الإثنين, 29 أبريل, 2024
الرئيسية / حوارات وتصريحات / صدور “مساءلة العقل العربي،المسارات الغائبة” للدكتور محمود الضبع

صدور “مساءلة العقل العربي،المسارات الغائبة” للدكتور محمود الضبع

بقليل من التأمل تحيل إلى قراءة من زوايا عدة للوضع العربي، والثقافة العربية، والعقلية العربية، والوعي العربي

عن مؤسسة بتانة  صدر للناقد الدكتور د.محمود الضبع  كتاب “مساءلة العقل العربي ، المسارات الغائبة” الذي كتب قدم للكتاب بقوله:

عربي أنا … بالولادة والمنشأ، وباللغة والتاريخ، وبالانتماء والولاء، وبطريقة تداول الحياة ذاتها .. عربي بلغ من العمر ما يسمح له بأن يتوقف قليلا ليراقب ما مضى أو سيأتي، وليعيد النظر في عقله الذي يحاكم من حوله من بشر وشعوب وعوالم، ويحكم على ما حوله من ظواهر وحركات وأحداث، وليواجه هوية عقله بالسؤال الذي يبدو أنه تأخر كثيرًا :

هل يستحق عقله (الممثل للهوية العربية) التقديرَ، باعتماد معيار الإسهام في ماضي وحاضر ومستقبل الكون؟

هل يحمل بالفعل شيئًا له معنى أو قيمة، كأن يكون مكلّفًا برسالة ـ مثلاـ عليه تبليغها للكون، بمعنى الإنتاج لصالح الحياة؟

أم تتلخص حكمة وجوده في الحفاظ على حياته التي وهبها له الله، وهي خلاصة إعماره للكون؛ ومن ثم مجرّد الحفاظ على أننا نحيا ونتحرك في هذا الكون يكون كافيا لتحقيق معنى الحياة؟

عربي أنا إذًا لأنني نشأت بين قوم يتحركون على الأرض بمعنى يخصهم هم وحدهم، في عقائدهم ولغتهم وطريقة تفكيرهم في الحياة من حولهم، وفي تصوراتهم بأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأنهم أصحاب النموذج الإنساني الأصلح للحياة.

من هنا كانت طريقة التفكير تلك هي سؤالي عن نفسي وعقلي وقدراتي التي يحتملها هذا الجسد، وتلك الروح التي هي أنا.

وكان التجرد سهلا، فالسؤال البدهي لتقييم هذا العقل هو السؤال حول مميزاته وعيوبه الفكرية. ولأنني عربي؛ بدأت برصد عيوبي أولا، وبعد أن انتهيت أجريت اختبارًا لها على آخرين من البشر ـ دون أن يعرفوا بالطبع أنني أختبرهم ـ ، لقد كنت شريرًا بالطبع لأنني كنت أبحث عن ذاتي في الآخرين، وهم لا ذنب لهم سوى أنهم ـ لقدرهم ـ وُجدوا في محيطي، أو وُجِدتُ أنا في محيطهم .

وكانت المحصلة النهائية أن كثيرًا من عيوب عقلي هي ذاتها قاسم مشترك بين كل أهل العربية، فجاء هذا الرصد في صيغه التي يتم طرحها هنا.

ويأتي هذا الكتاب ليسائل عقلي أولًا، ثم يسائل ثانيًا العقل العربي في نظرته لنفسه وفي نظرته للحياة من حوله، وفي مفهومه عن الوعي بالذات والوعي بالآخر، وفي إمكاناته التي لا يستطيع استثمارها، وفي موقعه من المستقبل وما ينتظره إذا لم يصنع مستقبله بيديه، وفي صراعاته التي عاشها عبر التاريخ، والتي انحصرت في ثنائيات ضدية بين توجهين فقط؛ من قبيل: القديم والحديث، الشرق والغرب، العلم والدين ….إلخ. وكانت إمكانية الالتقاء بين أي من هاتين الثنائيتين متاحة اشتغل عليها أصحاب التوفيق، أما اليوم فلا، فقد غدا التداخل والتشابك والتماهي هو السمة المهيمنة، وحدث التحول من الوعي الجماعي إلى المؤسسة الفردية واليقين الفردي، وبدون إدراك ذلك فلن نستطيع إنقاذ أي شيء في ثقافتنا العربية التي غدت على المحك.

من هنا يأتي هذا الكتاب في صيغة دراسة تحليلية ثقافية تأملية في الوضع الثقافي الراهن للأمة العربية، وبخاصة مصر، التي نعيشها يوميًّا، ونتأملها عن قرب، ومن جهة أخرى لأن إعادة بناء ثقافة هذا الوطن ليست عملية أحادية يكفي لتحقيقها بناء جانب واحد فقط، وإنما لابد أن يشملها مشروع أكبر تتدخل فيه كل القطاعات، وتتكامل فيه كل التخصصات، وهو يستحق ذلك بالفعل؛ فقط لأنه ليس في الإمكان انتظار المزيد، فسقوط الهويات عالميًّا تتزايد معدلاته يوما بعد يوم لصالح هويات تتضخم يومًا بعد يوم أيضًا، مثل هوية الشرق الآسيوي، وغيرها مما استطاع في سنوات قليلة أن يهدد الهويات التي كان الاعتقاد بأنها مستقرة من جهة مثل الغرب الأوروبي والأمريكي، ومن جهة ثانية يغزو شعوبا أخرى فكريًّا وماديًّا دون أن تستشعر هذه الشعوب الخطر على هوياتها الأصلية، مثل الشعوب العربية والإفريقية.

إنها موضوعات قد تبدو للوهلة الأولى منقطعة العلاقة، ولكنها بقليل من التأمل تحيل إلى قراءة من زوايا عدة للوضع العربي، والثقافة العربية، والعقلية العربية، والوعي العربي، من منظور التأمل والتحليل واختبار الظواهر والممارسات على مستويات عدة؛ جغرافية وتاريخية ونفسية واجتماعية واقتصادية وحضارية، وكثير مما يدخل في هذا السياق مما يكشف عن راهن العقل العربي، والثقافة العربية، والهوية العربية.

ولعلّنا بذلك نسهم في لفت الانتباه بما هو مرئي ومُشَاهدٌ يوميًّا، ويستطيع الجميع بالفعل الإسهام في وضع الحلول له.

وأخيرًا:

فإن الذين يدركون مثلي أنهم يجهلون في الحياة أكثر مما يعرفون يتحسسون خطاهم على مهل، وينتظرون قليلا قبل إصدار الحكم.

أما محتويات الكتاب :

مقدمة

1- الفصل الأول : الثقافة العربية والتنوع، لماذا لانتعلم الدرس؟

2- الفصل الثاني : عيوب العقلية العربية:

  • مفارقة العام والخاص (السر والعلن)
  • الصراع بين المادي والمعنوي (الفيزيقي والميتافيزيقي)
  • الصراع بين العاطفية والعقلانية
  • هيمنة الشفاهية والسماع على الكتابية والتوثيق
  • الصراع بين العقل العلمي والعقل الخرافي
  • الصراع بين العلمي والديني (التدين الشكلي)
  • التحرر والالتزام في القيم والأخلاق
  • تعظيم الذات والزعامة الفردية
  • المجاملة والنفاق الاجتماعي
  • الوعي بالمستقبل (الحياة المؤجلة)
  • الوعي القانوني والنظام
  • عيوب أخرى

3- الفصل الثالث : تحديد المفاهيم أولًا

4- الفصل الرابع : ثقافة التعليم والتعلم

5- الفصل الخامس : التعلم خارج الكتب

6- الفصل السادس : التعليم الديني والتعليم الرسمي

7- الفصل السابع : الأفق العربي والهجومية

8- الفصل الثامن : العقل العربي وصناعة الإرهاب

9- الفصل التاسع : المعيار والقيمة في حياتنا اليومية

10- الفصل العاشر : اللغة والوجاهة الاجتماعية

11- الفصل الحادي عشر : ماذا سيكتب المؤرخ العربي؟

12- الفصل الثاني عشر : حتمية التاريخ وطلاقة الماضي

13- الفصل الثالث عشر : نحن أسرى الماضي

14- الفصل الرابع عشر : العقل العربي والمرونة

15- الفصل الخامس عشر : أن نفقد القدرة على الجمال

16- الفصل السادس عشر : المحتوى العربي على الإنترنت

17- الفصل السابع عشر : الثقافة والتعليم، أزمة فكر عربي

المصادر والمراجع

شاهد أيضاً

جائزة محمد بن راشد للغة العربية تشارك في “أبوظبي للكتاب”

تشارك جائزة محمد بن راشد للغة العربية، التي تندرج ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد …

تعليق واحد

  1. هل بلامكان اقناء الكتاب اليكترونياً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *