السبت, 27 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / صدور”أماثيل أسطوريّة” للشاعر الفرنسي جول لافورغ عن مشروع كلمة

صدور”أماثيل أسطوريّة” للشاعر الفرنسي جول لافورغ عن مشروع كلمة

صدرت ترجمة إلى العربية لمجموعة الشاعر والناثر الفرنسيّ جول لافورغ “أماثيل أسطوريّة”، ضمنَ كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ التي تصدر عن مشروع “كلمة” للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي.
وبحسب بيان صحافي للدائرة، ترجم المجموعة عن الفرنسية الكاتب والمترجم المغربيّ محمّد بنعبود، وراجع الترجمة ونقّحها ومهدّ لها بإضاءات نقديّة الشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في باريس كاظم جهاد.
وكان جول لافورغ (Jules Laforgue 1860-1887)، في سنّ الخامسة والعشرين عندما قرّر كتابة مجموعة قصصيّة أكملها وصدرت بعد رحيله بما يقرب من ثلاثة أشهر، إذ توفّي بمرض السّلّ (الذي لم يكن له من علاجٍ شافٍ في تلك الفترة) في سنّ السّابعة والعشرين، وهكذا فقد فيه الأدب موهبةً عالية ونبوغاً مبكّراً اخترمه رحيلٌ مبكّر على شاكلة لوتريامون وراديغيه وآخرين.
وأفاد لافورغ بخاصّة من إسهامات التيّار الرمزيّ، ومن نزوعٍ كان سائداً في فترته، يتمثّل في التّنويع على الأساطير وكبار الموضوعات القديمة، فاتّجه إلى ممارسة كتابة تناصيّة ومُحاكاتيّة ساخرة (باروديا) بالغة التّعقيد والثّراء، تشكّل مجموعته القصصيّة الوحيدة والمترجمة هنا أنموذجها الباهر.
الإجلال والمُماحكة
واستند لافورغ في كتاباته هذه على تقليد مسرحيّ كان شائعاً في العصر الوسيط، كانت المسرحيّة فيه تُدعى moralité، أي أمثولة، بمعنى مسرحيّة ذات مغزى أخلاقيّ.
بيد أنّ الدلالة الأمثوليّة في العنوان ينبغي ألّا تنسينا أنّنا هنا أمام فنٍّ رفيع للباروديا أو المحاكاة السّاخرة.
سوى أنّ قصص لافورغ هي أبعد ما يكون عن الهجاء الصّريح والتّعريض المعلَن، كما أنّها لا تتحدّث عن أشخاص حقيقيّين، لا بل بالعكس، يمكن أن تنطوي “الباروديا” عنده على مزيجٍ من الإجلال والمُماحكة، أي تأكيد الإعجاب بكاتبٍ يكون أسلوبه (لا شخصه) مستهدَفاً في الكتابة، ومتمتّعاً فيها بحضور مضمر، والاختلاف معه في آنٍ معاً، كما في المعالجة التي يُخضع لها لافورغ في بعض قصصه لغة غوستاف فلوبير وطرائقه السّرديّة.
وتعد هذه واحدة من أعقد المغامرات القصصيّة في الأدب الفرنسيّ الحديث، وأخصبها، مغامرة تدفع بالتناصّ، الخفيّ تارةً والبيّن طوراً، إلى أقصى إمكاناته، كما تدفع بتجاورِ مختلف التّعابير الأدبيّة من حقيقة ومجاز وسرد ونثر شعريّ وجدال وسجال وهذيان إلى ذرى نادراً ما شوهدت في عملٍ آخر.
امرأة ورجل
وجمع الكاتب هنا أساطير قديمة وحديثة، وأخضع للتّفكيك روائع أدبيّة شهيرة (ويجدر ههنا التّنويه بأنّ عنوان الكتاب قابل للتّرجمة إلى “أماثيل شهيرة” أيضاً).
تتمثّل هذه الرّوائع في أعمال مخصوصة مثل “هاملت” لشكسبير، أو شخصيّات دينيّة وأسطوريّة مثل سالومي، أو موضوعات عُنيَ بها موروث أدبيّ عريض مثل معجزة الورد.
وجميع القصص تتمحور حول ثنائيّ ثابت، امرأة ورجل، وتتفحّص من جميع الزّوايا الممكنة تعارضات العشق والواقع، الشّغف والحياة اليوميّة، الرّغبة في الذّوبان في الآخَر والمسافة التي تفرضها التّجربة العينيّة.
ولا تتجاور هنا مختلف أجناس الكتابة فحسب، بل يقف الرّسم والموسيقى وسواهما بين مصادر الإلهام الأدبيّ للكاتب، دون أن ننسى الموروثين الدينيّ والميثولوجيّ، مع نظرة صاحية ملقاة على التاريخ القديم وتاريخ الحاضر.
إضاءة
ونظراً لتعقّد قصص هذا الكتاب أو أماثيله، ولتنوّع مصادرها الفكريّة والأدبيّة والميثولوجيّة، آثر مُراجِع هذه الترجمة التمهيد لكلّ قصّة بإضاءة نقديّة وضعها بتلخيصه المقدّمات التي مهّد بها للقصص محقِّقا طبعة منشورات فلاماريون من هذا الكتاب، الصادرة عام 2000، ألا وهما الباحثان الأكاديميّان دانيال غروجنوفسكي وهنري سيبي.
ومقّدمات الباحثين المذكورين هذه تلخّص بدورها أهمّ القراءات الموضوعة لقصص الكاتب، وتضيف إليها قراءتهما الخاصّة.
كما ذيّل المُراجِع ترجمة المتن بحواشٍ نقديّة يكثّف فيها حواشي هذين المحقّقين. ومثلما ساعدت هذه الإضاءات والحواشي المُراجعَ في عمله إلى حدٍّ بعيد فهي، بلا أدنى شكّ، ستساعد القارئ أيّما مساعدة في تحقيق قراءة واضحة للنّصوص التي تظلّ لولاها غامضة ومُلغزة.
“مُحاكاة سيّدنا القمر”
وولد جول لافورغ في 16 أغسطس 1860 في مونتفيديو، في الأورغواي، لأبوين فرنسيّين مهاجرين (الأب من مدينة تارْب والأمّ نورمانديّة الأصل)، وعاد إلى فرنسا بصحبة شقيقه البكر إميل وهو في سنّ السادسة من أجل الدّراسة.
بدأ في 1879 بالتعاون مع المجلّات الفنيّة ناقداً ورسّاماً، وصدرت له في المجلّات الأدبية في 1880 ثلاثة نصوص أدبية أولى، واقترب من شعراء التيّار الرمزيّ، وعلى رأسهم ستيفان مالارميه، ونشر على نفقته مجموعتين شعريّتين: “المناحات” (1890) و”مُحاكاة سيّدنا القمر” (1886).
ثمّ جاءت قصصه القصيرة المترجمة هنا، والمنشورة في مجموعة بعد وفاته (في 20 أغسطس 1887) بأقلّ من ثلاثة أشهر، لتكرّس قطيعة مع أساليب كبار كتّاب الحقبة، من الرّومنطيقيّين إلى موباسان ففلوبير فويسمانس، مع اعترافه بأهميّتهم وتتلمذه عليهم.
المترجم
أمّا مترجم الكتاب، محمّد بنعبود، فهو من مواليد إقليم تطوان بالمغرب، سنة 1957. حاصل على الإجازة في اللّغة العربية من كلّية آداب فاس، وعلى دبلوم كلّية علوم التّربية بالرّباط.
له رواية “قصبة الذئب” (اتّحاد كتّاب المغرب) ومجموعة قصصية “تجاويف” (منشورات وزارة الثّقافة المغربية) وسنياريوهات أفلام تلفزيونيّة.
ومن ترجماته روايتا “المصريّة” و”ابنة النيل” لجيلبرت سينويه (منشورات الجمل)، وروايتا “اغتيال الفضيلة” و”مخالب الموت” لميلودي حمدوشي (منشورات عكاظ)، وكتاب “لقاء” لميلان كونديرا وستّ روايات لستيفان زفايغ، (المركز الثّقافي العربيّ) و”طرديّات” وثلاث روايات للناشئة لألكساندر دوما (مشروع “كلمة” للترجمة).
24 – أبوظبي

شاهد أيضاً

190 ضيفاً من 25 دولة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل

تستضيف الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل – الذي يعد أكبر فعالية ثقافية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *