاضبون من سياسة وزارة الثقافة الإقصائية

في تحقيق للوكالة أدباء جزائريون غاضبون من سياسة وزارة الثقافة الإقصائية

على كامل الجغرافية الجزائرية هناك مبدعون ومثقفون وأدباء وكتاب، كل له نهجه وخطه الثقافي الذي يسير به، فمنهم من يسير مع الركب الحكومي ومنهم من يرى أن هذا النهج الرسمي الذي تمارس وزارة الثقافة لا يمثلهم، ويعتبرون ذلك إقصاءً وتهميشها للكاتب وللمثقف الجزائري البعيد عن الدائرة المحيطة بوزارة الثقافة الجزائرية المتمثلة بشخص السيد الوزير عز الدين ميهوبي، ومن باب الاشارة لمواطن خلل في العمل برأي بعض مثقفي الجزائر الذين قدموا للوكالة رأيهم في هذا السلوك الذي يعتبرونه إحجافا بحق الثقافة والمثقف الجزائري واقتصار العطاء لفئة معينة من الأشخاص الذي يدورون في فلك هذه الوزارة.

القاص طارق لحمادي: الجزائر ليست حكرا على فئة أوعصبة إنها بلدنا جميعا

ومن المثقفين الذين أبدوا رأيهم في هذه القضية كان القاص طارق لحمادي الذي قال: تبقى الدعاية للكتابة والكتّاب في الجزائر حكرا على زمرة مفصّلة حسب رغبة سلطة الوزير، هي نفس الأسماء التي تتحرّك بين منابر الملتقيات الوطنية، تستفيد من صندوق الدعم الثقافي في طباعة أعمالها وإعادة طباعتها، ويُوصَى بسفرها إلى الخارج لتمثيل الجزائر في المهرجانات والمعارض.

أسماء تتكرّر في كل حضور وتتواجد في كل حدث (رغم فراغها الإبداعي) لاعتبارات نكاد نحصرها في عصبية الجغرافيا.

لقد تحوّل الفعل الثقافي في الجزائر عبر المحاباة، والتكتلات، والعصبيات الضيّقة، والايديولوجيات الجرداء إلى مجرّد شكل باهت لا يقدّم ولا يؤخر في ظل التطوّر الذي تعرفه المجتمعات الأخرى عبر آليات فعلها الثقافي.

لا نطلب من الوزير أكثر من التحلّي بروح الوعي في تصريف أمورنا الثقافية، فالجزائر ليست حكرا على فئة أو عصبة أو بطن أو فخذ، إنها بلدنا جميعا.

الشاعر خليل عبو: نشك بوجود وزارة الثقافة

أما الشاعر خليل عبو فقال: أحيانا حينما يتذكر الكاتب أو الشاعر انه ينتمي الى هذا المكان المسمى مجازا (وطنا)، فإنه يرجع ويشك في الأمر، خصوصا عندما يلاحظ ما يجري أمامه من احداث على مرأى ومسمع منه، ويتذكر أن هناك ما يسمى (وزارة الثقافة)، بالفعل احيانا الأديب ينسى أنه ينتمي.

نحن هنا في أعماق الجزائر العميقة، أصبحنا كأدباء وفاعلين في الحقل الثقافي، نشك في وجود ما يسمى وزارةً للثقافة،  لا نتأكد من وجودها الا حينما نسمع ضمن الأخبار أن هناك ملتقى أو معرضا أو بعثة خرجت لتمثل الجزائر خارج الوطن – ولا نكون ضمن أعضائها بالطبع – و كل السبب هو أننا لا نرابط في مكاتب وزارة الثقافة، و لا نمت بصلة قرابة أو ولاء لزيد أو عمرو هناك أو لمدينة بعينها دون غيرها، بل إن انتماءنا و ولاءنا للجزائر وحدها لا غير .

فهل أصبح الانتماء و الولاء الصرف للوطن وحده جريمة نعاقب عليها ؟

الشاعر علي مغازي: أرفض تماما سياسة وزير الثقافة

في مايو 2016؛ أعلنت موقفي بوضوح من سياسة وزير الثقافة في بلادي؛ السيد عز الدين ميهوبي وطالبت بإعفائه من مهامه لأنه غير قادر أن يتصرف بروح المؤسسة. ولم يكن مطلبي وقتها لأسباب شخصية ـ كما لمح البعض، واليوم أجدني على ذات الموقف: “أرفض تماما سياسة هذا الوزير وأعتبر أنه أوصل جميع المؤسسات الثقافة في الجزائر إلى مستوى هابط من الأداء، مستخدما في ذلك أدوات لا تمت بصلة للعمل الثقافي”. كما أن نزعته الإقصائية طاغية وبشكل محرج للجميع. ومهما يكن فلا فائدة من وضع قائمة للأخطاء التي ارتكبها السيد ميهوبي ولا يزال يرتكبها، بغاية إبعاد جميع الأصوات الثقافية القادرة على الانتاج، وبالمقابل تكريس أسماء بعينها لأسباب غامضة وملتبسة حينا، وشديدة الوضوح بل وفجة أحيانا أخرى، ويتعلق الأمر هنا بأبناء العشيرة، أقول لا فائدة من ذلك فهذا الوزير أثبت فشله في مناسبات عديدة: حكم اتحاد الكتاب ففرق أهله، ودخل الاذاعة فأفسد طبعها، وذهب الى التلفزيون فأقحله، وحام على ذلك الشيء الأعلى الخاص باللغة العربية فجعله في أسفل السافلين، وطاف بالمكتبة الوطنية فبهدلها، ثم انطلق الى وزارة الثقافة فميع كل شي فيها.. أتمنى ألا يجعلوه وزيرا للدفاع حتى لا يتم احتلالنا من طرف اي دولة تلعب في قسم ما بين الرابطات.

أحمد دلباني: المشهد الثقافي في الجزائر تسوده الشللية والجهوية على مستوى النشاط الرسمي بالطبع.

  فيما قال الكاتب الجزائري أحمد دلباني:  لا يخفى، صديقي، على كل متابع للشأن الثقافي في الجزائر ما يتميز به المشهد من شللية وجهوية على مستوى النشاط الرسمي بالطبع. وأعتقد أن الأمر ليس جديدا باعتباره ممارسة معهودة، ولكنه ترسخ أكثر وأخذ أبعادا مخجلة مع الوزير الحالي الذي يعمل بمنطق الولاء والتبعية والإقصاء. هذا الأمر لا يكشف إلا عن سيادة عقلية التهميش البائدة التي لم يعد بإمكانها ترجيح منطق انتصار الاستبعاد في زمن إفلات الإعلام والمنابر التواصلية من محبس الأحادية في زمن العولمة والفضائيات ومواقع التواصل.

   هذا على مستوى النشاط الرسمي الذي لم يبلغ، بكل تأكيد، مرحلة تكريس البعد الثقافي للجزائر العميقة من خلال الكشف عن عمق الهوية الجزائرية وحركية المجتمع في التعبير عن نفسه. لا تزال نشاطاتنا رسمية كرنفالية رتيبة وتكرارية. لا تزال تفتقد بشكل موجع الوهج والألق وعنصر الخيال الملازم للنشاط الثقافي باعتباره إبداعا كذلك

   هل تعلم أننا البلد الوحيد – في العالم ربما – الذي لا يملك مجلة ثقافية أو دوريات تجمع المثقفين والمبدعين على طاولة الحوار والنقاش وإطلاق مارد الطاقة الإبداعية المكبوتة منذ عشريات؟؟

   هل تعلم أننا البلد الوحيد الذي يعاني من مشكلة كبيرة لم يتناولها أحد بالدرس والتأمل على ما ارى – وأرجو أن أكون مخطئا – وهي مشكلة عدم الاستمرارية في أي شيء؟ نحن لا نملك تقاليد في أي شيء وبخاصة في المجال الثقافي. كل شيء ظرفي. كل شيء فقاعة تطلقها المناسبات العابرة والحمية المنتفخة تفاهة وحماسة فارغة. لامجلة محترمة. لا مهرجان محترم يحافظ على استمراريته. لا تطاهرة تفرض الاحترام. لا تسيير ناجح لأي شيء. نحن لا نملك تقاليد وكأننا لا نعيش في دولة لها مؤسسة تسمى “وزارة الثقافة” وهياكل تصرف عليها الملايير عبثا. حياتنا الثقافية زبد. والسيادة للزبد دائما.

   أورد بهذه المناسبة هذه الطرفة النادرة: كنت مع مجموعة من الكتاب ضيوفا على نشاط اقامه اتحاد الكتاب الجزائريين قبل عشريتين. سلمنا يومها نائب رئيس الاتحاد العدد الثاني من مجلة “الكاتب” التي كان يصدرها الاتحاد وعند سؤالنا عن العدد الأول قال لنا: هو تحت الطبع !!! اكتفينا بالضحك البرئ الذي أتذكره بمرارة اليوم وأنا يجتاحني الشعور بالقرف واليأس من إمكان أن تصبح الجزائر – يوما ما – بلدا ذا حضور ثقافي محترم…

   أقول هذا بالطبع وأنا لا يهمني شخصيا أن أكون ضمن الحاشية المحيطة بأصحاب القرار الثقافي أو التي يغدق عليها الوزير من كرمه الذي سمم العلاقات بين المثقفين. لا يهمني على الإطلاق هذا الأمر منذ انتبهت، باكرا، إلى أن خلود الكاتب يرتبط بالإبداع لا بما يسمى “النشاط الثقافي”. منذ انتبهت إلى أن غرفة بروست المستأجرة أجدر بالكاتب من قصر فرساي وأن ظهر رواحل المتنبي فضاء جميل ومرعب وأجدر بالمبدع من سرير الأمير

   ولكن من المهم أيضا أن أشير إلى أن كوننا مبدعين لا يعفينا من النضال الثقافي. المثقف ليس المبدع بالضرورة كما هو معروف. المبدع خيميائي منشغل بتحويل العالم وتراجيديا الحياة إلى اثر أو نقش في جدارية الكون. أما المثقف فهو ذلك المناضل المنخرط في قضايا عصره بصورة نقدية وباسم القيم الإنسانية كالعدالة والحقيقة …

   المهم أن لا يكون نضالنا حرثا للبحر. المهم أن نتفق على خارطة طريق للنضال من أجل سحب شرعية تمثيل الجزائر ثقافيا من العصابة المحيطة بالوزير والمنتفعة من الريع العام والمتحدثة باسم إبداع لا تملك منه إلا الاسم. المهم أن يكون لنا حضور مواز بعملنا وانشغالنا الثقافي والفني والفكري الذي نتمنى أن يكون – يوما ما – علامة فارقة في مسار الإبداع الجزائري

   ولكن علينا ايضا أن نبدي ملاحظة ضرورية. من المعروف عند العام والخاص أن الإبداع الجزائري يعيش بوادر ربيع وإن بصورة خجولة. وهذا الإبداع الأدبي والفكري نابع من صميم تجربة المبدع الجزائري مع إشكالات الراهن بكل أبعاده ومن أسئلة الكتابة وهواجسها. مأخذنا أن المؤسسة الرسمية لا تأبه كثيرا بهذا الحراك ولا يهمها سوى الاستثمار في النجاحات التي يحققها بعض الكتاب من أجل تبرير مشروعيتها ومشروعية تمثيل المثقف الجزائري. والدليل أن معظم الفاعلين الثقافيين في بلدنا ومعظم الكتاب الجادين لا ينشرون في الجزائر ولا ينشطون كرنفاليا مع المؤسسة الرسمية لاعتقادهم الجازم أن الفضاء الثقافي الرسمي في الجزائر محتل كليا من طرف الرداءة والشللية وغياب الرؤية والمشروع..

الشاعر محمد الأمين سعيدي: أنا منخرط في حزب باقي الوطن

أما الشاعر والأكاديمي الجزائري محمد الأمين سعيد فقال: “تحرك الكثير من أدباء الجزائر في الأيام الأخيرة خاصة معبرين عن غضبهم من سياسة الوزارة، وتعاملها الدائم مع شلة معينة تمثل الجزائر في المحافل الدولية. ولأنّ أية مبادرة صارتْ تحرّف عن مسارها للأسف الشديد ويشكك في نواياها؛ أوضح أنّ لا أحد يقول بحرمان الشلة لكي يستفيد هو. لكنّ هذه وزارة، مؤسسة دولة، مما يعني أنّها تتصرف بمال عام، ويحق لكتاب كثر أن يظهروا ويأخذوا حظهم في البروز خاصة وأنهم يمتلكون متونا مبدعة، ولا يعرفهم الناس. ونؤكد أننا لا نقصد أنفسنا لأننا بنضالنا كتبنا في الصحف وبإيمان دور نشر بنا أصدرنا عديد الأعمال وعرفَنا القارئ.

وللإشارة أيضا، لا يشمل هذا التهميش على الكتّاب فقط، ولكن يطال دور نشر تجتهد من أجل الجودة لكنها محاصرة. هذه السياسة الانتقائية للأسف لا تستند إلى النصوص وقوتها دائما، ولا إلى القيمة الفنية، لكن دائما إلى حسابات أخرى، مهما قيل عنها فهي لا تليق بمؤسسة ثقافية تنظم لقاءات فاشلة وتهمش الكاتب الجزائري، وتتعامل جهارا بجهوية غريبة عن روح المؤسسة وبحسابات تلغي الجميع من أجل القلة.

بسبب هذه التراكمات من سنوات كنت أطلقت هاشتاغ على فايس بوك: “أنا منخرط في حزب باقي الوطن”، وقد قصدت به أني لا أنتظر شيئا من وزارة لا تستطيع حتى أن تضمن للكاتب حقوقه من أعماله، وأحيانا لا تضمن حتى كرامته(أشباه الفنادق التي ينزل به المبدع الجزائري(وشخصيا لا أنزل إلا باحترام أو لا أشارك)في حين ينزل غيره في أماكن محترمة)..

أخيرا؛ أتأسف شخصيا من مواقف كتاب تمثّلوا دور محامي الوزارة، وخاضوا في الإساءة إلى مبدعين مثلهم فقط لأنهم نالوا من الريع واستطعموا لذة الفساد..بينما كان الأولى بهم أن يتضامنوا مع المبدع لا مع الإداري، وهذا مؤلم أكثر من سياسة الوزارة التي لا ننتظر منها شيئا مذ زمن.

شاهد أيضاً

انعقاد الاجتماع الأول لمجلس أمناء جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية بالقاهرة

قيمة الجائزة للمؤسسات 60 ألف دولار، و 40 ألف دولار للأفراد عقدت بالقاهرة الجلسة الإجرائية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *