الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / سلطان القاسمي يطلع على مخطوطات مكتبات “ابورتو” في البرتغال

سلطان القاسمي يطلع على مخطوطات مكتبات “ابورتو” في البرتغال

زار عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عدداً من المكتبات في مدينة ابورتو البرتغالية، على هامش زيارة خاصة للجمهورية البرتغالية استهدف خلالها وجهات ثقافية وأكاديمية وعلمية من بينها مكتبة بلدية مدينة ابورتو ومكتبة “ليلو” التاريخية.
وتجول حاكم الشارقة في أروقة وأجنحة المكتبة التي كان قد زارها عام 2000 أثناء عمله على كتابه “بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد”، وأشار فيه إلى براءة البحار العربي الشهير “أحمد بن ماجد” من مرافقة المستكشف “فاسكو دا غاما” من الساحل الشرقي الأفريقي إلى الهند عام 1498م، وإيصاله إلى الهند والتي تعتبر بداية دخول القوى الأوروبية في حينها إلى المحيط الهندي والخليج العربي.
ويعتبر كتاب “بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد” أول توثيق رسمي لبراءة أحمد بن ماجد أخذ من مخطوطة أصلية ليوميات الرحلة الأولى لـ “فاسكو دا غاما” التي كانت متواجدة في مكتبة بلدية ابورتو في البرتغال كونها مطلة على نهر دورو الذي يصل المدينة بالمحيط الأطلسي.
“مِلك الجميع”
وذكر القاسمي أن مراجعاته للمخطوطات القديمة للمؤرخين الذين عاصروا أحداث تلك المرحلة من التاريخ أوصلته إلى مخطوطة يوميات الرحلة الأولى لـ”فاسكو دا غاما” في مكتبة بلدية ابورتو والتي كشف عنها في كتابه بحقائق واضحة وموثقة في المخطوطة باللغة البرتغالية وترجمها سموه للعربية والإنجليزية تفيد أن مرافق “دا غاما” كان هندياً غجراتياً مسيحياً وليس ابن ماجد كما يتم تناقله في كتب التاريخ الحديث، مشيراً إلى أن عددا من المؤرخين العرب ظلوا عند رأيهم في اتهامات ابن ماجد.
واعتبر أن اهتمامه بهذه الحقيقة التاريخية وغيرها من الحقائق ينبع من الالتزام الأخلاقي تجاه الحقيقة التي قال عنها “إنها مِلك الجميع”، مشدداً على أهمية توثيق التاريخ بأمانة لأنه القاعدة التي تأسس عليها الحاضر وتشكلت بسببه مشاعر ووجدان الشعوب تجاه بعضها البعض كما حث المؤرخين على التقصي والبحث عن الحقائق من خلال مطالعات متأنية للمراجع والمخطوطات التاريخية.
ونوه القاسمي بالدور التاريخي للبرتغال في إثراء الثقافة الإنسانية بمختلف أشكال العلوم والفنون، مشيداً بجهود السلطات المحلية في توفير رعاية للمكتبات ومحتوياتها وإتاحتها للباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وكانت مكتبة بلدية “ابورتو” العامة قد تأسست عام 1833 وتعتبر واحدة من أكبر وأقدم المكتبات العامة البرتغالية حيث تتلقى نسخة من جميع المنشورات التي تصدر في البرتغال وتحتوي على كنز يشمل أكثر من 1.5 مليون وثيقة كما تحفظ مجموعات مهمة من المخطوطات والأيقونات والخرائط.
ولا تقتصر أهمية المكتبة على قيمة تراثها الوثائقي ودورها في تنظيم وفهرسة وإتاحة الوثائق التي يتم تسليمها إليها باعتبارها جزءا لا يقدر بثمن من التراث التاريخي والثقافي لابورتو والبرتغال بل في أنها تشجع القراء والباحثين على الخوض في غمار الوثائق والمخطوطات التي تحفظها.
وتعمل المكتبة على تطوير الرابط بين المكتبة وسكان المدينة من خلال تخصيصها عددا من الغرف المتعددة الاستخدامات كغرفة للقراء الصغار وغرفة المصادر والفهارس التقليدية والإلكترونية وغيرها من الغرف المختلفة.
“ليلو”
أما مكتبة “ليلو” فيعود تأسيسها إلى العام 1881 عندما قرر الأخوين خوسيه وأنطونيو ليلو إنشاء مؤسسة لطباعة وتوزيع الكتب وبيعها وكان خوسيه رجلاً مثقفاً محباً للقراءة والموسيقى يحلم بأن يكون بائعاً للكتب ثم بعدها انضم إليه أنطونيو ليشاركه أعماله.
وشهدت المكتبة في العام 1906عملية ترميم وإعادة بناء واسعة ويزورها يوميا آلاف الأشخاص من مختلف بقاع الأرض وتخصص المكتب قاعة للحوارات بين الفنانين والأدباء ليتبادلوا المعارف والآراء التي تسهم في إثراء منتجهم الأدبي كما تنظم برنامجا بعنوان “الأصوات الحية” – ليفينغ فويس- يقدم خلاله الفنانون والأدباء أعمالهم أمام الجمهور.
ووقع حاكم الشارقة رسالة شكر وتقدير في كتاب الزوار لكل مكتبة ثمن فيها الجهود المعرفية والثقافية التي يقومون بها العاملين كافة في تلك المكتبات التاريخية والقيمة.

شاهد أيضاً

انعقاد الاجتماع الأول لمجلس أمناء جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية بالقاهرة

قيمة الجائزة للمؤسسات 60 ألف دولار، و 40 ألف دولار للأفراد عقدت بالقاهرة الجلسة الإجرائية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *