حظي شهر رمضان باهتمام كبير من قبل الشعراء الذين راحوا يتبارون في مدحه وتجسيد مشاعر الفرحة في قلوب الناس. فقد تفنن الشعراء في الترحيب به، بل وعدوه امارة خير وبشارة يمن وبركة.
(رمضان في نبض الشعراء)، زاوية يومية تخصصها الوكالة لنشر ابداعات الشعراء ونبض حناجرهم في الترحيب بالشهر الفضيل.
ضيف هذا اليوم كان الشاعر السوري الدكتور أكرم جميل قنبس في “الصَّوْمُ كَوْثَرُ عُمْرِنا” .
رَمضانُ، حَيَّا اللهُ فالَكْ..
يا مَنْ وَهَبْتَ لَنا نِفالَكْ
ظَمأَى إِلَيْكَ قلوبُنا..
والرّوحُ قد قَصَدَتْ غِلالَكْ
وَسَفائِنُ الرَّحَماتِ كَمْ..
أَلْقَتْ لِمَغْفِرَةٍ حِبالَكْ
أَنْتَ الّذي في عُمْرِنا..
بالخَيرِ حَيَّيْنا اختيالَكْ
فَتَكَحَّلَتْ أَجيالُنا..
بِرّاً، وَما رَغِبَتْ فِصالَكْ
الكَوْنُ فيكَ تَلَأْلَأَتْ..
أَوقاتُهُ تَرجو ظِلالَكْ
والصَّوْمُ كَوْثَرُ عُمْرِنا..
عَذْبَاً يُساقينا زُلالَكْ
واللهُ بارَكَ لَيْلَةً..
بالقَدْرِ أَلْفاً قَدْ قَضى لَكْ
تَتَنَزَّلُ الرّوحُ بِها..
وَمَلائِكٌ عَرَفَتْ كَمالَكْ
ذُقْنا بِمَقدِمِكَ الشَّذا..
وَنتوقُ إِنْ ذُقْنا ارتحالَكْ
ما أَنْتَ إلّا رَحمَةٌ..
واللهُ قَدْ أَوحىانهمالَكْ
فَتَجَدَّدَتْ طاعاتُنا..
في اللهِ، كَمْ مَلَأَتْ سِلالَكْ
أَنْتَ الصَّديقُ المُجْتَبى..
والنَّفسُ قَدْ صانَتْ خِلالَكْ
والنّاسُ فيكَ تَوَحَّدَتْ..
شَرَفاً إذا بَلَغَتْ قِلالَكْ
أَرحامُنا بِكَ تَكتسي..
بِرَّاً فقد ذاقَتْ نَوالَكْ
بِكَ تَستنيرُ قلوبُنا..
وَعُقولُنا تَرجو مَآلَكْ
بالصَّوْمِ تَشفى أَمَّتي..
وَتَضِلُّ إِنْ خانَتْ هِلالَكْ
سَيَظلُّ قَلبي مُفعَماً..
بِشَذاكَ، فامْنَحنا وِصالَكْ
لا تَحجُبِ الخيراتِ عَنْ..
قَلْبٍ أَضَأْتَ بِهِ جَلالَكْ