وكالة أنباء الشعر
مقالات مشابهة
أقام بيت الشعر بالأقصر السبت ٢٩ فبراير ٢٠٢٠ أمسية فكرية استضاف فيها الدكتور محمود النوبي وكيل كلية الألسن متحدثًا عن النسق الفكري وبنية القصيدة العربية وقام بتقديم اللقاء الشاعر عبيد عباس والذي بدأ تقديمه بالترحيب بالحاضرين وبالمحاضر الأستاذ الدكتور محمود النوبي قارئًا طرفًا من سيرته الذاتية فهو أستاذ الأدب العربي والنقد الأدبي ووكيل كلية الألسن لشئون خدمة المجتمع بجامعة الأقصر ومدير مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات بجامعة الأقصر، ورئيس قسم اللغة العربية السابق بكلية الألسن جامعة الأقصر. ومدير مركز التدقيق اللغوي السابق بكلية الآداب بقنا – جامعة جنوب الوادي، وعضو اتحاد كتاب مصر، وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية التابع لمنظمة اليونسكو، وعضو نادي أدب الطود بالأقصر، ومحاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وعضو في عدد من اللجان العلمية والثقافية بالجامعة والمجتمع المدني، حاصل على جائزة كاتب الألوكة (شبكة بحثية سعودية) في البحث العلمي 2012م، وحاصل على منحة دعم البحث العلمي المقدمة من كلية الآداب جامعة بني سويف لعام 2013م، وحاصل على درع كلية الآداب بقنا 2017م، ومستشار الأنشطة الثقافية والإعلامية بجامعة جنوب الوادي 2018م و 2019م.
يشارك د. محمود النوبي في كثير من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية، ويشارك في التدريس والإشراف والمناقشة على طلاب الليسانس والدراسات العليا في جامعة بني سويف، وجنوب الوادي، وأسوان، وله مؤلفات عدة (كتب مطبوعة، وبحوث منشورة محكمة) في مجال الأدب العربي والنقد الأدبي، يحاول فيها إعادة قراءة التراث الأدبي، مع الإفادة من النظريات النقدية الحديثة في التحليل الجمالي للنصوص.
بدأ الدكتور محمود النوبي حديثه متتبعًا البنية الفكرية للإنسان العربي وتناميها وتطورها ومدى تأثيرها في المنتج الأدبي متتبعًا النصوص في محاولة لفحص بنيتي النص معًا : بنية السطح وبنية العمق، متبعًا في قراءة النصوص آلية المنهج البنيوي التكويني وترجع أهمية هذه الطريقة في القراءة إلى أنها تقدم لنا القوانين المتحكمة في تكوين البنية الداخلية للنصوص، وفكرة لوسيان غولدمان في البنيوية التكوينية تبحث في التماثل البنيوي بين التجربة الإبداعية والتجربة الاجتماعية الواقعية، لتصل إلى نتيجة مؤداها أن كل بنية اجتماعية أو فكرية في المجتمع لها ما يماثلها في الإبداع الأدبي، ويؤثِّر كل منهما في الآخر، وهي فرضية منهجية مقبولة؛ فبنيات عالم الفرد المبدع الذهنية لن تبتعد كثيرًا عن البنيات التي يعيشها في حياته، فما حوله من الأشياء والأفراد الذين لهم سلطة تأثيرية على نفسه كل منهم يبث له ما يشبه التوجيهات العاطفية والفكرية، ليرى العالم برؤية الجماعة أو ما اصطلح عليه غولدمان ب(رؤية العالم) وتابع إن أهم ما يقوله النص الشعري التراثي يبثه من خلال بنيته؛ فلذلك التزم الشعراء في حال نظمهم للرسمي من الشعر ببنية تقليدية موروثة ثابتة، تعد هذه البنية الموروثة للنص صفة أيديولوجية بُنيت على هيكل يمجد العربي والعروبة، واستمرت هذه البنية التي يمكن وصفها بالطبقية في الإبداع الشعري العربي حتى بعد الإسلام، فلم تنشأ بعد الإسلام كتابة إبداعية إسلامية خالصة، ولكنها كانت عربية خالصة، حتى من تعلم اللغة من الموالي وأتقنها ثم أبدع في شعرها كان عليه أن يلتزم بالبنية المعيارية العربية، لتنبني من خلالها سلطات اجتماعية هرمية تخص العرب وحدهم، فالعرب يرون إن أي تغيير في هذه البنية يُعد محاولة لتغيير الأيديولوجيا المقننة لها.
ثم اختتم الدكتور محمود النوبي محاضرته متسائلا لو طبقنا الفكرة السابقة على النص الشعري العربي في مراحل ما بعد الاستعمار، تلك المراحل التي اضطرّ فيها الغربي إلى التخلي المكاني عن مستعمراته في بلاد العرب وإفريقيا، فبماذا تصف ذلك الشكل البنائي الذي استقرت عليه القصيدة العربية المعاصرة، وعملها على طرح أكبر من ذلك متمثلاً في قصيدة النثر، وغيرها من الأشكال الشعرية الحداثية التي تُطرح كل يوم؟
ثم طرح سؤالاً يطلب فيه من الحاضرين المشاركة في تحليل و رصد التغيرات الطارئة على شكل و مضمون القصيدة العربية المعاصرة و العومل المؤثرة في ذلك قائلًا :
في ضوء عرضنا السابق، كيف ترون النص الشعري المعاصر؟ وبم تؤولون بنيته؟
و منه انطلقت
المداخلات الثرية التي شارك فيها بعض من الشعراء وجمهور الحاضرين بالكثير من الحماس و الفاعلية و مثلت إضافات واعية و مهمة لموضوع الندوة.
