الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / مروة حلاوة في حوار الوكالة: لأنّ للأحلام وطناً لا يتّسع له الواقع أودعتها في قصيدة

مروة حلاوة في حوار الوكالة: لأنّ للأحلام وطناً لا يتّسع له الواقع أودعتها في قصيدة

يمثل لي الفوز بجائزة مؤسّسة البابطين منعطفاً جديداً لانطلاقة أكثر انفتاحاً على جمهور الشعر

حاولت في القصيدة الخروج عن نفسي لأعبٌر عن حواء بالمطلق

كيوبيد الجميل هو الأكثر نشاطا في الحرب حتى من الموت

العديد من الشاعرات برزن للضوء وتألقن بما لايقل عن زملائهن الشعراء -الرجال- 

الحرب تنتهي والحب يبقى

الحوار معها ثري, كقصائدها وحضورها, ماذا يمثل لها الفوز بجائزة البابطين؟ الشاعرة السورية مروة حلاوة ابنة حماه التي عززت حضور الشاعرات من خلال تجربتها, ماردها على من يحاولون التقليل من شأن المرأة؟ مازلت ترى كلّ قصيدة جديدة انطلاقة جديدة وكل حدث مدخل لآخر أجمل, تعتبر قصيدة النثر أصعب أنواع الكتابة على الإطلاق وتعني القصيدة الحق وليس الهذر والهدر الكلامي اليومي الذي يطالعنا به ماهب ودب من الزواحف والزاحفات على الادب. على حد قولها, وماذا تقول للسوريين؟ وأسئلة كثيرة في حوار الوكالة:

أولا نبارك لك فوزك بجائزة البابطين، ماذا يمثل لك هذا الفوز على المستوى الشخصي؟ وهل تعتبرينه إثبات وجود للشاعرات في جائزة بحجم البابطين؟
شكراً جزيلاً وبارك الله بكم, يمثل لي الفوز بجائزة مؤسّسة البابطين منعطفاً جديداً لانطلاقة أكثر انفتاحاً على جمهور الشعر العربيّ لما للجائزة من قيمة أدبية رفيعة وزخم إعلامي كبير.
حقيقة.. لا أظن الشاعرات بحاجة لإثبات وجود على الساحة الأدبية مادمن يثبتن وجودهن بالقصيدة
فالشاعر والشاعرة على السواء يحملان مسؤولية الكتابة فإذا لم تكن بالمستوى المطلوب فما قيمة الظهور الإعلامي بالجوائز وغيرها إلا كقيمة فقاعة عابرة ربما تلتمع مبهجة للناظرين لكن عمرها لايمكن أن يتعدّى لحظتها.

فتاة مرآتي تقول لي مازلتِ هنا فافرحي وأخبري العالم عنّا

ما الذي يميز القصيدة برأيك حتى نالت الجائزة؟
للجائزة معايير نقديّة دقيقة وضعتها لجنة التحكيم بحرفيّة ونزاهة تامّة كما يعرف الجميع عن تحكيم جوائز مؤسسة البابطين ولاشك في أن دوري الهام كان في اختيار القصيدة (زلفى إلى النفس) دون غيرها والتي توافقت مع المعايير النقدية للتحكيم ما أهّلها للفوز. حاولت في القصيدة الخروج عن نفسي لأعبٌر عن حواء بالمطلق وعن جدليّة علاقتها بآدم الجديد كانت بياناً مفاده إنّني صرت أفهم أعماق ذاتك وعبثك وغرورك بأناك أقابلها بمراوغتي وغوايتي وصبري وحبّي لأظل معك.
هذا ما حاولته لأجد الآن بعد مرور وقت عليها أنني كنت فيها أكثر ذاتيّة أكثر تشبّثا بنرجسيّتي، بفتاة مرآتي التي مازالت مندهشة سعيدة كلما أطلّت بنظرتها مبتسمة وتقول لي مازلتِ هنا فافرحي وأخبري العالم عنّا.

ما يميّز الرجال الجديّة في التعامل مع النص

يعتبر البعض -الرجال_ ان المرأة أقل قدرة على الابداع من الرجل ماردك؟
لا أرى الأمر في العموم تمايزاً في القدرة على الإبداع لكن ربّما ما يميّز الرجال هو الجديّة في التعامل مع النص والقدرة على التركيز فيه والتفرغ له في ظلّ ازدحام المرأة في مسؤولياتها المتعددة ومنها ضغوطات الرجل نفسه واستحواذه على عالمها ولا يخفى أيضا الضغوطات الاجتماعية والتابو المفروض على الأنثى شعوريا ولا شعورياً ، بالإضافة إلى أنّ هذا يجعلها من وجهة نظري و في أغلب الحالات أقل حضوراً وليس أقلّ إبداعاً على أنّ العديد من الشاعرات خرجن عن كل هذا وبرزن للضوء وتألقن بما لايقل عن زملائهن الشعراء -الرجال- .

قصيدة النثر أصعب أنواع الكتابة على الإطلاق

كتب احدهم.. حين لم تستطع المرأة مجاراة الشعراء في القصيدة العمودية والتفعيلة هربت الى قصيدة النثر. بغض النظر عن اعتباره ان قصيدة النثر سهلة، ووجود عدد كبير من الرجال الذين يكتبون قصيدة النثر، لماذا هذا التقليل الدائم من شأن المرأة المبدعة؟
لا أرى هذا التفكير صحيحا وليس أصحابه نجوماً لنهتدي بها
حسنا .. أظن أنّ العديد من الدواوين الموزونة والنثريّة التي صدرت مؤخرا لمبدعات لهن حضورهن الجميل على الساحة الأدبيّة تمثّل الرد اللازم والكافي لدحض مثل تلك الادعاءات. علماً أنني أجد قصيدة النثر أصعب أنواع الكتابة على الإطلاق.. وأعني القصيدة الحق وليس الهذر والهدر الكلامي اليومي الذي يطالعنا به ماهب ودب من الزواحف والزاحفات على الادب.

وجود شاعر وشاعرة في قفص-الزوجية هل يفتح المجال أكثر للتغريد ام للمنافسة؟
حقيقة للأمرين معاً فقد يكون القفص عشاً للتغريد وقد يكون حلبةً للسجال لكن وفي كلا الحالين أليس الشعر والحب أكثر الرابحين ..؟!
وبالطبع يظل القفص على جماله قفصا

هناك اختلاف كبير في الاسلوب بين كتاباتك وكتابات زوجك. كيف استطعت المحافظة على هويتك؟
لم أحافظ عليها بل صنعتها في القفص نفسه
بدأ الأمر عندما جلست مع نفسي بعد اتهام البعض لي باعتمادي على تقنيات زوجي الشاعر الرائع محمد منذر لطفي واستفادتي من تجربته وألق حضوره ووجدت أنني فعلا ولا شعوريا ومنذ عرفته صرت أشبهه لدرجة أنّني أعطي مجالا للشك فتوقفت عن النشر وبحثت عن نفسي واختليت بنصوصي هدمت بعضها وأعدت بناءه ثم أهملته تماما وبدأت من جديد مستمتعة بصوت قصيدة تناديني إنها تريدني لوحدي ومازلت أحاول أن أكون وحدي بدون أيّ من الأصوات الأخرى، وأكثر ما يشجعني على المضيّ قدماً هو سعادة منذر عندما أقرأ له كل نص جديد ويعبّر عن فرحه به وتميّزه واختلافه عن السابق.
الحبيب منذر الذي بكى متأثرا بسماع آخر قصيدة لي وهو يقول: لم أعد أخشى عليك، هو الرجل ذاته الذي نعتني بالعنيدة عندما خرجت عن طوقه الشعريّ والذي كان في البداية لايدّخر جهداً ليجعلني -وبالطبع حبّا بي – نسخة أخرى عنه.

 القصيدة التي تعتبرينها انطلاقتك؟
مازلت أرى كلّ قصيدة جديدة انطلاقة جديدة وكل حدث مدخلا لآخر أجمل.

الحب هو أكثر شيء قادر على النماء والازدهار

ديوانك الاخير بمحتوى انساني وجداني، ما يعني انك اخترت الكتابة عن الحب في زمن الحرب؟

لعلّ كيوبيد الجميل هو الأكثر نشاطا في الحرب حتى من الموت بدليل أن الحرب تنتهي والحب يبقى ربما يعود السبب لأن الحب هو أكثر شيء قادر على النماء والازدهار فيها كونها دمار شامل، هذا أيضا من خصائص القصيدة وهل القصيدة سوى وجه جميل للحب وتجلّ سافر عنه.

القصيدة التي تبكيك كلما قرأتها؟
(تجليات في حضرة عمر بن الخطاب) من ديواني الأول (مدينة بلا سماء)

لحظة علمي بفوزي بجائزة البابطين احترق الرز ومؤسسة الكهرباء أنقذت طبق اللحم

أنت طباخة ماهرة وسيدة منزل من الدرجة الاولى، الى اي حد ساهم الاعلام والدراما في تشويه صورة المرأة المبدعة انها مهملة حتى لشكلها؟
ربما فعل الإعلام والدراما هذا حقا في الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي حيث يملكان زمام التواصل مع الناس ، لكن الآن ومع مواقع التواصل الاجتماعي والاهتمام بالتفاصيل وتوثيق كل شيء من قبل المبدعات او جمهورهن المتابع انتهى الامر تماما فها نحن نرى الكثير منهن في تألق وإبداع حتى في منازلهن وليس فقط على المنابر
بالنسبة لي لا أستطيع إهمال نفسي او إهمال المطبخ لعائلتي وقد أهمل بعض الامور في المنزل وأعود إلى التعويض لاحقا وقد أكون فوضوية أحيانا وأحيانا في كامل الترتيب والتنسيق هذا مما يبعد الملل والرتابة عني وعن المنزل
للطرفة أحكي عن لحظة علمي بفوزي بجائزة البابطين وكانت عيني على الهاتف ويدي في الطبخ، ثم جاء الخبر الجميل وبدأت عشرات الاتصالات عبر الهاتف والنت وطبعا انحرق أسفل الأرز لكن مؤسسة الكهرباء راعت حالي وقطعتها بالوقت المناسب ليخرج طبق اللحم من الفرن مذهلا محافظا على خصائصه التي أردتها وكان ألذّ غداء للعائلة مع أرز طغت فيه نكهة الفوز على ما سواه .

العتاب لنفسي ولمن يعادلها عندي فحسب

كلمة عتاب لمن توجهينها؟
العتاب لنفسي ولمن يعادلها عندي فحسب.

اذا اتيحت لك الفرصة لتوجيه رسالة اعتذار لمن توجهينها؟
لأمي الحبيبة حفظها الله لأنني كنت بنتا مع هدوئي وقلة شغبي عنيدة صعبة المراس ولا أسمع إلا صوت رأسي فأرهقتها بطبعي وكانت على حق في أمورٍ كثيرة.

حلم حققته مروة، وحلم لم يتحقق؟
لأنّ للأحلام وطناً لا يتّسع له الواقع أودعتها في قصيدة واشتغلت على مشروعي.

هل لك طقوس خاصة بالكتابة؟
الاعتزال بقصيدتي ودون ذلك تتسرب وقد لا تعود.

هل تعتبرين نفسك مزاجية؟
قليلاً ما يكون مزاجي معكرًا وفي هذه الحال أحاول ألا يكون مزعجًا للأحبّة إلّا أن ألحّوا على الاحتراق.. لكن من حسن الحظّ أنه لايستمر أكثر من بضع دقائق وغالبًا ما تسعفني ابتسامة أو ابتسامة مقابلة تكفي لإخماد ما نشب من حرائق

ماذا تقولين لسورية والسوريين؟
صبرا فالقادم أجمل.

الفرح يشبه اللحظة التي نجح فيها الضوء بصنع ثقب في الظلام لنرى نجمةً تبتسم

عرفي الفرح من منظورك الخاص؟
الفرح يشبه اللحظة التي نجح فيها الضوء بصنع ثقب في الظلام لنرى نجمةً تبتسم.

سؤال كنت تتمنين ان اسألك اياه؟
في الحقيقة انشغل تفكيري بالذي خشيت أن تسأليه والحمدالله لم يكن ضمن أسئلتك.
كلمة أخيرة
شكرا لوكالة أنباء الشعر ولقمرنا الشاعرة على فتحها لي هذه النافذة الجميلة على الجمهور العزيز.

شاهد أيضاً

البيت العربي في إسبانيا.. تفوز بلقب شخصية العام الثقافية لـ”زايد للكتاب”

  كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 18، التي ينظِّمها مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *