الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / قصائد تحلق في فضاء الدهشة ببيت الشعر بالشارقة

قصائد تحلق في فضاء الدهشة ببيت الشعر بالشارقة

 

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية، شارك فيها سيدي محمد محمد المهدي من موريتانيا، ونجاة الظاهري من الإمارات، ومحمد بوثران من الجزائر، بحضور محمد البريكي مدير البيت، وقدمها الإعلامي عصام عبدالسلام، الذي تحدث عن أثر أنشطة البيت في تنظيم أمسيات شعرية مميزة.
قدم الشعراء في الأمسية قصائد حلقت في فضاء الدهشة، وتناولت جوانب عاطفية وإنسانية متكئة على لغة ثرية، ومستوى مميز ساهم في جذب المتلقي بتدفقات الخيال، ومستوى الإلقاء، واختيار نصوص تعبر عن الجمال بكل أشكال التعبير، وقد تفاعل معها الجمهور الذي اكتظت به قاعة منتدى الثلاثاء.
في بداية الأمسية قرأ الشاعر سيدي محمد محمد المهدي قصيدة بعنوان «درويش في حضرة الشك» التي تداخلت فيها اللغة والموسيقى، وتصبغ القصيدة رؤيتها بتراكيب ترتكز على مناجاة الذات بشكل مطبوع، وبأنغام شجية تدعو للتأمل، فهو يقول:
يصوغُ نجواهُ في محراب عزلتهِ
فيغمرَ الدمعُ مثل الحقلِ لحيتَهُ
أكانَ كالفَجْرِ فِي رَيْعانِ كِذْبَتِهِ؟
فَمَنْ يُصَدِّقُ بَعْدَ اليَوْمِ فِرْيَتَهُ ؟
كَباخِعٍ نَفْسَهُ..-يَعْدو – عَلى أَثَرِي
لِيَفْضَحَ الآنَ.. ما قَدْ كَانَ بَيَّتَهُ
ثم ألقى نصاً أخر بعنوان «طائرةٌ ورقية من المتنبي إلى لوركا» التي يواصل فيها الشاعر أسلوبه المجازي، فيقول:
أغفو على فرُشٍ تمتدُّ في لُغتي
كغفوة الظَّبْيِ بينَ الماءِ والشجَرِ
(ويسهرُ الخلق) في شُبَّاك حيرتهِ
حتى ينامَ بلا نجْوى من السهَرِ
الشاعرة نجاة الظاهري قرأت من قصيدة «موعدٌ باهت» التي ترصد من خلالها مشاهد معبرة يتفاعل فيها الدلالي والتصويري، إذ اتسمت الألفاظ بالتناغم، ووظفت الشاعرة تجربتها بأسلوب متخيل يعكس دقة تراكيبها، تقول من قصيدة «ذي الدار أجمل»:
وعندي من الأشواق ما بتّ تجهلُ
وعندي من الآمالِ ما صرتَ تقتلُ
وعندي من العشق الذي صرتَ جاهلاً
بنيرانهِ، ما عشتُ أذكي وأغزلُ
لِطَيفكَ في ليلي وصبحي زيارةٌ
تدثّرني ضمّاتُهُ وتزمّلُ
وأنتَ إذا ما حلّ طيفي صددتَهُ
فعاد كئيباً إذ رأى البابَ يُقفلُ
وللدمعِ جمرٌ، والسؤال رمادُهُ
وإرهاقُ هذا السعي: قبرٌ ومنجلُ
وفي قصيدة أخرى عن الأصدقاء، عبرت عن العلاقة الإنسانية التي تتراوح بين وصل وانقطاع، وما تحمله هذه العلاقة الإنسانية من دلالات، فتقول:
أيطرقون إذا مرّوا على بابي
‏لا يتركون وروداً عند أعتابي
‏لا يزرعون على أوتار نافذتي
‏لحناً يشابه صبحاً دون غُيّابِ
‏لا يسمعون إذا ناديتُ: يا طرقاً
‏أحببتُ سيري عليها.. يا أصيحابي
‏ويا افتقاداً بصدري، كلّما نضجت
‏لليلِ أسئلةٌ.. يبكي كمحرابي
‏لا ينظرون لتلويحي ورايته
‏ولا يبالون إذ تشتدّ أوصابي
وألقى الشاعر محمد بوثران، قصيدة «انتظارُ الأبد» التي تعد أفقاً مفتوحاً ونداء يعلق بالذاكرة، حيث شكل بأسلوبه القصصي الجميل تفاصيل انتظار المحبوبة بصورة بصرية مركزة، وبملامح مغرقة في الرومانسية، يقول:
القطاراتُ همّهُنّ الوصولُ
والجميلاتُ دهشةٌ، أو ذهولُ
جالسا في المحطّة الآن وحدي
غارقا في دمي كأنّي قتيلُ
قيل لي؛ إنُّه يجيءُ سريعا
وهْيَ أيضا تجيءُ، لكنْ تطولُ.
ويقدم في قصيدة «صَدمةُ العاشقِ» رؤية مبنية على نتائج ملموسة من الواقع، حيث يصغي لإيقاعاته الشجية حين تتشكل لديه صدمة عاطفية تضعه في حالة من الاغتراب النفسي، فيقول:
كانتْ أرَقَّ من النسيمِ فلو
هزّت بجدعِ الغيمِ لابتلّا
عينانِ تتّسعانِ إن ضحكتْ
والحاجبانِ كأنّ العيدَ قد هلّا
ويدان تبتكرانِ سِحرهما
كالسيف من غمدٍ لهُ استُلَّا
لكنّني عندَ اللقاءِ بها
أبصرْتُ تاريخا من القتلى.
وفي ختام الأمسية كرم محمد البريكي شعراء الأمسية، والمشاركين في ورشة فن الشعر والعروض التي أقامها بيت الشعر من 5 إلى 20 يونيو الماضي.

شاهد أيضاً

انعقاد الاجتماع الأول لمجلس أمناء جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية بالقاهرة

قيمة الجائزة للمؤسسات 60 ألف دولار، و 40 ألف دولار للأفراد عقدت بالقاهرة الجلسة الإجرائية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *