الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / مهرجانات وفعاليات / أعمال فنية نادرة ترى النور في برلين بعد إخفائها عقوداً

أعمال فنية نادرة ترى النور في برلين بعد إخفائها عقوداً

تستضيف العاصمة الالمانية برلين حالياً معرضاً يضم أعمالاً فنية، لا تقدر بثمن، لنخبة من فناني العصر الحديث، تعود إلى عهد الزعيم النازي ادولف هتلر.
وهذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها هذه الروائع منذ اكتشافها قبل نحو خمس سنوات، بعد أن أخفاها أحد مقتني الأعمال الفنية لعشرات السنين.
ويقام المعرض الذي افتتح أمس الاول الجمعة بصالة “مارتن – جروبيوس – باو” في برلين، ويستمر حتى السابع من يناير (كانون ثان) المقبل، ويضم نحو 200 عمل فني، بينها أعمال لفنانين مثل مونيه وكيرشنر ورودين.
ويسلط المعرض الضوء على المهمة الضخمة لمحاولة الوصول إلى أصحاب الأعمال الفنية التي تم نهبها على يد النازيين في أنحاء أوروبا.
كنز
وتم الكشف عن هذه المجموعة، بعد أن ضبطت السلطات المعنية أكثر من 1500 قطعة من الأعمال الفنية التي تم تكديسها وجمعها في خزائن وحقائب، بأحد الشقق السكنية الخاصة بشخص يدعى كورنيليوس جورليت في مدينة ميونخ، جنوباً، في إطار التحقيق في شؤون ضريبية تتعلق به.
وتم لاحقاً اكتشاف كنز آخر من اللوحات، بمنزل مهجور في مدينة سالزبورج، يملكه جورليت، الذي تم تجسيد حياته في مسرحية عرضت ببرلين.
على متن قطار
وجاءت المداهمة بعد أن قام مسؤولو الجمارك بضبط العجوز جورليت، على متن قطار قادم من سويسرا في سبتمبر (أيلول) 2010، وبحوزته مبلغ كبير من المال.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2013، ظهرت لأول مرة تقارير حول مجموعة الأعمال الفنية، التي قضى جورليت حياته يخفيها عن الجميع، مما يظهر مدى قدرة الحقبة النازية على إحداث ضجة وصخب، رغم مرور أكثر من 70 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وأدى الكشف عن مجموعة الاعمال الفنية الخاصة بجورليت، إلى حالة من الاهتمام الهائل، لدرجة أسفرت عن تعطل الموقع الالكتروني الرسمي الخاص بالأعمال الفنية المفقودة أو المسروقة منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن تم نشر أسماء 25 عملاً فنياً يعتقد أن النازيين كانوا استولوا عليها، وعثر عليها مخبأة في شقة بميونخ.
ويشار إلى أن جورليت الذي توفي في 2014 عن عمر ناهز 82 عاماً، كان يعيش على عائد المبيعات الدورية لقطع من المجموعة الخاصة الواسعة التي جمعها مع والده، وهو تاجر أعمال فنية خاصة بالحقبة النازية، وكان سيء السمعة.

أجهزة الرقابة

ويعتقد أن الأب هيلدبراند جورليت، الذي توفي في عام 1956، كان جمع أعمالاً خاصة اضطر أصحابها اليهود إلى بيعها بسعر بخس، بالاضافة إلى روائع خاصة بالمتاحف، كانت محظورة من جانب أجهزة الرقابة في عهد هتلر.
ورتب جورليت الابن توريث مجموعته إلى “متحف برن للفنون الجميلة” في سويسرا، بعد وفاته، ونظم المتحف السويسري بدوره العديد من المعارض الخاصة بمجموعة جورليت بالتعاون مع متحف “بوند سكونست هاله” في مدينة بون، غربي المانيا.
الفن المنحط
وفي برلين، قام منظمو المعرض أيضاً بتجسيد مختلف التحولات في مسيرة هيلدبراند جورليت، كتاجر أعمال فنية خلال عهد هتلر الذي استمر 12 عاماً
ويظهر المعرض الذي يحمل اسم “جورليت: تقرير الوضع”، هيلدبراند جورليت كبطل للحداثة، والذي استفاد لاحقا من معرض “إنتارتيته كونست” (الفن المنحط) سيء السمعة، والخاص بهتلر في ميونخ في عام 1937 ، والذي قدم أعمالاً فنية معاصرة، كان النازيون استولوا عليها.

تجارة مربحة

وكانت جدة جورليت يهودية، إلا أنه أصبح مشترِ رئيسي للأعمال الفنية الخاصة بمتحف هوفرر، الذي كان هتلر يعتزم اقامته في مسقط رأسه بمدينة لينز بالنمسا.
وفي أعقاب انهيار ألمانيا النازية في أواخر الحرب العالمية الثانية، استأنف جورليت مهنته المربحة في تجارة الأعمال الفنية، وسط حالة من الازدهار، مع ظهور كميات عظيمة من الأعمال الفنية التي نهبها النازيون من المتاحف والكنائس وأيضا المجموعات الخاصة من أنحاء أوروبا، في الأسواق.

البحث

ومع ذلك، لم يتم العثور على العديد من الأعمال الفنية المهمة التي نهبها النازيون، في حين عثر على البعض الآخر بشكل غامض، كجزء من مجموعة من الاعمال الفنية في المتاحف في نحاء العالم.
وقد تم التعجيل بالبحث عن أصحاب الأعمال الفنية التي تعود إلى العصر النازي مجدداً، بعد اكتشاف المجموعة التي كان يخفيها كورنيليوس جورليت.
وتم مؤخرا تحديد ملكية العديد من اللوحات الفنية من مجموعة جورليت، وهيي تشمل أعمالاً خاصة بماكس ليبرمان وكاميل بيسارو.

شاهد أيضاً

الرباط تكرم أيقونة الشعر البيروفي

  أقيم، الجمعة بالرباط، حفل موسيقي لتكريم الشعر البيروفي والملحنة الشهيرة ماريا إيزابيل غراندا لاركو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *