الأحد, 28 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / شوقي بغدادي في حوار الوكالة: لقد ولّى زمن الشعر الذي كان ديوان العرب

شوقي بغدادي في حوار الوكالة: لقد ولّى زمن الشعر الذي كان ديوان العرب

أتمنى الرحيل لا لشيء سوى أن التغييرات التي كنت واثقا من حضورها لن تحدث إطلاقا

حركات النقد صار معظمها صادرا عن قراءات سطحية لمفاهيم النقد العالمي

كيف ينظر إلى دمشق الآن ؟ الشاعر الكبير شوقي بغدادي شيخ العربية, لطالما كتب عن الفرح, عملا بمقولة البحث عن الجزء الممتلئ من الكأس, هل فرغ الكأس تماما؟ قال مرة “النقاد أجهزوا علي, ودرويش قال “يغتالني النقاد أحيانا” هل تنطبق على النقاد تسمية “الارهاب النقدي”؟  ومن الذين تنطبق عليهم تلك الأفعال من اغتيال واجهاز؟ وأسئلة كثيرة في حوار الوكالة:

دمشق لم تعد دمشق

كيف تنظر إلى دمشق الآن ؟

دمشق لم تعد دمشق ..بردى صار مجرى للنفايات بعد تحويل مياهه  إلى الشرب والسقيا سكانها تكاثروا بشكل سرطاني بعد ان اقتحمها الأغراب ثم اللاجئون بالملايين وخسرت غوطتها بعد القصف اليومي, ودمرت ضواحيها التي صارت جزءا منها وهكذا تغيرت البيئة الجغرافية والبشرية والثقافية خلال مدة قصيرةففقدت خصوصيتها التي طالما تغنى بها الشعراء والرحالة..هذا الموضوع وحده يحتاج الى كتاب كا مل.. فاعذريني إذا اختصرت..

قلت “أتمنى رحيلا سريعا كي لا أرى عملية تفتيت وطني الواحد قد صار أوطانا صغيرة مخجلة كما تريد إسرائيل ماذا ستصنعون يا أحياء؟” هل استطاع الأديب عبر الزمن إيصال صرخاته؟ وهل قلت كل مالديك لتتمنى الرحيل؟

أتمنى الرحيل لا لشيء سوى أن التغييرات التي كنت واثقا من حضورها لن تحدث إطلاقا .. ذلك ان عقلية التخلف لن نستطيع التحرر منها لأسباب كثيرة أهمها أن مفهوم الحرية لدينا شوهته التربية الخاطئة القائمة على الإتكالية من خلال فهمنا الخاطئ للمغازي العميقة للتدين  والذي يقف عقبة كأداء ومقدسة في وجه أي محاولة للتجديد والتطورعلى أنها كفر وخروج على الدين فما العمل   ؟..

كأن الفرح دافع داخلي بالغ القوة لتحقيق  التجديد والتطور على يد أجيال مقبلة أفضل منا فكرا وذكاءا

لطالما كتبت عن الفرح, عملا بمقولة البحث عن الجزء الممتلئ من الكأس, هل فرغ الكأس تماما؟

أما الكتابة عن الفرح فهي نزعة فطرية لا تقاوم ولعلها تثبت أنني خاطئ في يأسي ورغبتي بالرحيل كأن الفرح دافع داخلي بالغ القوة لتحقيق  التجديد والتطور على يد أجيال مقبلة أفضل منا فكرا وذكاءا .

من الخمسينيات إلى الان كيف تصور المشهد الشعري في الوطن العربي على العموم وفي سورية على الخصوص؟ *ما رأيك بالتجارب الشابة. أم أن بعض الشباب يتهمون “الشعراء الكبار” بالسن والتجربة بعدم الاطلاع على تجاربهم؟

لا تسأليني عن الشعر .. فلقد ولّى زمن الشعر الذي كان ديوان العرب ذات يوم…اليوم صارت قصيدة النثر الأوروبية المصدر أشبه بطوفان جارف للذوق الجمالي لا ينجو منه غلا ندرة من أصحاب الموهبة ومع ذلك فلن يجد هؤلاء جمهورا واسعا يقتني المجموعات الشعرية الكاسدة في سوق البيع للشعر الحديث الذي لا يجد مجالا للتداول إلا على صفحات الفيس بوك والماسنجر وغيرها في الأجهزة الالكترونية والأنترنيت يمر بعض القراء عليها مرورا سريعا ثم ينسونه ويخرج من  حياتهم ..

قلت مرة “النقاد أجهزوا علي, ودرويش قال “يغتالني النقاد أحيانا” هل تنطبق على النقاد تسمية “الارهاب النقدي”؟  ومن الذين تنطبق عليهم تلك الأفعال من اغتيال واجهاز؟

بلى  ..حتى حركات النقد صار معظمها صادرا عن قراءات سطحية لمفاهيم النقد العالمي ومتأثرة الى حد بعيد بالترويج الطائش للدعاية والموضة لاساليب النقد الفارغ من الحس المرهف والفهم العميق للتجربة الإنسانية..

لقد أطال الله في عمري فعلا وأنا لا أستحق ذلك

*جزت الثمانين أطال الله في عمرك, وقلت “الثمانون جزتها وزهير بات خلفي فمن رآه رءاني” هل سئمت “تكاليف الحياة” أم الحرب؟

لقد أطال الله في عمري فعلا وأنا لا أستحق ذلك  ..ولكنني اقبل هذه الهدية وأشكر ه على منحه إياي هذه الفسحة التي أحاول الإستفادة منها في ملئها بأفضل ما كسبته منها من تطور فكري وفني قبل رحيلي الذي اقترب موعده..

هل منعت حقا الكتابة في الصحافة السورية؟

حدث هذا فعلا …ليس لي وحدي بل لعدد من الكتاب المغضوب عليهم ..ولكنه منع عن الكتابة لم يدم طويلا.

فتحت عيني وذهني على حقائق فكرية وسياسية لم أكن أعرفها جيدا

إذا نظرت إلى تجربتك الشعرية كاملة بعين الناقد إلى أي درجة أنت راض عن قلمك؟

تجربتي الشعرية لست راضيا عن بداياتها ولكنها مرحلة لم تستمرطويلا إذ فتحت عيني وذهني على حقائق فكرية وسياسية لم أكن أعرفها جيدا حول مسألة الحرية الفردية ودورها العميق في عملية الإبداع الفني الجمالي مما نلاحظه واضحا في انتاجي الأدبي عموما نثرا وشعرا..

تنشر الكثير من القصائد على الفيس بوك هل هي من مخزونك الشعري أم  تبشر بديوان جديد؟

لم أنشر سوى القليل من مخزوني الجديد.. والذي أخشى نشره في هذه الأيام التعيسة..

شاهد أيضاً

190 ضيفاً من 25 دولة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل

تستضيف الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل – الذي يعد أكبر فعالية ثقافية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *