السبت, 27 أبريل, 2024
الرئيسية / مهرجانات وفعاليات / عبير شرارة توقع “فلفل أسود” في الشارقة للكتاب

عبير شرارة توقع “فلفل أسود” في الشارقة للكتاب

توقع الشاعرة والاعلامية  الدكتورة عبير شرارة كتابها (فلفل أسود)، بمعرض الشارقة للكتاب، الذي من المقرر أن ينطلق اليوم الأربعاء.
والكتاب الصادر عن دار المؤلف، يقع في في ١٤٣ صفحة، فيما رسم غلافه الفنان التشكيلي د.حسن جوني.
ويتكون الكتاب من ثلاثة أبواب (دنيا مكسورة، لون الغياب، فلفل اسود).

(ليست مقدّمة)

الغياب

الغيابُ عكسُ الماءِ، عكسُ خريرِه و زمجرتِه و ذبولِه عندما تشربُ شمسُ الفصولِ وترابُها حلاوةَ رُوحِه٠

هو الغيابُ…

له لونٌ و طعمٌ و رائحةٌ لا يعرفُها إلّا مَن أوجعَهم إلى حدِّ الأملِ أو اليأسِ.

لونُ الغيابِ خاصٌّ.

ليس هو أسودَ ولا كحليّاً ولا أبيضَ كطيرٍ لا يقرُبُ الميدانَ و الجنودَ ولا أصفرَ يرمُزُ لعودةِ الغائبِ.

ليس الغيابُ بنيّاً كترابِ المشتلِ أو البستانِ الذي ترتاحُ إلى اخضرارِه أشجارُ الصبرِ… ترتاحُ إلى اخضرارِه العصافيرُ على أشجارِ الأملِ المزدهرةِ باللغةِ

ليس الغيابُ غامضاً كبحرٍ أزرقَ على صورتِه، ولا هو سهلٌ ممتنعٌ كسماءٍ، هو ليس رماديّاً كفُقاعةٍ خجولةٍ، ولا أحمرَ مزدهِراً كالصرعى في ساحة حربٍ. هو لونٌ بين الألوانِ، بين لونِ الحياةِ ولونِ الموتِ… بين لونِ ثرثرةِ لغةٍ تتدفَّقُ في فمِ طفلٍ تعلّمَ الكلامَ وخرسِ شيخٍ تعلّم الحكمةَ… بين لونِ الرحيلِ ولونِ الإياب…

هو الغيابُ لونُ جهةٍ أخرى، تقعُ بينَ الجهاتِ، وتقودُ خطوَك نحوَ الفراغِ.

هو لونُ الملاحظةِ العابرةِ.

السكونُ المحبوسُ في قمقمِ الضجيجِ٠

هو الطَعمُ المشتَهى لشجرةِ الحياةِ التي ترتفعُ قامةً عند الأفقِ… وهو طعمٌ حامضٌ حلوٌ مُرٌّ مالح… وطعمُ هواءٍ خامِرٍ كرحيلِ نهرٍ خاسرٍ إلى المصبِّ… هو طعمُ الحسراتِ والمَراراتِ وطعمُ الشهوةِ المستحيلةِ.

وهو الغيابُ…

رائحةُ قميصِ يوسُفَ ورائحةُ الملاكِ الحارسِ لرقصةِ الضوءِ ورائحةُ الترابِ البِكرِ المغسولِ بغيمةِ الشوق.

هو… هي رائحةٌ تأتي عبرَ البحارِ، وتسكنُ في قاع الروح…

وبعدُ وبعدُ، هو كلٌّ من الكلِّ: لونٌ وطعمٌ ورائحةُ فلفلٍ أسودَ فوق اللحظةِ الآتيةِ… النبضُ المخزونُ في قلبِ الذاكرة. الأنا غيرُ المتوفرةِ في كلِّ المناسباتِ، بل عطلةُ الحياةِ عن الولادةِ والموتِ.

ثمَّ إنّه، بعدَ كلِّ ما تقدَّمَ ، حدَجني بنظرةٍ مُرَّةٍ كأنّه لا يريدُني أنْ أُصابَ بـ( فوبيا ) الفلفلِ الأسودِ، وأنْ أعتبرَه علاجاً بالصوتِ والصورةِ، كما باللونِ أو الطعمِ أو الرائحةِ لكلِّ مشكلاتِ الحياةِ المعاصرةِ. ولمّا وجدني لا أنظرُ إليه، وأنّ نظراتِه لم تُصِبْ منّي مقتلاً، قال لي و كأنّه يسألُني: الفلفلُ الأسودُ لا يمكنه جمع أشلاءِ ( الدنيا المكسورة ) التي لا تجعلُ (جاد) بخلافِ (بلال) يفعلُ كذا أو لا يفعلُ، يغادرُ المكانَ و الزمانَ أو لايفعلُ .

احدى القصائد

مقهى الغِيبَة

في ساعات فراغي لا أجدُ مقهى
يحتملُ كلامي

المقاهي للغياب وللغِيبةِ أيضاً

أو لكلامٍ رصينٍ

كلامٍ موشّى ومطرَّزٍ

كما على مِخَدّةِ الفِراش

( نومُ الهنا )…

( أحلامٌ سعيدة )

لا أجدُ ما أملأُ به روحي وفراغي

ولا حتّى فِلفِلاً أسودَ كافياً

لاغيِّرَ طعمَ هذه الدنيا المخادعةِ…

أو أقولَ لها:

” يا دنيا غرّي سواي…

لقد طلّقتك ثلاثاً”

شاهد أيضاً

جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

  كرمت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *