وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
جلسة حوارية حول التجربة الشعرية الإنسانية للشيخ زايد بمتحف اللوفر
الحسن: الهم الوطني جعل من الشيخ زايد شخصية إنسانية رائعة
نظم متحف اللوفر أبوظبي، جلسة حوارية حول التجربة الشعرية الإنسانية، للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، شارك فيها الدكتور غسان الحسن خبير في الشعر النبطي في دائرة السياحة والثقافة – أبوظبي وسلطان العميمي الباحث المتخصص في شعر الشيخ زايد ومدير أكاديمية الشعر.
وخلال الجلسة قال العميمي: كان اهتمام المغفور له الشيخ زايد بالشعر والتراث والثقافة المحلية، اهتماماً كبيراً انعكس على الإعلام الإماراتي عند بداية تأسيس الدولة، فقد كانت هناك 4 مجالس شعرية تلفزيونية في الدولة وكانت تصرف للشعراء رواتب، وقد وجه المغفور له الشيخ زايد الشعراء لأن يكونوا في تجربتهم الشعرية بعيدين عن أي شكل من أشكال الفرقة وعدم التلاحم، فنحن أبناء مرحلة جديدة ويجب أن يعمل الأدب على ترسيخ ذلك.
وأضاف العميمي: كان المغفور له الشيخ زايد محباً للشعراء ويستمع لهم دائماً ويفتح لهم المجال في كل مكان يوجد به لإلقاء قصائدهم وكان ينقد هذه القصائد، وقد طبع للشعراء عدة مجموعات شعرية على نفقته الخاصة، وكانت قصائد الشاعر الماجدي بن ظاهر والشاعر سعيد بن عتيق الهاملي تعجبه، وقد وجه المغفور له الشيخ زايد، الفنان جابر جاسم لغناء قصائد الشاعر سعيد بن عتيق الهاملي فقد كانت قصائد ذات قيمة أدبية عند أهل الإمارات.
وأوضح أن أكثر قصائد المغفور له الشيخ زايد جاءت على التغرودة أو الردح أو الونة، أما الأغراض الشعرية فمعظمها كانت في الوطن وفي جنود الوطن وأبنائه، وفي تشجيع الرياضات المختلفة مثل القنص، وفي القيم الأخلاقية مثل حق الجار، وتكريم المرأة والحفاظ عليها، وقد وجدت قصائده بسبب سهولة مفرداتها وأصالتها انتشاراً كبيراً وغُنِّيت في حياته وبعد وفاته، بأكثر من صوت وبألحان عديدة، وعلى سبيل المثال قصيدة «قاصد جداكم حافي» غنيت 10 مرات من 10 فنانين وقصيدة «حي بنسيم الشرق المريف» غنيت 8 مرات، وغنى أكثر من 60 فناناً من الإمارات ومن الدول العربية 82 قصيدة من قصائد المغفور له الشيخ زايد. وأضاف أن عدداً من قصائد المغفور له الشيخ زايد ترجمت إلى الفرنسية وتم استكمال الترجمة لتصدر مجموعة أخرى بالفرنسية ولغات أخرى، وقد جمعت أشعار الشيخ زايد في ثلاثة دواوين شعرية أثناء حياته، وهناك قصائد أخرى لم تتضمنها هذه الدواوين، لكن الأعمال الشعرية الكاملة للشيخ زايد ستصدر قريباً ضمن مشروع عن جهة رسمية مختصة في الدولة.
وأوضح الدكتور غسان الحسن، أن الشعر في حد ذاته تعبير عن الذات وكلما اقترب الشاعر من ذاته تكون أشعاره أكثر صدقاً وشاعرية، وهكذا كان الشاعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لكن الهمّ الوطني جعل منه شخصية إنسانية رائعة جداً؛ فقد شارك بشعره هموم المجتمع من أجل بناء الوطن.
وتطرق إلى إحدى قصائد الشيخ زايد التي قالها رداً على قصيدة ترحيبية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، والتي يعدد فيها الشيخ زايد وشائج الصلة بين حكام أبوظبي ودبي وقوله «عزنا وعزكم واحد» فيتكلم فيها عن مستقبل هذا الشعب المندمج معاً، وكعادة المغفور له الشيخ زايد كان دائماً ما يدعو في شعره إلى التعاضد والتلاحم، مضيفاً أن القافية في تلك القصيدة جاءت بضمير الجمع وليس ضمير المفرد، وكذلك هناك الجمال في التقفية الداخلية؛ حيث كان سجعاً منغماً لتكون القصيدة متناغمة كما الاتحاد، فالتحكم في القوافي فن شعري أتقنه المغفور له الشيخ زايد، واستطاع أن يجعل المضمون والشكل يصبان في صالح الوحدة.
وتناول الدكتور الحسن قصيدة أخرى عنوانها «بينونة» نسجها المغفور له الشيخ زايد بنسيج رائع ووعي جميل عندما بانت أمامه سحب تبشر بالمطر، فنقل هذا المشهد حيث تمنى أن يعم خير المطر كافة أرجاء المنطقة، وتضاريسها، لقد كان الشيخ زايد شاعراً يرسم بالكلمات.
مخاطبة الناس
وأضاف أن كثيراً من قصائد المغفور له الشيخ زايد كانت في المناسبات فقد كان يتجاوب مع كل ما يحدث في البلاد من معالم النهضة وكان يخاطب الناس بشعره بلغة يفهمونها وهذه ميزة الشاعر الناجح، كما أن شعره كان محمّلاً بالمعاني.
وفي ختام الجلسة قرأ سلطان العميمي نماذج من أشعار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ثم استمع الحضور إلى عزف منفرد على العود من الفنان الإماراتي محمد سعيد.
