المتسابق الرابع محمد البندر المطيري من السعودية، فقد تفرّد بقصيدته في وصف نوح الحمام ودوحه في فضاء الحرم المكي الشريف، بعد خلوه من المصلين والطائفين، حيثرأت اللجنة في القصيدة لقطة شاعر استوحاها من خلو صحن الكعبة المشرفة بسبب الوباء ورؤيته حمام الحرم يحوم فوقه ويطوف فيه، معتبرةً أن الشاعر استطاع أن يفرش بلقطته الشعرية عالماً من الدلالات والجماليات، وكان حريصاً على ترسيخ مكانة الأماكن المقدسة في ذاكرة المتلقي بذكره كل تفصيل مكاني من مكة ومآذنها ومواضعها، الأمر الذي جعل القصيدة تزدحم بالشخوص والأمكنة في مشهد شعري لا يتقن صناعته إلا الشاعر الحق.
وأشار الأستاذ سلطان العميمي إلى الالتقاطة الذكية لمشهد الحمام فوق الحرم المكي الشريف، والتي تم توظيفها شعرياً بشكل خطير جدا بما تحمله من إحساس الملايين ممّن رأوا المشهد، مُشيداً بقدرة الشاعر على الانصهار في النص بمشاعره وقدسية المكان والزمان الموصوف الحاضر والماضي والحدث، وإتقانه تصوير حضور الحمام والأصوات والحركة ووصف الفراغ الحالي وازدحام التاريخ، وحضور ريشة وكاميرا الشاعر في رسم صور شعرية خلقت نصا رائعاً.
بينما رأى الأستاذ حمد السعيد أن الشاعر المطيري هو شاعر المرحلة ونصه متفوق الجماليات حيث ينقل المتلقي إلى الحرم وتفاصيله الجميلة مناقشاً قضايا عدة في فقد المصلين والجموع وغيابهم عن الحرم.