غربة
في كلِّ صباحٍ ترقبُهُ
ما ملَّتْ يوماً أن تبحثَ …
عن ذاك الوجْد
وسرابُ الرؤيةِ ممدودٌ …
من غيرِ شعاعِ يرصدُه
ودخانُ السحبِ الشاردُ …
يحتضنُ الغيمَ
ويملأُ وجهَ الكونِ الشاسِعِ …
بجرادٍ يأكلُ زهرَ النورِ …
فهل من جدوَى؟ …
وربيعُ حديقتِنا أقسمَ
ألاّ يأتي هذا العام
الشجرُ اليائسُ قد أسرتْهُ الريحُ …
وما عادَ يسامرُ أفئدةَ الطيرِ …
ليعزفَ أنغاماً للفجرِ القادم
والغصنُ البائسُ فى وجلٍ …
يشتاقُ لهمسِ الأوراق …
وللماء النابعِ من أعماقِ اليابسةِ …
لينجوَ من صهدِ الغربة
لا تملكُ غيرَ دموعٍ ساخنةٍ !!
غيرَ صلاةٍ في محرابِ الليلِ …
وبعضَ رجاءٍ يفتحُ بابَ الصبرِ
ويقتلُ ضيق الصدرِ الموحش
والشجنَ الساكنَ بين ركامِ القلبِ
وبركانِ الوجعِ اللامحدود
فارسُها المأمولُ انكسر …
وما عادَ بقدرتهِ …
أن يمتطيَ متونَ النجمات
وجوادُ أمانيها مخمورٌ
في صحراءٍ لا تعترفُ …
بعطرِ الظلِّ
محمد ربيع محمد . مصر