الأحد, 28 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / هيئة الشارقة للكتاب تعزز دور الناشر العربي لمواكبة السوق العالمية

هيئة الشارقة للكتاب تعزز دور الناشر العربي لمواكبة السوق العالمية

نظمت هيئة الشارقة للكتاب، صباح الأحد، في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، دورة تدريبية للناشرين العرب، بالتعاون مع جامعة نيويورك، بمشاركة أكثر من 100 ناشر عربي.

وتأتي إقامة الدورة التدريبية للناشرين العرب، على هامش استعداد هيئة الشارقة للكتاب لإقامة فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام بمشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة.

استهل البرنامج بكلمة ترحيبية ألقاها فيصل النابودة منسق عام مؤتمر الناشرين، أكد خلالها، أن البرنامج يجسد رؤية إمارة الشارقة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث اختارت الإمارة أن تكون النهضة الثقافية أساساً لنهضتها الحضارية وعنواناً لحضورها بين ثقافات العالم.

وأضاف النابودة، أن البرنامج يصب بتطلعات هيئة الشارقة للكتاب في بناء قاعدة متينة لحركة النشر العربي، وتطوير مهارات العاملين فيها، مواكبةً لمتغيرات سوق الكتاب العالمي، وتطوير توجهات السوق العربي بما يتلاءم مع مستجدات النشر والطباعة.

من جهتها، قالت أندريا تشامبرز مديرة مركز النشر في كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك: “نحرص في هذا المحفل المهم على تقديم كل ما هو جديد في ممارسات صناعة الكتاب حول العالم، ويتلخص دورنا بدعم تطور صناعة الكتاب العربي ونقله إلى العالمية من خلال فتح نافذة ملائمة للوصول إلى ناشرين وقراء جدد، وتقديم العديد من الاستراتيجيات الخاصة بالتسويق، من خلال خبراء ومحررين وشخصيات ذات خبرة لافتة في هذا المجال”.

وفي حوار أجرته آندريا تشامبرز مع جنيفر براون صاحبة دار النشر، التي حصد كتابها “المرأة في النافذة”، على الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم، تحدثت خلاله عن تجربة ذلك النجاح التي لخصتها بتهيئة خطط نشر ناجحة، وأهمية متابعة الجديد في مجال حماية حقوق المؤلف والناشر، وصياغة عقود لافتة مع مؤلفي الكتب والروايات، إضافةً إلى ما لمسته الدار من مواكبة الراوية لاهتمامات القراء حول العالم، حيث استطاعت أن تتحول إلى فيلم سينمائي خلال فترة وجيزة من ظهورها.

تلا ذلك استعراض لقائمة أفضل الكتب “العشرة” مبيعاً في العالم خلال الوقت الحاضر، رافقه استعراض لسيرة مؤلفيها، وإظهار ما تميزوا به من قدرات كبيرة في مخاطبة الوجدان وتحريك الكلمات بشكل جذاب، كما تضمن العرض استعراضاً للجوانب الفنية التي لخصها المصممين، ومستويات الطباعة التي اسهمت هي الأخرى في منح الكتب المزيد من نقاط التفوق لتضعها في صدارة الكتب الأكثر مبيعاً في العالم بحسب شهادات النقاد والقراء.

وفي ورشة تفاعلية شارك فيها الخبراء والمتخصصون والناشرون، استُعرِض خلالها العديد من النقاط الخاصة بالكتاب المتميز الذي يستطيع الوصول إلى الصدارة، من بينها: أنه ليس من الضرورة أن يكون الكتاب كبيراً كي يكون مهماً، وإنما أن يكون معبراً، وأن يتم دعمه بكل ما يمكن من الاقتراحات التي تعزز جودته بدءاً من الغلاف وشكل الخط، وانتهاءً بعملية التسويق والتوزيع بعد دراسة وافية للسوق التي سيصل إليها، وأن يكون هناك حماس من الناشرين في معرفة ما تميل إليه اتجاهات القراء، مع أهمية الحصول على موافقات دولية عدة لا سيما إن كان الكتاب بلغة متداولة عالمياً تضمن توسيع قاعدة القراء.

وضمن الاتجاهات الحديثة لتسويق الروايات والكتب حول العالم، تم استعراض مجموعة من الأفلام القصيرة التي تقوم بتطويع وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة الكتاب، وعرضت الأفلام استخدام تقنيات مختلفة لعرض الكتب بينها استخدام اقتباسات من محتوياتها، وتقديم صور غير نمطية للغلاف والموسيقى المصاحبة التي تضمن تكوين فكرة مناسبة للقارئ، واللجوء إلى استخدام المؤلفين للترويج عن كتبهم بشكل يجعل منهم علامة تسويقية حتى قبل نزول الكتاب إلى الأسواق، لضمان النجاح اللازم.

وجرى خلال البرنامج العديد من النقاشات حول الوضع الخاص بالنشر في المنطقة العربية، والخطط التي يبذلها الناشرون لخلق الاهتمام المناسبة للكتب قبل عملية النشر، ومن هم أبرز المؤثرين في القطاع، وما هي الأوقات المناسبة أو الفعاليات السنوية في المنطقة العربية التي يمكن معها القيام بتسويق ناجح، وأبرز الحملات التي تقام على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق طموح الناشر، وماهية الوسائل المناسبة الأخرى التي يمكن أن يقوم بها المؤلف أو الناشر ضمن حملة التسويق من خلال الخبرات والتجارب السابقة للناشر العربي.

في الإطار ذاته، شارك الناشرون بجلسات طاولة مستديرة جمعت فيها ناشرين من أنحاء متفرقة من العالم العربي، تشاركوا فيها الكثير من الاهتمامات المتعلقة بالنشر، وتأثير الثقافات بين الشعوب في مجال عرض الكتب والروايات، واختلاف الاهتمامات سواء من حيث تفاصيل الكتاب الواحد، أو المجالات التي يتخصص بها، أو حتى الأسواق التي تتوجه إليها، والأسلوب الناجح في تحويلها إلى أفلام سينمائية، والأمثلة الناجحة البارزة التي ضربتها دولة الإمارات والشارقة في رفع مكانة الكتاب بشكل منسجم مع البعد الكبير للثقافة العربية.

وفي محاضرة له عن “السوق العالمية وفرص واستراتيجيات النشر”، بيّن سيث روسو أن سوق النشر حاولت خلال السنوات الخمس الماضية النهوض من مستويات الركود التي وصلتها، فتوجه نحو 15 % من الناشرين نحو طباعة الكتب الإلكترونية التي فاقت شهرتها الكتب الورقية والصوتية إلى حد كبير، إضافةً إلى ظهور مفهوم القارئ العابر للحدود الذي توسع نتيجة السياحة والهجرة والإقامة، وهناك حرص الناشرين على تطوير أعمالهم خارج الرقعة الجغرافية لبلدانهم، ومعرفة الأمور التي يتوجب عليهم القيام بها دولياً، واتفاقهم على أهمية معرفة الكمية اللازمة للمطبوعات، تجنباً لمشاكل الركود والخزن للحصول على هامش ربحي جيد.

وعادت جنيفر براون لتستعرض الجهود المبذولة في مكافحة القرصنة مبينةً أنه لا يمكن لأي ناشر القيام بحماية مطبوعاته من القرصنة ما لم تسبق ذلك جهود مساندة كجهود الكُتّاب أنفسهم، وكذلك الشركات الخاصة، ومواقع تقاسم المعلومات بين الناشرين، وجمع هذه الجهود لمحاصرة أو حظر القرصنة والقراصنة، والبحث عن أساليب جديدة تناسب تطور أساليب القرصنة حول العالم، وحثّت جنيفر براون في ختام حديثها على أهمية تكثيف أعداد المشاركين في هذه حملات مكافحة القرصنة للحصول على حماية جدية وجديرة بحقوق التأليف.

هذا وأقيم صباح الأحد، فعاليات مؤتمر الناشرين، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، ويتضمن 5 جلسات نقاشية، تبحث في مشهد اﻟﻨﺸﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ: “أحدث الاتجاهات والتحديات”، و”ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ: ﻧﻈﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ”، و”إدارة اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﺎﺷﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب”، و”ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻨﺸﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ”، و”ﻧﺸﺮ ﻛﺘﺐ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮب”، يقدمها متخصصون من مختلف أنحاء العالم، ويستعرضون فيها آخر التجارب والمستجدات، كما ستعقد اجتماعات وﻟﻘﺎءات ﺗﻌﺮﻳﻔﻴﺔ ﺑﻴﻦ إدارة ﺻﻨﺪوق ﻣﻨﺤﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﻌﺮض اﻟﺸﺎرﻗﺔ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب واﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻟﻠﻤﻨﺤﺔ، والعديد من الفقرات الأخرى.

شاهد أيضاً

المغرب : تنظيم جائزة “الشاعر محمد الجيدي” الإقليمية في الشعر

  إسهاما منه في تشجيع الأقلام الناشئة على الإبداع، ينظم “الراصد الوطني للنشر والقراءة” جائزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *