الأحد, 28 أبريل, 2024
الرئيسية / دليل الأمسيات / الشيباني وحمدة والديك ونعيمة وثلجي يحلقون بالقصيدة في بيت الشعر في الشارقة

الشيباني وحمدة والديك ونعيمة وثلجي يحلقون بالقصيدة في بيت الشعر في الشارقة

بحضور جماهيري لافت نظم بيت الشعر في الشارقة ضمن نشاط منتدى الثلاثاء أمسية عربية من الإمارات والعراق والأردن وفلسطين وشارك فيها كل من الشعراء مؤيد الشيباني وحمدة خميس ونعيمة حسن ويوسف الديك ومحمد ثلجي وقدمها الشاعر نزار أبو ناصر بحضور الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر.

وقال نزار أبو ناصر في تقديمه : في محاولاتنا للإجابة عن السؤال القديم الجديد ” ما هو الشعر “؟ فقد وصف المظفر بن الفضل الشعر على ” أنه ديوان الأدب وفخر العرب وبه تضرب الأمثال ويفتخر الرجال على الرجال وهو قيد المناقب ونظام المحاسن ”  وحقيقة الشعر بكل ألوانه أصبح عالما جديدا لا يصور داخلا ولا خارجا، إنه رؤيا جديدة تمثل وعي الشاعر وفهمه لقضايا الحياة والفن والمعاصرة.

افتتح الأمسية بتحليق فكري وتجل شعري الشاعر العراقي مؤيد الشيباني الذي وقف يتأمل العربات ويرسم المشهد بحروف أنيقة ويلونها بصور بديعة وهو على رصيف الكتب يتأمل ساعة المحطة، فقرأ من ” على رصيف الكتب ” :

وحيثُ الحروفُ المراقةُ بالدمعِ

مرَّ على ذكرياتِ الغريبِ بلحظةِ شوقٍ ومرَّ على قارئٍ حازمٍ مسحَ الصفحاتِ

فمزّقَ بعضاً ورممَ أخرى

مسكتُ الكتابَ الثقيلَ .. تصفّحتُهُ ونفضتُ الغبارَ بأعشاشهِ الداخليةِ

فاساقطت صورٌ لقياسِ جوازِ السفر

وأعوادُ وردٍ مكسّرةٍ وعطورٌ معتّقةٍ ورمادُ السجائرِ منجمدٌ مثل قطنٍ قديمٍ وريشةُ طيرٍ وخصلةُ شعرٍ وحباتُ رمل.

وقبل أن يتأمل ساعة المحطة نظر إلى الحائط بحثاً عن ساعة تضبط نبض غربته ثم تساءل:

يقولُ الغريبُ لعابرةٍ تتثاءبُ : ما الساعةُ الآنَ

تومئُ صوبَ الجدارِ .. يقولُ: كم الساعةِ الآنَ خلفَ المحطةِ .. هل ثمَّ فارقُ وقتٍ، وهل مطرٌ في المدينةِ .. مكتبةٌ في الجوارِ ؟ المحطةُ موحشةٌ .. كلُّ شيءٍ مضى، كل شيءٍ سوى ساعةٍ وغريبٍ يقولُ لعابرةٍ تتثاءبُ: ما الساعةُ الآن؟

بدأت الشاعرة نعيمة حسن البوح بروح متعلقة بثياب الضوء وهي تطل من علو بأنفة لتقول لنبض يود الانحناء: توقف ولا تنحني وهي تتأمل في لحظة مستظلة بنبض قافيتها:

لن أعصرَ الغيمَ كي أسقيكَ من عطشي

فقد توقفَ غيمي عن مطاوعتي

وقد تعلمَ بردي أن ينامَ على

وسادةٍ تتحرى نارَ مدفأتي

نفضتُ عني رمادَ العشقِ صارخةً

بما تبقى على أطرافِ مرمدتي

بأيِّ بحرٍ سترسو نورساتُ يدي

قواربي عرفت تحليق نورستي

ما أنت إلا صدى إيقاع أغنيتي

وأنت لا شيء في أوهامِ أخيلتي

الشاعر يوسف الديك وقف ليناجي البحر الذي تعود على مناجاته وعلى نسيانه وهو يبوح له بنبض الشوارع ودموع الأرض ويقول له: يا بحرُ أنتَ قتلتنا:

يا بحرُ خذني موجةً في مائكَ العالي ولا تكتب على ضلعي وصايا حفلة التأبينِ واسمع صوتَ جرحي

كلما أزفت على التنهيدِ أشرعةُ اللقاءْ .. عادَ المسافرُ لم يجد بيتاً بحجمِ القبرِ .. يأوي في الشتاء عظامَهُ .. وحبيبةٌ كبرت مواسمها لتحرسَ في الرؤى أحلامهُ .. وإذا ينامُ .. تُهدهدُ ضلعَهُ الغافي على درجِ النعاسِ .. وتحسبُ بالدقيقةِ دمعَها ومنامَهُ.

الشاعر محمد ثلجي وقف بروح تتأمل أحلام الرجوعِ وحال المسافر، وبينهما مرت عليه نوافذ القصيدة وهي تعيش وجع الطائرات وأنين الخيام فباح بصوته المبحوح:

لغتي تطوعُ إذا أشاءُ هواجساً

وقصائدي يرقى بها التلميحُ

فأنا على درجِ السموِّ مكلّلٌ

أتأملُ الماضي وفيَّ طموحُ

كفَرت بوهمِ الحالمينَ حقيبتي

فرؤايَ ألهمَها البصيرةَ نوحُ

وسفينتي في البحرِ تبدو عرضةً

للموجِ يمسكُها المدى والريحُ

واختتمت القراءات الشعرية الشاعرة حمدة خميس بحروف متبتلة مبتهلة في محراب الذات، ثم عرجت على العاطفة وهي تقول للآخر : لو قلت لي أحبك:

لو قلتَ لي أحبُّك

أصيرُ وردةً عصيةَ الذبولْ .. وعبقاً ينثُّ سحرهُ في أزلِ الفصولْ .. أصيرُ فتنةَ السهوبِ والوديان والحقولْ.. وقبلة الندى ومشتهى الهطولْ

لو قلت لي أحبك ..

أصيرُ طائراً من نورْ .. أرفُّ في رحابةِ الفضاءْ .. وأنثرُ البهاءَ في المدى وأعبرُ العصورْ .. لأوقظ الموتى بلمسةِ الجناح.. وأزرعُ النرجسَ والأقاحْ .. مطارح القبورْ .. كأنني إلهةُ النشورْ

في ختام الأمسية كرم الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر شعراء الأمسية.

شاهد أيضاً

أدونيس أول شاعر عربي يلقي قصائده في متحف اللوفر في باريس

في برنامج “حوار” تستضيف كابي لطيف الشاعر الكبير أدونيس بمناسبة الأمسية الشعرية التي قدمها على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *