السبت, 27 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / استراتيجية أبوظبي الثقافية.. تعزيز الوعي التراثي وتحفيز الإبداع

استراتيجية أبوظبي الثقافية.. تعزيز الوعي التراثي وتحفيز الإبداع

عرضت دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، الخميس، الاستراتيجية الثقافية الخمسية لإمارة أبوظبي خلال الأعوام من 2019-2024 على مجموعة من المسؤولين والإعلاميين والمتخصصين الذين زاروا معرض أجندة أبوظبي الثقافية في منارة السعديات.

تعمل الاستراتيجية الثقافية، التي تمتد لـ5 سنوات، على دعم الركائز الأساسية والبنية التحتية للقطاع الثقافي في أبوظبي، وحددت الاستراتيجية 5 أهداف رئيسية تتمثل في حماية تراث أبوظبي الثقافي واستدامته، وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي والفنون، وزيادة مشاركة المجتمع المحلي والزوار في أنشطتها.

إلى جانب تحفيز الإبداع باعتباره محركاً للتعليم والتغيير الاجتماعي، وبناء وتمكين الكوادر البشرية الوطنية في قطاع الثقافة في أبوظبي، وأخيراً المساهمة في النمو والتنويع الاقتصادي.

وقال محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي “نفخر بالتقدم الذي أحرزناه لتطوير وإثراء المشهد الثقافي في الإمارة، من خلال معرض أجندة أبوظبي الثقافية نعرض المشاريع الكبرى التي أنجزناها والإحصائيات المرتبطة بها، لتظهر المنجزات التي حققناها في فترة زمنية قصيرة نسبياً”.

وأضاف “لا يزال أمامنا العديد من المشاريع التي نضع عليها حالياً اللمسات الأخيرة، وأهمها “متحف زايد الوطني”، المتحف الوطني لدولة الإمارات، والذي سيكون أبرز صروح المنطقة الثقافية في السعديات، القلب الثقافي النابض في العاصمة”.

وتابع المبارك “سيعمل المتحف الجديد بصورة متناغمة ومتكاملة مع (متحف اللوفر أبوظبي) لإلقاء الضوء على تراثنا الغني وتاريخنا العريق والصلات التي تربطنا بالعالم على مر العصور، بما يعزز من مكانة بلادنا المتقدمة على صعيد التبادل الثقافي العالمي”.

من جهته، قال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، إن استراتيجية أبوظبي الثقافية تتوافق مع خطة التنويع الاقتصادي في الإمارة، وبالتزامن مع النمو المستمر للمشهد الثقافي في أبوظبي، بما يعزز مكانتها كمركز للفنون والثقافات.

وحققت الدائرة في السنوات الماضية العديد من المنجزات والمشاريع الطموحة، والتي أسهمت في إثراء المشهد الثقافي العام، ومهدت هذه المنجزات إلى صياغة أهداف الاستراتيجية الثقافية الخمسية الجديدة، حيث تمضي دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي قدماً بخطوات سريعة نحو إنجازها بالكامل في المستقبل القريب.

وبذلت دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي جهوداً حثيثة للحفاظ على التراث الثقافي في إمارة أبوظبي واستدامته، عن طريق مبادراتها في صون التراث المعنوي والبيئة التاريخية في الإمارة، والتي أكدت ريادة أبوظبي العالمية في هذا المجال بالتوازي مع تطوير المزيد من المشاريع الثقافية الحديثة المعتمدة على التقنيات الرقمية.

ويأتي على رأس أهم الإنجازات في حماية التراث المعنوي نجاح الدائرة، بالشراكة مع المؤسسات المعنية بالتراث والجمعيات والمتخصصين، في تسجيل 8 عناصر من التراث الوطني على القائمة التمثيلية لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهي الصقارة والسدو والعيالة والتغرودة والقهوة والمجلس والعازي والرزفة.

وتواصل الدائرة الحفاظ على التزاماتها بهذا الشأن بالشراكة مع المجتمع لتعزيز الوعي بهذه العناصر وإبقائها حية، وفي الوقت نفسه العمل على تسجيل عناصر أخرى في المنظمة الدولية.

وتتمثل أحد منجزات دائرة الثقافة والسياحة للحفاظ على البيئة التاريخية للإمارة نجاحها في إدراج العديد من مواقع العين التاريخية على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، مثل جبل حفيت وهيلي وبدع بنت سعود والعديد من الواحات، حيث تم تطوير واحة العين لاستقبال الجمهور والتعرف على مميزاتها.

ووضعت مبادرات دائرة الثقافة والسياحة العاصمة أبوظبي محط أنظار العالم، ومن بينها “فن أبوظبي”، الذي يجتذب أكثر من 75 ألف مشارك لحضور فعاليات برنامجه المفتوح المستمر على مدار العام.

ويستقطب معرض “فن أبوظبي” أكثر من 12 ألف زائر سنوياً، وتتجاوز قيمة الأعمال الفنية المباعة خلاله 18 مليون درهم.

وتنظم الدائرة سنوياً “قمة أبوظبي الثقافية” التي استقطبت دورتها الثالثة 488 من رواد الحركة الثقافية من جميع أنحاء العالم، بالشراكة مع مؤسسات عالمية مرموقة في عالم الثقافة، حيث نجحت في مناقشة القضايا الملحة عالميا والتحديات أمام تطوير العمل الثقافي، واقتراح حلول عملية لها.

وتنص الاستراتيجية الثقافية أيضاً على تعزيز الوعي بالتراث الثقافي والفنون، وزيادة مشاركة المجتمع المحلي والزوار في أنشطتها، وتحفيز الإبداع كمحرك للتعليم والتغيير الاجتماعي.

وتعمل دائرة الثقافة والسياحة على توظيف الفنون والثقافة والتراث لبناء قنوات من التواصل مع الأجيال الشابة، وجميع شرائح المجتمع وإشراكها في هذا الزخم الثقافي، إلى جانب وضع سياسات لدعم وتطوير القطاع الثقافي.

وفي خطتها الخمسية، ستقدم الدائرة المزيد من المبادرات المتخصصة مثل المؤتمرات والمهرجانات والمعارض التفاعلية، والتي تسهم في استكشاف القضايا والموضوعات المتعلقة بالمشهد الثقافي، سواء للاحتفاء بمكوناتها أو لتقديم حلول عملية لها.

وتبنت دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي سياسات واستراتيجيات جديدة لبناء موارد وأصول القطاع الثقافي وتنميته، تماشياً مع قانون التراث الثقافي في أبوظبي.

وأثمرت هذه السياسات عن الكثير من النتائج الإيجابية في مجال الأبحاث والشراكات الاستراتيجية، والكتب والإصدارات، وتطوير مجموعات مقتنيات اللوفر أبوظبي ومتحف زايد الوطني وجوجنهايم أبوظبي، واعتماد المبادئ التوجيهية لتطوير مواقع التراث العالمي لليونسكو وسياسة تسجيل وحفظ التراث الحديث.

ويضمن الاستمرار في التنفيذ الناجح لاستراتيجية القطاع الثقافي ترسيخ موقع أبوظبي عاصمة عالمية للثقافة، بالتوازي مع جعل الثقافة محركاً رئيسياً للتطور الاجتماعي والاقتصادي.

وتعمل الدائرة على رصد وتسجيل وتحليل مساهمات الصناعات الإبداعية في إجمالي الناتج المحلي والتوظيف، إضافة إلى تحديد تأثيرها الاجتماعي.

كما أتاحت العديد من مشاريع أبوظبي لعب دور أكبر في تشكيل المشهد الثقافي على الصعيد الدولي، مثل الاتفاقية التاريخية مع الحكومة الفرنسية التي أسفرت عن إنشاء “متحف اللوفر أبوظبي”، واستضافة مؤتمر “الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر”، والذي أدى إلى تشكيل التحالف الدولي لحماية التراث “ألف”.

إلى جانب “القمة الثقافية” التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي سنوياً بالشراكة مع 5 شركاء ثقافيين، يمثلون القطاعات المؤثرة في مجالات الفنون والإعلام والتراث والمتاحف والتكنولوجيا.

وتجمع النسخة الـ4 من “القمة الثقافية” العام المقبل قادة الثقافة والعقول المبدعة من أرجاء المعمورة، لمناقشة السبل التي يمكن للثقافة أن تلعب من خلالها دوراً محورياً، لزيادة الوعي بالقضايا العالمية وبناء جسور ثقافية تشجع على التغير الإيجابي.

وتتواصل أعمال تطوير متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات، حيث يروي سيرة ومسيرة الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مسلطاً الضوء على تاريخ الإمارات والمنطقة وعلاقاتها الثقافية مع البلدان في جميع أنحاء العالم.

وخلال الفترة من عام 2009 إلى 2017، تعاونت دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، مع المتحف الوطني البريطاني على تطوير متحف زايد الوطني.

وركز هذا التعاون على تطوير جوانب مختلفة من المتحف بما في ذلك الرؤية السردية، واستراتيجية جمع المقتنيات والمجموعات، والموارد التدريبية.

شاهد أيضاً

البيت العربي في إسبانيا.. تفوز بلقب شخصية العام الثقافية لـ”زايد للكتاب”

  كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 18، التي ينظِّمها مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *