الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / أمين الربيع: ليس لي جمهور ولا أتعامل مع أحد بهذا المنطق فكلنا قراء

أمين الربيع: ليس لي جمهور ولا أتعامل مع أحد بهذا المنطق فكلنا قراء

في الأردن جوائز إبداعية متعثرة في الأغلب

رابطة الكتاب الأردنيين شاخت كثيرا

شاعر يكتب بلغة فلسفية شعرية، أسس مخزونه الشعري من مكتبة جده فكانت خزان الفكر لديه، ويشعر أنه كلما يبدأ بعمل شعري جديد وكأنه يبدأ مع الشعر من جديد، يرسم لذاته خطا شعريا مستقلا، ويرسم كلماته بريشة مبدع، هو الشاعر الأردني أمين الربيع الذي كان لنا معه ههذا الحوار

في البداية مرحبا بك ضيفا على صفحات (وكالة أنباء الشعر العربي) وحبذا لو تضعنا في لمحة عن بداياتك مع الشعر.

ولدتُ ونشأتُ في بيت جدي لأمي، في قرية تمتاز بطبيعة طيبة وأناس طيبين، أقصى شمال الأردن، هناك عند لقاء “اليرموك” بتراب تشكل من عظام الأجداد.

مكتبة صغيرة كانت في بيت جدي فتحت لي نوافذ العالم، حيث لم تكن الساعة المخصصة لبرامج الأطفال، والتي لا يُسمح للأطفال بمشاهدة التلفاز في غيرها تكفي لإشباع خيال الطفل، فكانت المكتبة الصغيرة هي الملاذ، فالخروج إلى الأودية والسهول واللعب لا يُسمح بعد الغروب، إلا إذا كان هنالك فرح أو ترح والكبار مشغولون بالخلق، أما الشعر فقد كان يتربص في كل مكان، وهذا لم أدركه حتى بدأت الكتابة.

الكتابة تحولك إلى غريب أفكار أو أطوار، وشخصيا لا أتذكر لحظة محددة للبداية، ولعل هذا ما يجعلني مع كل عمل أشعر أنها البداية.

في ديوانك “كُن” الفائز بجائزة السنوسي الشعرية في دورتها الأولى، وظفت فلسفة حياتية عميقة بشكل أدبي رشيق، ما مدى التقارب بين الشعري والفلسفي من وجهة نظرك؟

“كُن” تجربة مختلطة بين اليومي والتراثي، جاءت بعد انتهاء مرحلة (المراهقة في الكتابة) هو عملي الأول، حاولت من خلاله التوليف بين فخامة تراث الشعرية العربية وبين سلاسة الحداثة وانشغالات الذات.

شخصياً لا أُؤمن بفارق بين الفلسفي والشعري سوى شكل اللغة وحرج الإجابة، فالفلسفة التي تحاول الإجابة على الأسئلة هي الوجه الآخر من قطعة النقد، والتي تشكل الشِّعرية وجهها الأول من خلال الأسئلة المنفلتة على كل الاتجاهات إلى جانب الإشارات التأمُّلية والصياغة اللغوية.

هل تعيش الحالة الشعرية ذاتها مع كتابة كل ديوان؟

لكل عمل شعري حالته الخاصة والمختلفة من حيث الأدوات الشعرية واللغة وبناء القصيدة وزاوية الرؤيا والمؤثرات والتفاعل الشعوري، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنَّ العمل تتم كتابته تباعاً أو بشكل متصل، بالنسبة إلي قد يستغرق كتابة عمل شعري أعواماً، فالتقاط اللحظات (المشرقة) ليست عملية يسيرة دائماً، ولذلك أكتب القصيدة في الأغلب على جلسات متعددة حيث تستمر لحظات الإشراق تشع متفرقة على مدى أيام لحين اكتمال العمل أو تنقطع فأتوقَّف.

كنت اعتذرت عن جائزة (حبيب الزيودي) التي قامت عليها أمانة عمَّان الكبرى سابقا، وحقق لك ذلك شهرة إعلامية أكثر من خبر  فوزك بالجائزة، ما الذي حققته من رفضك للجائزة وماذا بدر من منظمي الجائزة بعد إعلانك رفضها؟

الشهرة قيمة “لم ولن” أبحث عنها يوما، موضوع جائزة “حبيب الزيودي” أصفه بأنه حدث وانقضى، شيء لم أفكر فيه أكثر من يوم، موقف لم أرضه لكرامتي، فقد أُعلن فوزي “مناصفة مع لا أحد!” لذلك اعتذرت عن قبولها، أما المنظمين فلم أتابعهم ولم نتواصل.

ماذا يعني لك إعلان نتائج جائزة ما مناصفة؟ وكيف تفسره؟

لا يعني لي شيئاً، هذا شأن متروك للحاجة (حاجة الموقف ورؤية المحكمين)، لكن لا أراه منصفا عندما يتحول الأمر إلى عادة وسنّة محمودة عند بعض الجهات، حيث يصبح الأمر حالة من الترضية لأكبر عدد أكثر منها حالة للتَّكريم والتقدير.

إلى أي درجة تشكل الجوائز الإبداعية في الأردن حالة ثقافية، وهل المشاركة بالمسابقات أو قبول الجوائز  يؤدي للكتابة على مزاج لجان التحكيم؟

لا أظن أنَّ الحالة الثقافية في الأردن تختلف عن غيرها في بقية الدول العربية إذا استثنينا الإمارات العربية ومصر والكويت، حيث هي أنشط بكثير في هذه الدول عن بقية البلدان العربية على المستوى الرسمي، ولا أظن أنها تشكل حالة ثقافية، في الأردن جوائز إبداعية متعثرة في الأغلب ولا تستمر، حتى جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية تتوقف لأعوام أحياناً لضعف ميزانية وزارة الثقافة الأردنية من جهة واختلاف كفاءة الوزراء المتعاقبين من جهة أخرى.

أما الكتابة على “مزاج لجان التحكيم” فشخصياً لا أهتم لمزاج أحد، هذا إذا سلمنا بوجود مزاج معين أو محدد للجان التحكيم، الأصل أنَّ المبدع يكتب ما يمثله هو لا ما يُريده الآخرون أيَّاً كانوا، وإلَّا غدا الإبداع صناعة رديئة وبوق نشاز يعزف بعيداً عن التطُّور، والعمل الإبداعي عندي لا يُكتب ليتم تقديمه لجائزة بل يكون خالصاً لجوهر الإنسان، ولا أذكر أنني فعلت ذلك سوى مرَّة واحدة في قصيدة واحدة ولم أكررها ولن.

رغم وجود وزارة الثقافة الأردنية ورابطة للكتاب الأردنيين لكننا نجد حضورا لافتا للمنتديات والجهات الثقافية الخاصة، فما مدى تأثير هذه المنتديات على المشهد الثقافي الأردني؟

المنتديات والملتقيات والصالونات الثقافية في الأردن كثيرة جداً، وأغلبها مدعوم من وزارة الثقافة الأردنية، وهذه الكثرة وهذا الدعم من الوزارة جزء من المشكلة العامة، فهذه المنتديات على كثرتها تقيم نشاطات وفعاليات لا تؤثر في الفعل الثقافي العام لأنَّ المجتمع المحلي ليس الحاضنة الحقيقية لها بل “المثقفون” أنفسهم، لا شك أنَّ هنالك جهات ثقافية قوية وجادة وتحترم كيان المبدع في الأردن ولكنها قليلة ومحدودة، وهناك حلقات قراءة وتجمعات ثقافية شبابية أكثر أهمية من كل هذه الأندية الثقافية، أما رابطة الكتاب الأردنيين فأظن أنها شاخت كثيرا وأصبحت مشغولة بنشرات الأخبار.

لماذا لا نجد في الساحة الأردنية مسابقة شعرية قوية تستقطب الشعراء العرب من المحيط إلى خليج؟

في الأردن جوائز جيدة نسبياً في البحث والإنجاز والتطوير العلمي، في الشِّعر وغيره لا أدري لماذا لا يوجد، ربما الموضوع متعلق بـ(القوة الاقتصادية واهتمامات الدولة ورأس المال والفساد).

ديوانك (قوارير) مُرشَّح في القائمة الطويلة لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب، حدثنا عن هذا الديوان؟

قوارير عمل حاولت من خلاله التنبيه إلى هشاشة الكثير من الأشياء التي يجب التعامل معها بلطف وعمق وحساسية عالية، ابتداء بالحب كقيمة وانتهاء بالفكرة، مرورا بالكثير مما حاولت معالجته أو الإشارة إليه.

ماذا تحضر لجمهورك؟

أنا ليس لي جمهور، ولا أتعامل مع أحد بهذا المنطق فكلنا قراء، عندما أكتب لا أسمح لأحد أو لحاجز بالوقوف في رأسي، في العام 2017 لم أكتب سوى قصيدة واحدة قصيرة رغم وجود العديد من الأفكار المكتملة، لا أدري ربما أتشجَّع في هذا العام لكتابة شيء جديد أو مراجعة مخطوط عمل ينتظر في الأدراج.

شاهد أيضاً

انعقاد الاجتماع الأول لمجلس أمناء جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية بالقاهرة

قيمة الجائزة للمؤسسات 60 ألف دولار، و 40 ألف دولار للأفراد عقدت بالقاهرة الجلسة الإجرائية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *