السبت, 27 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / بيت الشعر في الشارقة يحتفي بالفائزين بجائزة الابداع العربي

بيت الشعر في الشارقة يحتفي بالفائزين بجائزة الابداع العربي

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية للفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها 21 “الإصدار الأول” في مجال الشعر 2018 شارك فيها كل من الشعراء محمد صالح عرب وجعفر أحمد حمدي ووفاء جعبور وحيدر هوري وقدمها نوزاد جعدان بحضور محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر وجمهور كبير من محبي الشعر والإعلاميين والمشاركين في الجائزة.

وقال محمد البريكي مدير بيت الشعر بهذه المناسبة: بيت الشعر في الشارقة شجرة وارفة الظلال، تغرد على منبره عصافير الشعر، وتترنم الحناجر بعذب القصيد، ونحن في هذا البيت ننطلق من خلال رؤية حاكم الشارقة حفظه الله الذي يكرم المبدع ويدعم الثقافة والشعر وجميع الفنون، والبيت إذ يحتفي بالفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي فإنه يجسد أهدافه التي تأسس عليها منذ عام 1997، ولا يسعني إلا أن أبارك للفائزين في كل فروع هذه المسابقة.

بدأت الأمسية بقراءة للشاعر محمد صالح عرب صاحب المركز الأول عن ديوانه ” وقالت جدتي الصحراء ” بقراءات تأملت في المكان ولامست وجع الإنسان، وتطرقت إلى الحرب والحب في آن، واستطاع بلغة رشيقة مكتنزة بالصورة من أن يطرق أبواب التلقي بجمال، ومن قصيدة ” عن غَدٍ لَمْ تَطَأْهُ الْحَرْبُ ” قرأ:

منْ دَمْعَةٍ لَمْ يَذُقْ خَدٌّ تَلَهُّفَها

لَكَمْ تَوَسَّلَها الحادِي لِيَنْرِفَها!

وهَوْدَجٍ فَسَّرَتْهُ البِيدُ: صَوْمَعَةً

تُعَلِّمُ الرَّاهِبَ الأَعْمَى تَصَوُّفَها

قالَتْ لِيَ البِنْتُ.. والعَرَّافُ يَكْتُبُها

وكُلَمًا زادَ في الإبْهامِ عَرَّفها:

صَمْتُ الكِناياتِ إفْصاحٌ.. فَـذاكَ أبي

خَبَّا جِراحِيَ عَنْ أُمِّي فَكَشَّفَها

سَتُصْبِحونَ عَلَى حبٍّ.. مَتَى نَدَهَتْ

هَذي الكَمَنْجاتُ عَشَّاقًا لِيَعْزِفَها

سَتُصْبحونَ عَلَى وَرْدٍ رَأتْهُ فَتَاةٌ

يَشْتَكي القَطْفَ فاسْتَلْقَتْ لِيَقْطِفَها

جعفر أحمد حمدي الحائز المركز الثالث عن ديوانه كآخر نقطةٍ في البئر ” جاء محملاً بنزف الشعر ودفء الحب، يطعم الريح خبز الشعور ويلون الغيمات بالوجع ويعطر الفضاءات بما جمعه من رحلة تركت في جعبة القصيدة الكثير من القلق والتساؤل، ومما قرأ من قصيدة ” كمِرْآةٍ لهَا لُغَةٌ “:

النّازفونَ؛ ومِنْ صلصالِهمْ همسوا

إلى الحقيقةِ حيثُ اسّاقطَ الحرَسُ

يمشونَ وحيًا ورَيْحانًا،

وفِي دَمِهِمِ تزهُو وترقصُ

بالأكوانِ أندلُسُ

كشعلةٍ هدهدتْ بالخبزِ قافلةً،

نَمَتْ بحبٍّ سماويٍّ لهُ قَبَسُ

دَسُّوا بِضاعَتَهُمْ

فِي رَحْلِ ذاكرةِ التُولِيبِ

حينَ أتَىٰ، والشَّاهِدونَ نَسُوا

أنَّ البِلادَ كمِرْآةٍ لهَا لُغَةٌ لو أمعَنُوا،

فِي تلقِّي صَمْتِها انعكَسُوا

الحَرْبُ أنكرَتِ الفرسَانَ واندثَرتْ،

حتّى تَشيَّبَ مِنْ فقدانِهَا الفَرسُ

كُنّا طغاةً، وكانَ الناسُ فِي وجعٍ

مِنْ أمنِهَا؛ بل ومِنْ نسيانِها احترسُوا

ثم باحت الشاعرة وفاء جعبور بفرح لم يخرج إلى الطرقات ولم يشرب من ماء الفوضى، ذلك الفرح المتصوف الجالس على الشرفة يستقبل وحي النسمات ويتعبد في محراب القصيدة، حيث قالت:

بي فرحٌ لم يجلسْ في مقهى الصدفةِ

لم يعرفْ موسيقى الأشياءِ إذا اختُبِرتْ

في كوبِ اللهفةِ

فرحٌ مائيُ الشّهواتِ، فضوليٌّ يتلصص من خلف الأبياتِ

على شفتينِ تحرض إحداهنّ الأخرى

وعصيٌّ إن لم أكشف عورة هذا النص

أمام رؤاهْ

بي فرح يخطئ معناه

هل صدّقَ أنّ الأرضَ ستنجبُ من صوت امرأةٍ

حفنةَ أشجارٍ تتساقطُ دومًا عند خطاهْ

هل كنت أخون هواء الشرفةِ حين فتحتُ ستائرها

وأمرتُ القلبَ بأنْ يتعجّلَ في لقياهْ؟!

قلْ لي،، فأنا مُطفأةٌ يا الله!

واختتم القراءات الشعرية الشاعر السوري حيدر هوري الذي حاز ديوانه ” كبرت حين ضاق القميص ” المركز الثالث في الدورة 20 من المسابقة، فقد لامس جرح وطنه النازف، وتتبع خطى النازحين ولامس وجع الثكالى، قرأ القصيدة وهو يحملها صوتاً يلوح للفرح عله لا يتأخر عن تلك المدن القابعة تحت وطأة الأسى، فقرأ من قصيدة عفرين:

كالطفل ألتمس السكينة حائرا..

أسعى وراء غواية الكلمات..

أستجدي مشاهد أمسنا

-خبز المنافي- بعدما تعبت عيون الأرض من دمنا،

ولكن الليالي -نطعنا-

مرمى الظنون، ترتّل اللحظات من وهن الدقائق كالسبايا والمراثي،

أستفزّ جنونها بالحلم، فالأمل المخاتل سائسي..

متوكئاً مثل الرحيل- على عيون المتعبين وحزنهم..

ألج القصيدة مثقلاً بالخوف.. أكتبها لأدرك غصة الضعفاء أو كنه المسافة بين قلبي واندلاع وساوسي.

شاهد أيضاً

البيت العربي في إسبانيا.. تفوز بلقب شخصية العام الثقافية لـ”زايد للكتاب”

  كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 18، التي ينظِّمها مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *