الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / “الأدب التفاعلي” في جامعة الإمارات “لأول مرة”

“الأدب التفاعلي” في جامعة الإمارات “لأول مرة”

لم يكن من السهل اقتراح تدريس مادة تجمع ما بين مفردتي «الكتابة» و«التقنية»، أو كما نقول «التكنولوجيا» في قسم ينظر إليه معظم الناس ـ بمن فيهم الأكاديميون ـ على أنه قسمٌ يدرس الماضي، بلغة الماضي وأدواته، وغير معني بالحاضر، فكيف بتدريس لغة المستقبل!
هكذا تحدثت الكاتبة والباحثة الإماراتية، الدكتورة فاطمة البريكي، الحاصلة على دكتوراه في النقد الأدبي، ثم أوضحت: اليوم يتفرد قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الإمارات العربية، بتدريس مادة مستقبلية منذ عام 2006 ألا وهي مادة «الأدب والتكنولوجيا» التي تهتم بتتبع العلاقة بين مهارة الكتابة، والتكنولوجيا الرقمية الحديثة، وقد نشأت نتيجة تغلغل التكنولوجيا الرقمية في جواب الحياة المختلفة، ومن بينها الكتابة التي هي إحدى وسائل التواصل والتعبير الإنساني.
وتعتبر البريكي إلى جانب نشاطها اللافت في الكتابة للطفل، وصاحبة أول دار نشر إماراتية تعنى بثقافة الطفل، من الأسماء العربية الرائدة في التصدي لمفهوم لا يزال حتى اليوم حائراً بين ضفتي الرفض والقبول، ألا وهو «الأدب التفاعلي» أو «الكتابة والتكنولوجيا».
كما يعود للبريكي الفضل في التصدي لإعداد وتدريس أول مادة جامعية تتناول كيفية التعامل وتطبيق آليات «الكتابة الرقمية أو التكنولوجية»، بعد الاستفادة من قراءاتها المتنوعة في بحور إبداعات التراث العربي القديم، ونصوص الأدب الغربي الحديث، وصولاً إلى خلق وابتكار نصوص أدبية تلبي حاجة شباب اليوم.
وعن تجربتها في تدريس مادة «الإبداع والتكنولوجيا» لطلاب جامعة الإمارات، وكيفية تقَبل الجيل الجيد لها، قالت البريكي في حديث لها: «إننا مطالبون بأن نتقرب من الجيل الحالي، بأدواته ووسائله، وأن نُغريه بالقراءة عامة، والأدب خاصة، بالوسائل التي تتضمن قدراً من الإغراء بمفهومه هو، وليس بمفهومنا نحن، وإلا سنفشل في أهدافنا». وتضيف: «لا شك أن تدريس الأدب البصري الذي يعتمد توظيف الشكل في المعنى، لم يكن سهلاً في البداية، إلا أن تزويد الطلاب بنماذج من التراث العربي، إلى جانب النصوص الغربية، ساهم إلى حد كبير في تشجيعهم على تقبل الفكرة، ومحاولة التجريب من جديد، ثم الإبداع وابتكار الأفكار الخاصة بهم، وسط جو تفاعلي وحماسي كبير».
وعن مشروعية ما يسمى بـ «الإبداع الرقمي» أو «الأدب التفاعلي»، تجيب مؤلفة «مدخل إلى الأدب التفاعلي»: «لأن الأدب مرآة العصر، ولأنه شديد الالتصاق بحياة الناس، فقد كان لا بد له من التأثر، طوعاً أو كرهاً، بمستجدات العصر الإلكتروني الحديث، والتداخل معها، والإفادة منها، وتوظيف معطياتها في إنتاج أنماط، أو أجناس أدبية جديدة لم تكن لتظهر قبل هذا العصر، وهذا أمر طبيعي، إذ لا يمكن للأدب أن يعيش منفصلاً عن العالم الذي يُنتَظر منه أن يعبر عنه، وأن يكون مرآته».
وتتابع مؤلفة «الأدب البصري»: نتيجة هذا التزاوج بين الأدب وإمكانات التقنية اللامحدودة، طرأت بعض التغييرات على طبيعة العملية الإبداعية، وعلى عناصرها، تمخض عنها أدب من جنس جديد، جمع بين الأدبية والإلكترونية، وهو ما اصطُلح عليه في الأوساط الأدبية والنقدية الحديثة باسم «الأدب التفاعلي». وترى البريكي أن هذا النوع من الأدب يستدعي أن يصبح المبدع متمكناً من استخدام الحاسوب بمهارة، وفهم لغته، وبرامجه، حتى يتمكن من صياغة إبداعه دون أن يشعر بحواجز نفسية على الأقل بينه وبين الوسيط الذي ينقل عبره إبداعه إلى المتلقي.
وتؤمن د. فاطمة البريكي الحائزة جائزتي «عبد الحميد شومان للباحثين العرب الشبان»، و«العويس للابتكار العلمي» وغيرهما، أن امتلاك أدوات العصر، سيؤدي إلى تمكن المبدع من أداء دوره الخلاق بشكل أفضل.

شاهد أيضاً

اتحاد الكتاب العرب ينعي الشاعر والأديب لؤي الأسعد

  نعت وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب الشاعر والأديب لؤي فؤاد الأسعد عضو اتحاد الكتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *