الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “الإفلاس” يُهدد مكتبات البرازيل

“الإفلاس” يُهدد مكتبات البرازيل

“هذه الأيام هي الأكثر سوادا بالنسبة إلى حركة الكتاب بالبرازيل”، هكذا حذر أحد أهم الناشرين البرازيليين، بعد تخوفات من الأزمات التي تواجهها اثنتان من أكبر سلاسل بيع الكتب في بلاده، والتي قد تؤدي إلى خلو مدن كثيرة من المكتبات.

بعد إعلان إغلاق 20 متجرا لبيع الكتب في شهر أكتوبر الماضي، أقدمت سلسلة مكتبات saravia في أواخر شهر نوفمبر علي طلب حماية من الإفلاس، بعد عدة أزمات واجهتها حركة النشر، مشيرة إلى الانخفاض المستمر في أسعار الكتب مع ارتفاع معدلات التضخم، فيما قدمت سلسلة مكتبات cultura المنافسة لـ saravia خطة لإعادة التنظيم لمواجهة خطر الإفلاس هذا الخريف.

ويبدو واضحا أن البرازيل في منتصف أسوأ أزمة ركود لها منذ عقود، بالتزامن مع انتخاب الرئيس اليميني المتشدد “جائير بولسنارو”، في شهر أكتوبر، وباعتباره الرئيس القادم للبلاد سيتسبب ذلك في بث المزيد من موجات الخوف خلال الوسط الثقافي البرازيلي.

وفى مقال “لويز شوارسز” المؤسس المشارك لدار نشر ،”Companhia das Letras” بعنوان “رسائل في حب الكتب” والذي انتشر علي نطاق واسع، أشار إلى الحقائق القاسية التي يعاني منها سوق النشر في البرازيل وحث المواطنين علي شراء الكتب في موسم عيد الميلاد للمساهمة في إبقاء القطاع وحل الأزمة، وكتب شوارسز الحائز علي جائزة الإنجاز مدي الحياة بمعرض كتاب لندن 2017:”لازال من المستحيل التنبؤ بتبعات الأزمة الحالية ومدي امتدادها لكنها مع ذلك نتائج تبدو مهددة بالفعل فمدن كاملة مهددة بالخلو من المكتبات وما يواجهه الناشرون الآن هو تحدي اخراج كتبهم للقراء و التعامل مع الخسائر الكبيرة المتراكمة”.

وأضاف “دور النشر البرازيلية بدأت بالفعل في تقليل العناوين الجديدة ما أدي الي انخفاض المبيعات بحوالي 40% وبالتالي سير خطط البيع المعدة مسبقا بشكل أبطئ ما أدى إلى تسريح عدد كبير من الموظفين وبالتالي إحداث فجوة كبيرة تهدد سوق النشر بشكل كامل”.

وفي محاولة من الناشر للتغلب علي الازمة وإيجاد بدائل مبتكرة قام بإطلاق خدمتي البيع عن طريق الهاتف والبريد الإلكتروني وتشكيل فريق من المندوبين لإيصال الكتب للمنازل ودعا الناشرين وأصحاب المكتبات للتكاتف ومحاولة البحث عن حلول مختلفة لتخطي الأزمة.

واستجابة لشوارسز تم اطلاق هاشتاج “#DêLivrosDePresente” “هدايا الكتب”، ماوصفه شواريز بالاستجابة الـ”رائعة وسخية”، وقال إن “السياسة البرازيلية هذه الايام للأسف تعمل علي خلق جماعات، فأنت غالبا ضد شيء ما أكثر منك مؤيدا لشيء، لذا حاولت خلق جماعة جيدة، جماعة حب، جماعة كتب”.

وفي تصريح للكاتب البرازيلي “باولو سكوت” لصحيفة الجارديان قال إن تلك الأزمة تحمل تأثيرا سلبيا للغاية علي حياة الكُتّاب، فيتم تأجيل إصدار كتبهم ولا يستطيعون اخذ مستحقاتهم كما أن الناشرين أصبحوا حذرين كثيرا قبل النشر، وبالرغم من ذلك فان سكوت يأمل ان تزاح تلك الازمة ويتم التغلب عليها، وقال إن “صغار المكتبات والناشرين مستمرين في الظهور فهم مسيرون من خلال شباب مثاليون ويعيدون احياء جماعات القراءة من خلال من يقدمون قراءات متميزة ومن هم شغوفين دائما بالقراءة، فمستقبل الكتاب البرازيلي يعتمد علي أولئك الذين لا يتوقفون ابدا عن اعتبار القراءة شغفا، فهذه الازمة وُجدت لنتعلم منها، البعض تعلم بالفعل و البعض لازال يتعلم بثمن غال جدا”.

وبحسب مصادر اعلامية، وافق “ستيفن توبلر”، الناشر بدار النشر البريطانية ودور أخر وهو نصف برازيلي، باولو سكوت، قائلًا:”أتابع بحزن شديد ما يحدث في البرازيل هذه الأيام، فمنذ ما يقرب من الخمس سنوات وهناك شعور بأن البرازيل تقترب الي الزاوية فالملايين قد تركوا الفقر وفجأة وجد الكتاب البرازيليين بأن هناك مستقبلا للكتابة كمهنة، لكن رغم ما يحدث اليوم من الصعاب والاضطرابات مازال الابداع موجودا لذا أنا لدي أمل، والالتفاف حول رسالة الحب التي قدمها شوارسز والتفاعل معها تؤكد أن هناك طريقا للعودة للزاوية مرة أخرى”.

شاهد أيضاً

البيت العربي في إسبانيا.. تفوز بلقب شخصية العام الثقافية لـ”زايد للكتاب”

  كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 18، التي ينظِّمها مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *