الأربعاء, 1 مايو, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الأرشيف الوطني يصدر «إيضاح المكنون في سيرة الشيخ طحنون»

الأرشيف الوطني يصدر «إيضاح المكنون في سيرة الشيخ طحنون»

أطلق الأرشيف الوطني كتاب (إيضاح المكنون في سيرة الشيخ طحنون بن شخبوط آل نهيان) من تأليف عبدالله بن محمد المهيري، وهو يؤرخ لفترة حكم الشيخ طحنون بن شخبوط (1818-1833م)، رابع حكام آل بوفلاح، والدور الكبير الذي قام به في تاريخ قبيلة بني ياس خاصة وتاريخ الإمارات عامة، باعتباره أبرز شيوخ آل نهيان الكرام في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، وقد بلغت قبيلة بني ياس في عهده أوج قوتها وبلغ نفوذها أقصى اتساعه فامتدّ ليشمل أبوظبي وأجزاء من شبه جزيرة قطر، وليوا، والظفرة، وأطراف بادية العين وواحاتها.
وتشير المقدمة إلى أن الشيخ طحنون كان يمتاز بقوة الشخصية والشجاعة والسخاء، وبُعد النظر والحكمة، وكان قائداً متميزاً عُرف بفطنته وقدرته الدبلوماسية والعسكرية على إدارة الأزمات وخوض المعارك، وحاكماً عادلاً اتسم نظام حكمه بالعدل والأخذ بمبدأ الشورى والمساواة بن جميع أفراد قبيلته؛ ففي فترة حكمه لم تخضع قبيلة بني ياس لأي من خصومها؛ إذ كانت بمثابة ميزان بين القوى المحلية المتنافسة.
المبحث الأول من الكتاب جاء بعنوان: «آل بو فلاح الهلاليون ونشأة إمارتهم»، وهنا يُعيد الكتاب نسب شيوخ إمارة أبوظبي من آل نهيان الكرام إلى عشيرة آل بو فلاح الهلالية من قبيلة بني ياس، وهي قبيلة عربية يعود نسبها إلى قبيلة عبدالقيس الربعية العدنانية، ويُجمع كلّ النسابين والشعراء والرواة على أن آل بو فلاح ينحدرون من جدٍ لهم اسمه هلال؛ فقد وردت إشارات تاريخية قديمة تنسب آل بو فلاح إلى هلال.
ويشير الكتاب إلى أن اسم أسرة آل نهيان قد ارتبط بتاريخ قبيلة بني ياس ارتباطاً وثيقاً مُذ عُرف أول أمير منهم في النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي، وتعتبر هذه الأسرة الكريمة من أقدم الأسر الحاكمة على امتداد ساحل الخليج العربي.
ويتناول المبحث الثاني جوانب من حياة الشيخ طحنون، بدءاً من اسمه فمولده، ثم أسرته وقبيلته، ونشأته وعصره، وصفاته وأعماله، وصولاً إلى وفاته بعد أن حكم مشيخة بني ياس خمسة عشر عاماً.
ويستعرض هذا الفصل أعماله الجليلة التي ابتدأها بتحصين إمارته، ثم بدعم مسيرة العمل الاقتصادي، وله بصمات واضحة في الجوانب الإنسانية وفي المجالات الاجتماعية والعلاقات القبلية الودية.
وجاء المبحث الثالث بعنوان: الشيخ طحنون في عيون السياسيين والضباط البريطانيين، وقد أجمع أولئك الذين عملوا في الخليج العربي على أن الشيخ طحنون كان ذا شخصية قيادية فذة يحترمها جيرانه، ويهابها أعداؤه، وكان يتمتع بقدرة فائقة على إدارة الأزمات ومعالجة الاضطرابات، وأثنوا على صفاته الخُلقية النبيلة التي كان يتحلى بها.
وكان الشيخ طحنون يحظى بمكانة بارزة بين شيوخ الإمارات والقوى الإقليمية الأخرى جعلت الملا حسين الوكيل المحلي للمصالح البريطانية في الإمارات يُعبر عن خوفه من حدوث اضطرابات داخلية بعد وفاته قد تؤدي إلى اختلالٍ في ميزان القوى السياسية في المنطقة.
لقد كان الشيخ طحنون بن شخبوط من الشخصيات المهمة التي أدركت حقبة الشاعر علي بن محمد (محين) الشامسي، ومن المحتمل أنه هو ووالده الشيخ شخبوط نالا قسطاً من مدائحه.
تولى الشيخ طحنون السلطة بعد رحيل أخيه محمد بن شخبوط، وعمل مع والده في إدارة دفّة الحكم بتأييد من قبيلة بني ياس وقبيلة المناصير الموالية له، وتجلت براعته في الحكم في معالجته للعديد من القضايا الكبرى حينذاك مثل قضية ديرة، وفي العلاقات مع البحرين، وتوسطه لإحلال السلام بين الأطراف المتنازعة في البريمي حينذاك، وقد أشار الشاعر محين الشامسي إلى هذا الصلح في لاميته التي أثنى فيها على الشيخ طحنون من آل نهيان وأسلافه الهلاليين.
وينتهي الكتاب بالخاتمة التي تركز في الصفات القيادية والحنكة السياسية التي ورثها الشيخ طحنون من والده الشيخ شخبوط إلى جانب القوة العسكرية والاقتصادية، وتضافر تلك المزايا في شخصه مما مكنّه من حكم إمارة مترامية الأطراف، وقد حقق أيضاً نجاحاً بارزاً في التوصل إلى التوقيع على معاهدة السلام الدائم عام 1820 مع السلطة البريطانية، وقد شهدت إمارة أبوظبي نمواً اقتصاديا متزايداً، وفي فترة حكمه لم تخضع قبيلة بني ياس لأي من خصومها.

شاهد أيضاً

اتحاد الكتاب العرب ينعي الشاعر والأديب لؤي الأسعد

  نعت وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب الشاعر والأديب لؤي فؤاد الأسعد عضو اتحاد الكتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *