الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / وايتمان وروثي الأمريكيان في مهمة للبحث عن قصة في “مهرجان الظفرة”

وايتمان وروثي الأمريكيان في مهمة للبحث عن قصة في “مهرجان الظفرة”

 

على المدرج جلس وايتمان وروثي كناب ينتظران إعلان نتائج المجاهيم والمحليات في مهرجان الظفرة، حالهما في ذلك حال الجمهور القادم من داخل الإمارات وخارجها. أثناء الانتظار كانا يسألان الجالسين حولهما من أبناء منطقة الظفرة عن كل ما يجول في بالهما من أسئلة، ويستفسران عن كل ما يجهلان، خاصة وأن روثي تريد تحقيق حلمها، وهو الانتهاء من تأليف كتابها الذي لم تختر له اسماً بعد، ومن ثم ترجمته إلى اللغة العربية وطباعته.

كل شيء كان مدهشاً بالنسبة للزوجين السبعينين، ومحفزاً لهما على اقتناص أي لحظة – وإن كانت عابرة – من أجل إتمام مشروع الكتاب، أو لنقل حلم روثي التي أبدت انبهاراً بالغاً من كل ما حولها، ومن تنظيم المهرجان، ونظافة المكان، والأهم من ذلك عاشت روثي وقتاً أسراً، إذ شاهدت مجموعات من الإبل عن كثب، وقد تم تجميعها في ساحة كبيرة، تفصل بين كل مجموعة وأخرى حواجز معدنية.

بقي الزوجان ساعات طويلة جالسين في المدرج ينتظران انتهاء لجنة التحكيم من وضع الدرجات لفئتي المجاهيم والأصايل. ومن ثم إعلان النتائج.

خلالها فترة انتظارهما كانا حريصين على جمع أكبر كم من المعلومات عن الإبل، وعن حياة أهل المنطقة، وعن أمور سواها، إلى أن تم إعلان نتائج المزاينة، فعاشا فرحة كبيرة، وسعادة لا أحد يدرك كنها سواهما، وهما اللذان قطعا مسافة طويلة من أجل حضور مشهد ربما لن يتمكنا من حضوره لاحقاً، وربما لن يمنحهما القدر الفرصة كي يعودا إلى الظفرة، حيث الصحراء وكثبان الرمل التي لا أحد يعرفها سوى أهل المكان الذين حفظوها عن ظهر قلب.

قبل 44 عاماً شاءت ظروف وايتمان كناب أن يزور مدينة العين، ويبقى فيها شهوراً عدة. يومها كانت المدينة بسيطة جداً بما يحيط بها من أماكن في إمارة أبوظبي، وإن كانت في أولى مراحل تطورها، وبعد 40 عاماً عاد إلى الإمارات، ليجدها عام 2005 مذهلة بكل ما فيها، من أبراج عالية، وأسواق حديثة، وطرز عمرانية لافتة، فبدا المكان بالنسبة له مختلفاً عما كان عليه قبل عقود، وفي المرتين الأولى والثانية لم تكن زوجه معه.

اثنا عشر عاماً مرت على آخر زيارة للرجل الأبيض لإمارة أبوظبي، إلى أن صادفناه في مهرجان الظفرة، وإلى جانبه رفيقة دربه السيدة روثي، والتي كانت سبباً في عودته إلى الإمارات. إذ عكفت على كتابة قصة بطلها طفل يملك جملاً، ولأنها تريد أن تعرف أكثر عن الإبل، وسلوكها، وسباقاتها، ومكامن جمالها، وأشياء أخرى غير ذلك؛ رغبت بحضور المهرجان الذي بات معروفاً في نطاق جغرافي واسع، ليس في المنطقة العربية فقط، إنما في العالم أجمع، خاصة وأن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية التي تعمل على الحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي؛ تسعى جاهدة إلى إيصال الرسالة الحضارية والإنسانية للإمارات إلى مختلف ثقافات وشعوب العالم.

قبل إطلاق المهرجان بعدة أيام وصلت روثي الكاتبة والدليل السياحي رفقة زوجها، فعبرا الأجواء من القارة الأمريكية الشمالية إلى القارة الآسيوية حيث يقام مهرجان الظفرة بموسمه الحادي عشر، وكل همّها أن تستكمل مشروعها الثقافي، مؤثِرة تحمّل الصعاب، والسفر أكثر من يوم كامل من أجله، فحُلمها يتطلّب منها أن تكون هنا، في صحرائنا، حيث الشمس والرمال والإبل وبيوت الشعر المتناثرة في المدى الذي تحسب أن لا متناهٍ.

شاهد أيضاً

إصدارات قيمة لمكتبة محمد بن راشد في «أبوظبي للكتاب»

  في رحلة ثقافية جديدة وللمرة الثالثة على التوالي، تشارك مكتبة محمد بن راشد، في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *