الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / زينل الصوفي: أجد نفسي في الشعر الذي يشبهني والوجع الذي يليق بصدري

زينل الصوفي: أجد نفسي في الشعر الذي يشبهني والوجع الذي يليق بصدري

ولادة الشاعر هي ولادة أول قصيدة في حياته

يتجلى ابداع الشاعر شعريا حين يتعمق في تجربته الشعرية

هو شاعر لونه من لون العراق، وحزنه من حزن العراق، ويكتب شجن وألم العراق، هو ابن سيابه، وهو نجل رافديه، يرفد الشعر بإبداع مميز، وينهل من عذوبة نهر الشعر الجاري منذ الأزل، ويطلق فراشات بوحه لتحط على زهرات الابداع، هو الشاعر العراقي زينل الصوفي الذي كان لنا معه هذا الحوار

متى كانت ولادة أول قصيدة في حياتك الشعرية؟

لا يعرف الشاعر متى كانت ولادة أول قصيدة في حياته، ولا يعرف متى أصبح شاعرا وأنا مؤمن كثيرا بأنّ الشاعر يولد شاعرا لذا حين يأتي مخاض الشعر على الشاعر لا يتفاجأ به لأنّ ثمة مكان أخضر في ذاته مفروش لهذا الوجع وما أن يمس المخاض الشعري هذا المكان الجميل تطير منه فراشات الكلمات، لذا الشاعر لا يتذكر بالضبط متى كان هذا اللقاء لأول مرة وربما تكون ولادة الشاعر هي ولادة أول قصيدة في حياته.

لما نجد في بوحك الكثير من الحزن والقليل من الابتسامات؟

حين فتحت عيني على الحياة كانت الحرب تزرع جروحها في جسم الوطن، والفقر كان يرافقني الى المدرسة كل يوم فأصبحنا أصدقاء جدا انا والفقر والحزن، فكنت أكبر وكان حزني يكبر معي حتى وصل الاربعين وانا أصبحت نبيا للشعر.

لماذا يرتدي الشعر في العراق ثوبا خاصا؟

لأنّ العراق ينتج كل يوم شاعراً والرافدان يجريان عذوبة وحزنا وبكاء، والحضارة التي امتدت سنين كثيرة لابدّ أن تعلّم ساكنيها دروسا خاصة ليكون كل متعلم فريدا من نوعه، فكل شيء في العراق مختلف حتى كربلاؤه والسياب كان محقا جدا حين كتب عن اختلاف جمال الشمس في العراق واختلاف الليل واختلاف الظلام، فليس صدفة أن يكون المتنبي عراقيا وأبو تمام عراقيا والجواهري عراقيا فكل هذا كان كفيلا أن يجعل العراق آدم الشعر .

هل يبدع الشاعر في أمور لا تشبهه؟

ان كنت تقصد أن الشاعر يمكن أن يكون شاعرا والشعر ليس من دراسته واختصاصه فهذا وارد جدا بل أبدع شعراء كثيرون وهم اطباء ومهندسون، أما إذا كنت تقصد ان الشاعر يمكن أن يكون نجارا مثلا ويبدع في نجارته أو أن يكون خبازا ويبدع فيه فهذا أيضا وارد لأن الشاعر بحد ذاته كائن مبدع تجده مبدعا في المكان الذي يتواجد فيه.

ومتى يتجلى ابداعه أكثر؟

يتجلى ابداع الشاعر شعريا حين يتعمق في تجربته الشعرية والاحتكاك والقراءة والسفر والمغامرات إذ يقول البياتي أن كل مغامرة وجودية تنتج مغامرة لغوية فالشاعر الذي يسافر ويسكن البحر ليكتب عن اجماله وجنون أمواجه  يختلف عن الشاعر الذي يتخيله ليكتب عنه، والشاعر الذي يصف ثغر حبيبته بعد أن لثمه يكون شعره أصدق من شاعر كتب عن طعم القبلة في المنام.

بمن تأثرت شعريا حتى وصلت إلى هذه المرحلة؟

تأثرت بكل شعر ترك في داخلي هزة لا تستقر أبدا، فقرأت منذ صغري لكثير من الشعراء فدهشتُ بإصرار المتنبي وبعظمة الجواهري وبحرية السياب وحزن البارودي ولغة نزار وانسيابية درويش.

وأين تجد نفسك شعريا؟

اجد نفسي في الشعر الذي يشبهني والوجع الذي يليق بصدري فلا يمكن أن يرتدي الطفل جلبابا بمقاس رجل، ولا الطرب يكون لائقا بمجلس عزاء .. ما زلت ابحث عن نفسي في الطيور التي تبني اعشاشها بعيدا عن الضوضاء وفي الغيوم التي تسافر دون قيود وفي القبلات التي تُعطى وتُأخذ من دون (حساب وكتاب) أجد نفسي شعريا في القصائد التي كتبتها  وفي الاحزان التي عشتها لأني لا يمكن أن أعيش حزنا لا يشبهني وإلا ما كنت زينل الصوفي.

لماذا يصفونك بأنك خرجت من جلباب نزار قباني؟

يضحكني هذا الامر كثيرا لأن كل شاعر بمجرد أن يكتب عن حبيبته يتهمونه بالنزاري  وربما أن سبب هذا الاتهام هو أن نزار قباني لم يترك زاوية في الحب إلا وكتب عنها حتى ملأ سماءه بآلاف القصائد، ولكني حين اكتب عن المرأة أكتب عن حبيبتي أنا لا عن بلقيس وارسم عن أوجاعي أنا وجراحي التي تستقر في ذاتي أنا لهذا انا لم أجد يوما نزارا وهو يعاني بمكاني، ولا وجدته يوما جالسا بيني وبين من أحب في حديقة أو في كافيتريا أو في سيارة، ولم أستعر يوما ربطة عنقه وانا ذاهب الى مهرجان شعري.

نلمس صراعا وجوديا بين القصيدة العمودية وقصيدة النثر فما رأيك لمن ستكون الغلبة؟

الغلبة حتما تكون للشعر، لأن الشعر هو الفيصل في صراع الاشكال الشعرية  فالقصيدة العمودية التي تغيب عنها الشعرية لا يسعفها الوزن ولا القافية لأنها تصبح مجرد تفاعيل خالية من الجمال والدهشة وفي المقابل نجد نصا نثريا فيه الكثير من الجمال والعذوبة والشعرية ، بمعنى أنا لست مع لون شعري ضد لون شعري آخر فالغلبة تكون للشعر الحقيقي في النهاية بغض النظر عن شكله ولونه.

 لزينل الصوفي عالمه الشعري الخاص فكيف يرى هو العالم الشعري من حوله؟

إن كان عالمي شجرة مثمرة فلابد أن يكون العالم الشعري من حولي غابة مدهشة فيها من الجمال الشيء الكثير بمعنى أن عالمي وسط جنة لا أرى ما في خارجها شيئا يناقضها.

تمكن العديد من الشعراء من الدخول في عالم السرد والقص فهل عندك تجربة مع الرواية أو مع القصص؟

لي تجربة في كتابة القصص القصيرة جدا وقد حققت في مسابقاتها نتائج طيبة، واذا سألتني لماذا فأقول لأن هذا اللون من القص يشبه الشعر كثيرا لذا خضت فيها وعرفت اسرارها، فلا أكتبها إلا بجمال شعري وبدهشته وجنونه.

فـــــي كلِّ عصرٍ جنّتي مفتوحةٌ هل عادَ من دخلَ الجنائنَ خائبا، فعلا لن يخيب فماذا يحضر زينل الصوفي من جديد؟

لي مجموعة شعرية جديدة بعنوان “خيمة خمس نجوم” تصدر قريبا عن اتحاد ادباء النجف وهذه المجموعة تروي قصة التهجير التي عشتها وسنين الاوجاع التي تمكنت مني ومن كل عراقي عانى هذا الالم  وكذلك فيها ترجمة للدموع التي ذرفت بصمت وخوف.

وبماذا تحب أن ننهي هذا الحوار؟

الحوار كان شيقا لدرجة انك فتحت شهيتي للكلام لذا أحب أن أنهي حواري بحبي لمدينتي تلعفر التي عدت اليها هذه الايام بعد فراق دام اكثر من ثلاث سنوات، وفي نفس الوقت اشكر مدينة النجف التي استقبلتني بكل حب وحنان واشكر اتحادها الذي وفّر لي منصته في كل جلسة ومهرجان ..

اشكرك كثيرا أيها الحبيب

وأشكر وكالة الشعر وهي تقدمني للقراء بهذا الجمال

شاهد أيضاً

جزيرة السعديات تحتضن مؤتمر النشر العربي والصناعات الإبداعية.. الأحد

  ينظم مركز أبوظبي للغة العربية الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *