وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
ألقى نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأدب العربي (أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) الدكتور عبدالله الحيدري في ديوانية الصالح للنفع العام بحي الوادي بمدينة الرياض بتنظيم من الجمعية الوطنية للمتقاعدين (فرع الرياض) محاضرة عنوانها “كيف نؤرّخ لذواتنا: المسافة بين واقع السيرة وبين كتابتها” يوم الثلاثاء (١9شوال ١٤٣٩هـ/ 3 يوليو ٢٠١٨م)، وأدارها المهندس فهد الحامد من جمعية المتقاعدين.
وقد استهل الدكتور الحيدري المحاضرة بمعالجة بعض المصطلحات المرتبطة بالسيرة مثل: السيرة الغيرية، والسيرة الذاتية، والترجمة الشخصية، والترجمة الذاتية، وغيرها، وأبان الفروق بينها، لينتقل بعد ذلك إلى الإجابة عن السؤال الذي طرحه في عنوان ورقته، وهو: كيف نؤرّخ لذواتنا؟ فقال: السؤال يمكن تفكيكه ليكون جملة اسمية، وهي (تاريخ الذات)، وإذن فهي دعوة ليتولى الإنسان نفسه التأريخ لنفسه، وكاتب التاريخ أمين، ويستند على التواريخ وعلى تسلسل الأحداث وكيف وقعت ويحلّلها ويفسّرها ويراعي الربط بينها، ولكن هل يمكن تحقق ذلك بدون استعداد مبكّر لهذه المهمة الصعبة؟
وأضاف: إننا إذا رغبنا التأريخ لحياتنا منذ الطفولة ونحن في سن السبعين أو الثمانين وجب علينا استدعاء الذكريات وتدوينها، ومن هنا فستكون هناك فجوات كثيرة وأحداث ناقصة وأسماء مبهمة، وتتكرر كلمات مثل: نسيت، على ما أتذكر، ربما، يمكن، إلى آخره من كلمات تؤكد سقوط الكثير من المواقف والأحداث من الذاكرة التي وهنت وضعفت على مر السنين، ومن هنا فإن الـتأريخ للذات يحتاج استعدادًا مسبقًا من خلال تفعيل عادة كتابة اليوميات الشائعة لدى العديد من الناس في الغرب، وكتابة المهم والعادي، ثم انتقاء المهم فيما بعد.
كما أن الكاتب يحتاج عددا من الأوراق والوثائق والأعمال التي تتصل بأسرته للحديث عن المكان وعن الأمكنة السابقة وما يراه مهماً في هذا الإطار، وكذلك الأوراق والوثائق التي ترتبط بعمله في الوظيفة أو التجارة أو أي عمل آخر.
السيرة الذاتية بوصفها عملاً إبداعياً تحتاج إلى روافد عديدة تساعد على نجاحها، وتحتاج إلى تخطيط مسبق قبل البدء بكتابتها، وربما كان الإقدام على كتابتها أشبه بمن يخطط لبناء منزل، فليس من المتصور إطلاقاً أن يكون البناء كيفما اتفق، وإنما يخضع المشروع لتفكير طويل واستشارات ومداولات وعناية ومتابعة واهتمام.
واختتم الحيدري محاضرته قائلاً: السيرة الذاتية عمل صعب لا يخلو من تحدٍ ومغامرة، وأهم سماتها الصدق والبوح، وثانيها المنطقية والتدرج والانتقاء الصارم، وثالثها الإيجاز ودوره في بناء السيرة بناء متقناً دون ترهل وحشو وتفصيلات وإطالة تثقل العمل وتجلب الملل للقارئ والناشر على السواء!، وقد لا يتأتى له الوفاء بهذه الشروط، وتجنب المزالق دون القراءة المعمّقة في الدراسات النقدية التي تصدت لهذا الجنس الأدبي، العربية وغير العربية، وهي كثيرة جداً.
بعد ذلك فتح المجال للمداخلات، وممن شارك من الحضور: د.محمد الربيّع، ود.محمود عمّار، والشاعر سعد الغريبي، ود.شبّاب الحارثي، وعبدالرحمن المشاري، وغيرهم.
من جهة أخرى يُلقي الدكتور ظافر بن غرمان العَمري رئيس مجلس إدارة الجمعية محاضرة السبت القادم 23 شوال 1439هـ (7يوليو 2018م) بعد العشاء محاضرة بعنوان “الأدب والقيم الاجتماعية” في مجلس ديوانية لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية ببني عمرو بمنطقة عسير، والدعوة عامة.
