الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / “مؤتمر الناشرين” يدعو لدعم أسواق النشر في أفريقيا

“مؤتمر الناشرين” يدعو لدعم أسواق النشر في أفريقيا

بحضور هوغو سيتزر رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، وسعادة الدكتور طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، اختتم مؤتمر الناشرين، صباح الثلاثاء، أعمال دورته التاسعة التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين، وشبكة اتحاد الناشرين الأفريقيين APNET في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، بمناقشة واقع النشر الأفريقي وأبرز التحديات والقضايا التي تسهم في دعم مستقبل هذه الصناعة التنموية المهمة في القارّة، والدعوة إلى ضرورة دعم أسوق النشر فيها.

وفي كلمته الافتتاحية، أشار رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، إلى أن المؤتمر بات اليوم منبراً يلقي بالضوء على صناعة النشر وتحدياتها، ويعالج جملة من المعوقات التي تقف عائقاً أمام تطوير هذا الواقع، مؤكداً على الدور الذي يلعبه في تعزيز أطر التعاون مع الشركاء، من أجل الوصول إلى مستقبل مزدهر لهذا الصناعة.

وتابع رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، أن تنظيم مؤتمرات الناشرين حول العالم يحدث تغيرات تنموية لا تتعلق بوضع أطر ومحددات لمشاريع ومستقبل العمل في الاتحاد الدولي للناشرين وحسب، بل يصب في مصلحة الوصول إلى حلول جمعية لتطوير صناعة الكتاب، لهذا حرصنا من خلال هذه اللقاءات على وضع الأطر المناسبة لمناقشة شتى السبل الرامية للنهوض بواقع النشر، ومناقشة آليات تطوير مجالات التعليم في القارة الأفريقيّة التي نمتلك فيها الكثير من الشركاء، حيث إن القارة تضم النسبة الأكبر من الشباب في العالم ما يجعلنا نستشرف الدور البارز الذي ستلعبه في العقود المقبلة على صعيد اقتصاد المعرفة، لذلك نسعى لأن نكون محركاً يساعد الألاف في أفريقيا على تجاوز التحديات القديمة ووضع خطط واستراتيجيات جديدة أكثر تطوراً واستدامة.

وأشار سيتزر في خطابه، إلى وجود حاجة ملحّة ليتعلم جميع العاملين في قطاعات النشر من بعضهم البعض، وأن يتبادلوا الخبرات والمعارف على نطاقات أوسع، لافتاً إلى أن هذا التعاون يصب في إطار مواجهة التحديات العالمية التي تقف عائقاً دون الارتقاء بواقع صناعة الكتاب.

من جهته، أكد سعادة الدكتور طارق القرق الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، نؤمن في المؤسسة بأن القراءة والكتابة جزء أساسي من عملية النشر، فهي محافظة على اللغة والإبداعات، كونها الشكل الأساسي للتعرف على بيئتنا، والكلمات تحفظ العادات والثقافة واللغات الأصيلة، وتمرر إرث الأجداد، لهذا من المهم أن نحافظ عليها ونحميها، وبلا شك فإن القارّة الأفريقية لديها تاريخ طويل وعريق فيما يتعلق بآداب القصّ الشفهي، وعلى مدى العقدين الماضيين صدّرت للعالم الكثير من الأدباء والناشرين الذين أوصلوا حضارتها وثقافتها لجميع القراء على اختلاف وجودهم.

وتابع حرصنا في دبي للعطاء، وبالشراكة مع الاتحاد الدولي للناشرين على أن يحظى الأطفال في القارة الأفريقية، بسبل توصلهم لاكتساب المعارف والعلوم باعتبارها متطلبات رئيسية للارتقاء، وترجمة لذلك سنعمل خلال السنوات المقبلة على تغطية مجالات أكبر في هذا القطاع وتقديم الدعم اللازم للنهوض به، لهذا أوجدنا صندوق الإبداع والابتكار في أفريقيا، لأننا نتفهّم الصلة القوية والمتينة بين القراءة والمجتمعات المدنية ودورها في عملية التطوير، وكل مبادرة نقوم بها هي خطوة أقرب نحو تحقيق رؤيتنا في إنهاء الفقر وتقديم شتى أصناف الدعم لتوفير أفضل مستويات التعليم والمعرفة في تلك البلدان.

ومن جانبه، أوضح صامويل كولاول رئيس شبكة الناشرين الأفريقيين، أن الأجيال الجديدة في القارّة الأفريقية بحاجة لمناخ يضمن لها النمو والاستفادة من شتى مقدرات الثقافة، نحن بحاجة لكتّاب وناشرين، والفرص التي يقدمها الشباب في أفريقيا تقدم دعماً للنشر، خاصة وأنهم الآن أكثر إقبالاً على الخيارات التي يتيحها الواقع التكنولوجي المتطور، ويمكننا القول إن الاتفاقيات التي وقعناها مع الشركاء في قطاعات النشر، ستسهم في جعل الناشرين أكثر قدرة على تقديم أفضل الممارسات والمشاركة في الخبرات والتجارب لمضاعفة الارتقاء بواقع صناعة الكتاب.

وتابع أن التعاون الذي يجمعنا مع اتحاد الناشرين الدوليين نسعى من خلاله لتطوير إمكانيات القارة الأفريقية على صعيد النشر، حيث ركّزنا الجهود على بناء قدرات الناشرين الأفارقة بما يخدم قطاعات النشر المحلي، وتطوير نظام مستدام يخدم هذه التوجهات، للنهوض بهذا القطاع الفاعل وحشد الجهود والاستفادة من الخبرات والدعم لتقديم أعمال تخدم الارتقاء بفكر ومعارف المجتمع.

وكان المؤتمر، قدّ أعلن عن سبعة مشاريع أفريقية فازت بمنحة الصندوق الأفريقي للابتكار في النشر، الذي أطلقه الاتحاد الدولي للناشرين بالتعاون مع “دبي العطاء”، حيث حصل كلُ من المشاريع الخمسة الأولى على مبلغ 20 ألف دولار أميركي، بينما نال المشروع السابع، وهو عبارة مبادرة لتجديد وترميم إحدى المكتبات، على 50 ألف دولار أميركي، و٢٠ ألف دولار لترميم المكتبات الريفية.

تحفيز الابتكار في النشر.. دعم يثري الواقع الثقافي الأفريقي

وشارك عدد من الفائزين بالمنحة في جلسة حوارية حملت عنوان: “تحفيز الابتكار في النشر: مشاكل قديمة حلول جديدة”، تحدثّ فيها كلّ من بيبي باكاري، مؤسس دار “كاسافا ريبابليك برس” من نيجيريا، وإيلينور سيسولو، المدير التنفيذي لمؤسسة “بوكو لأدب الطفل” من جنوب أفريقيا، أوكيجاكوا أوفيلي، المدير التنفيذي للموقع الإلكتروني Okadabooks.com من نيجيريا، واستيفاني براقيوهايس، كاتبة وصحافية كينية، وأدارها لورنس نيجاقي، رئيس جمعية الناشرين في كينيا.

وأكد المشاركون، خلال الجلسة، أن المنحة تسهم في الارتقاء بواقع صناعة النشر في القارة الأفريقية، كونها تحقق خطوات أساسية نحو تعزيز وتفعيل حضور اللغات المحلية في البلدان الأفريقية، وتدفع باتجاه تعزيز معارف وثقافات الأجيال الجديدة، وتهيئتهم على المعرفة والفكر السليم، إلى جانب ما تسهم فيه بالدفع في سبيل الارتقاء بالمجال الرقمي، والاستفادة من مقوماته المتنوعة التي يمكن لها أن تحقق الكثير من الخطوات الواعدة والتنموية في المجال.

وفي جلسة حملت عنوان “ربط نظام النشر الأفريقي”، ناقش المؤتمر جهود دعم مستقبل صناعة النشر في القارة والسياسات والعراقيل التي تقف حائلاً دون نموها والاستثمار فيها، حيث استضافت كلّاً من الفاتح محمد، رئيس جمعية الناشرين السودانيين، وكريستياني تجو تجو، عضو مجلس إدارة جمعية الناشرين في توغو، وجابرييل كيتوا، رئيس جمعية الناشرين في تنزانيا، ومورين ماسامبا، رئيس جمعية الناشرين في مالاوي، وأدارها جباديجا أديدابو، رئيس جمعية الناشرين في نيجيريا.

وتطرق المشاركون في الجلسة، إلى الحديث عن التحديات التي تواجه أنظمة النشر في القارة السمراء، والفرص التي تلوح في الأفق نحو تطوير هذه الصناعة، حيث أكدوا أن الحكومات في أفريقيا، وخلال السنوات الماضية باتت هي التي تتولى عمليات النشر، وصارت المنظم واللاعب والحكم في العملية، خلال السنوات الأربع الماضية.

وتناولت جلسة بعنوان “تطوير المكتبات الأفريقية” استضافت كلّاً من أنجيلا وأشوكا، المؤسس والشريك في مؤسسة “بوك بانك” المتخصصة في تجديد المكتبات من كينيا، وإيمان بوشليبي مدير مكتبات الشارقة من الإمارات، ومحمد شيلي رئيس جمعية الناشرين الصوماليين من الصومال، وأنجيرو كوينانجي الشريك والمؤسس في مؤسسة “بوك بانك” المتخصصة في تجديد المكتبات من كينيا، وأدارها بريان وافاواروا، مدير شركة “ليفا لخدمات النشر والبحث”، ورئيس لجنة النشر ومحو الأمية لدى اتحاد الناشرين الدوليين، التحديات التي تواجهها المكتبات الأفريقية، وكيفية تحويلها إلى مراكز تعليمية لتبادل الخبرات.

وتحدث المشاركون، حول ضرورة خلق مناخ ثقافي ملائم للأطفال ينطلق من المكتبة، وتوفير بيئة لتعزيز معارفهم وربطهم بالكتاب، كون الكثير منهم يعانون من ظروف صعبة، وأوضح المشاركون أهمية المكتبات ودورها في النهوض بالمجتمعات.

وفي كلمتها الختامية، أوضحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، واصل المؤتمر وعلى امتداد فعالياته مناقشة واستعراض أبرز القضايا التي تتعلق بصناعة الكتاب، وعرّف بجهود الناشرين في غانا وصولاً إلى نيوزيلندا، ومن الهند إلى مصر، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، واستعرض مع ضيوفه آليات بيع الكتب العربية تلك البلدان، وأكد أهمية حماية حرية التعبير والنشر، التي نعتبرها أحد المبادئ الأساسية للاتحاد الدولي للناشرين.

وتابعت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، يتساءل البعض لماذا نعقد هذا المؤتمر، ولماذا نركز على القارة الأفريقية، والإجابة على هذا السؤال يمكن في أن مناطق أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا جديرة بالمراقبة عن كثب، كونها تتمتع بإمكانات كبيرة للنمو، سيما مع تنامي عولمة ثقافة النشر، والأمر الثاني في وجود الأسواق الناشئة التي تقدر بـ 90% من سكان العالم والتي من المتوقع أن تسهم بـ60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، حيث شهدت ارتفاعاً خلال عقد واحد فقط، ومن واجبنا كناشرين أن نزود مشتري الكتب المستقبليين بالمواد التي يحتاجونها ليتمكنوا من تعزيز نجاحاتهم في حياتهم الشخصية والمهنية.

واختتمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، كلمتها بالإشارة إلى أن المؤتمرات الإقليمية التي نظمها “الاتحاد الدولي للناشرين” في القارة الأفريقية، نجحت بتنفيذ خطط العمل على أرض الواقع، موضحة أن “لجنة خطة عمل لاغوس” التي انبثقت عن المؤتمر الإقليمي الأول الذي عقد في العام 2018، تطورت لتصبح “لجنة خطة عمل أفريقيا”، التي ستعمل على تطوير “خطة عمل أفريقيا”، لافتة إلى أن اللجنة تتولى مهمة النظر في المشاريع الرائدة التي سيتم تقديمها، خلال المؤتمر الإقليمي المقبل بالمغرب في العام 2020.

شاهد أيضاً

انطلاق فعاليات الدورة الـ” 33″ من معرض أبوظبي الدولي للكتاب

  تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *