الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / الأمسية الثامنة من “أمير الشعراء” تستحضر حفصة الركونية بعد 854 عاماً من وفاتها

الأمسية الثامنة من “أمير الشعراء” تستحضر حفصة الركونية بعد 854 عاماً من وفاتها

استحضر مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، الشاعرة الاندلسية حفصة بنت الحاج الركونية، بعد 854 عاماً من وفاتها ، وذلك في الأمسية الثامنة من مسابقة امير الشعراء، التي تعد آخر محطات المرحلة الثانية من المسابقة، التي يتم بثها الآن في بث مباشر عبر قناتي بينونة والإمارات .
وحفصة الركونية، تُعرف ايضاً باسم حفصة الركونية الأندلسية. وهي شاعرة انفردت في عصرها بالتفوق في الأدب والظرف والحسن وسرعة الخاطر بالشعر.

يذكر المقري أنها كانت جميلة ذات حسب ومال ، ويذكر ابن دحية أنها كانت من أشراف بلدتها غرناطة، وتوفيت في مراكش سنة 586هـ.

وتشير التقارير إلى أن حفصة في غرناطة على زمانها مثل ولادة في قرطبة على زمانها أيضاً، بل إن حفصة أشعر، وهي في غزلها أكثر جرأة في الهجوم على معاني العشق والإثارة والغيرة .

وجارى شعراء الأمسية الثامنة (أحمد عسيري، هبة الفقي، محمد جوب، رابعة العدوية، عبد السلام حاج)، الشاعرة حفصة الركونية، في ابيات شهيرة لها . وهي مجاراة اشاد بها اعضاء لجنة التحكيم، حيث قدم الفرسان الخمسة في هذه الامسية معارضة أقوى من سابقاتها من المعارضات في الحلقتين السابقتين .

لقد ترعرعت حفصة في أكناف غرناطة الجميلة، وكانت حفصة على أدب وفضل وحسب، فاختيرت مؤدبة لنساء بني عبد المؤمن الذين املكوا غرناطة على عهد مروان بن سعيد والد أبي جعفر.

وكانت حفصة إلى أدبها وعلمها وجمالها تستطيع أن تقول شعراً جيداً عن طريق الارتجال، فقد صادفت عبد المؤمن بن علي في القصر ، حيث كانت تعمل مؤدبة لنسائه على ما ذكرنا فارتجلت بين يديه:

يا سيّد الناسِ يا من …… يؤمّلُ الناس رفده

امنن عليّ بطرسٍ …………. يكونُ للدهرِ عدّه

تخطّ يمناكَ فيه………… “الحمدُ لِله وَحده”

وهي في ذلك تشير إلى شعار دولة الموحدين، فقد كانت العلامة السلطانية أن يكتب السلطان بخط غليظ في أعلى المنشور ” الحمدُ لِله وَحده”. ولا شك أنها بديهة حاضرة وخاطرة مجيبة تلك التي تسعف الشاعرة الذكية بهذه الأبيات الني ردد محتواها ابن مرج الكحل الشاعر بعد ذلك بقرن من الزمان في مدحه السلطان الناصر حفيد عبدالمؤمن بن علي في قوله :

لَمّا تَوالى الفتحُ مِن كُلِّ وَجهَةٍ………وَلَم تَبلُغِ الأَوهامُ في الوَصفِ حَدَّهُ

رَكنا أَميرَ المُؤمِنين لِشُكرِهِ…………بِما أَودَع السرُّ الإِلهيُّ عِندَهُ

فلا نعمَةٌ إِلّا تؤدّي حُقوقَها……………عَلامتُهُ بِالحَمدُ لِلّه وَحدَه

ولعلنا نلاحظ الفرق الكبير في رونق الصياغة بين الشاعرة والشاعر، فعلى الرغم من ان حفصة ارتجلت أبياتها فإنها تبدو أرق وألطف من أبيات ابن مرج الكحل.

شاهد أيضاً

البيت العربي في إسبانيا.. تفوز بلقب شخصية العام الثقافية لـ”زايد للكتاب”

  كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 18، التي ينظِّمها مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *