الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / رحيل الناقد والمُفكر المصري الكبير صلاح فضل بعد مسيرة حافلة بالعطاء

رحيل الناقد والمُفكر المصري الكبير صلاح فضل بعد مسيرة حافلة بالعطاء

توفى المُفكر والناقد الأدبي الكبير الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة اليوم السبت، عن عمر يناهز 84 عاماً وذلك بعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء والإنجاز على مدار العقود الماضية.
وكان للمفكر الدكتور صلاح فضل دور ثقافي مهم وحضور إنساني عظيماً لصلاح فضل لمن عرفه واقترب منه، فدور صلاح فضل الثقافى والمجتمعى لا يظهر فقط فى المهام الكبيرة التى تولاها خدمةً للثقافة المصرية والعربية، ولكن لوطنه عموماً، منذ عمله مستشاراً ثقافيّاً لمصر فى مدريد ورئاسته لدار الكتب المصرية ومساهماته الفعالة فى صياغة الدستور المصرى الأحدث، ومشاركته القوية فى حوارات المثقفين مع الأزهر من أجل التوصُّل لوثائق تكفل حرية الإبداع.
واشتهر صلاح فضل بين الجماهير العربية بعد أن أصبح عضو لجنة تحكيم برنامج “أمير الشعراء” الذي يبث من العاصمة الإماراتية أبوظبي.
ووُلد الدكتور صلاح فضل بقرية شباس الشهداء بوسط الدلتا في عام 1938، حيث اجتاز المراحل التعليمية الأولى الابتدائية والثانوية بالمعاهد الأزهرية، وحصل على ليسانس كلية دار العلوم – جامعة القاهرة عام 1962. عمل معيدًا بالكلية ذاتها منذ تخرجه حتى عام 1965.
وتم إيفاده في بعثة للدراسات العليا بإسبانيا وحصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة مدريد المركزية عام 1972، حيث عمل في أثناء بعثته مدرساً للأدب العربي والترجمة بكلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد منذ عام 1968 وحتى عام 1972، وتعاقد خلال الفترة نفسها مع المجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا للإسهام في إحياء تراث ابن رشد الفلسفي ونشره.
رحلة مُثمرة
وبعد عودته عمل أستاذًا للأدب والنقد بكُلِّيتي اللغة العربية والبنات بجامعة الأزهر. وعمل أستاذًا زائرًا بكلية المكسيك للدراسات العليا منذ عام 1974 حتى عام 1977. أنشأ خلال وجوده بالمكسيك قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة المكسيك المستقلة عام 1975.
ثم انتقل للعمل أستاذًا للنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس منذ عام 1979 حتى وفاته.
كما انتُدب الدكتور صلاح مستشاراً ثقافيّاً لمصر ومديراً للمعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد بإسبانيا منذ عام 1980 حتى عام 1985، ورأس في هذه الأثناء تحرير مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد. اختير أستاذاً شرفياً للدراسات العليا بجامعة مدريد المستقلة.
وانتُدب بعد عودته إلى مصر عميداً للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بمصر منذ عام 1985 حتى عام 1988، وعمل أستاذاً زائراً بجامعات صنعاء باليمن والبحرين حتى عام 1994. كما عمل أستاذاً للنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس ورئيسًا لقسم اللغة العربية وهو الآن أستاذ متفرغ فيها.
كما انتُدب لتولي رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في يناير 2002 حتى مارس 2003، حينما أحيل للتقاعد بعد بلوغه السن القانونية.

نشاط ثقافي ثري

وإلى جانبه اهتمامه بالنقد الأدبي كان للدكتور صلاح فضل نشاط أكاديمي وثقافي واسع في مصر وخارجها، حيث شارك في اللجنة التنفيذية العليا لمؤتمر المستشرقين الذي عقد في المكسيك 1975، وشارك في تأسيس مجلة “فصول” للنقد الأدبي، وعمل نائبًا لرئيس تحريرها على فترات متفاوتة منذ 1980 حتى 1990.
وشارك في تأسيس الجمعية المصرية للنقد الأدبي وعمل رئيسًا لها منذ 1989، وكان عضواً في المجلس الأعلى للثقافة والإعلام بالمجالس القومية المتخصصة، وعضو شعبتي الثقافة والأدب، وشغل منصب رئيس اللجنة العلمية لموسوعة أعلام علماء وأدباء العرب والمسلمين بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
واختير بعد ثورة يناير عضوًا في المجلس الاستشاري للمجلس العسكري، وظل به حتى نهاية عمله، واشترك مع فضيلة الإمام الأكبر وجماعة المثقفين في تحرير وثائق الأزهر عن طبيعة الدولة المدنية ومنظومة الحريات وحقوق المرأة، وكان عضوًا في اللجنة الفنية للجنة كتابة الدستور عام 2012، وانسحب من اللجنة بعد عدم موافقة لجنة الإخوان على التعديلات التي اقترحوها، واختير مستشاراً للصياغة في لجنة الخمسين للدستور عام 2014.
كما عمل عضواً للهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب بالإمارات العربية المتحدة منذ عام 2007 حتى عام 2012. ثم عضوًا للهيئة الاستشارية لجائزة البحرين والثقافة والحرية منذ عام 2012 حتى الآن، وعمل عضوًا بلجنة التحكيم لجائزة أمير الشعراء في هيئة الثقافة بأبو ظبي منذ عام 2008م حتى الآن.
وللدكتور صلاح فضل مؤلفات عديدة أثرت المكتبة العربية في الأدب والنقد الأدبي والأدب المقارن وزودت الباحثين برؤى جديدة في الشعر والمسرح وتقديرًا لدوره المتميز في الدرس الأدبي والنقدي، حصل على جائزة البابطين للإبداع في نقد الشعر عام 1997، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2000، وجائزة النيل في الآداب عام 2018.َ

شاهد أيضاً

جزيرة السعديات تحتضن مؤتمر النشر العربي والصناعات الإبداعية.. الأحد

  ينظم مركز أبوظبي للغة العربية الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *