الجمعة, 26 أبريل, 2024
الرئيسية / قسم الاخبار / الاخبار الرئيسية / المعرض الوطني للكتاب بتونس يتحدى الجائحة

المعرض الوطني للكتاب بتونس يتحدى الجائحة

افتتحت أخيرا في تونس العاصمة الدورة الثالثة لـ المعرض الوطني للكتاب التونسي المهداة إلى روح المؤرخ والمفكر هشام جعيط، الذي وافته المنية قبل أيام من انطلاق المعرض الذي كان من المقرر أن يكرمه.

ولأنّ في الكتب متعة وإثارة وحياة فقد اصطفت أجنحة الكتب ضمن أروقة مدينة الثقافة في غواية لذيذة للمارين والزائرين من أجل اكتشاف عناوينها وكتّابها ومحتواها.

وتحت شعار “خُذ الكتاب” يقترح المعرض الوطني للكتاب التونسي على عشاق المطالعة وأحبّاء الكتاب إصدارات متنوّعة لدور نشر عديدة من 17 إلى 27 يونيو الجاري ببهو مدينة الثقافة.

في كلمته بمناسبة الافتتاح قال مدير المعرض الوطني للكتاب التونسي محمد المي “نعود إليكم بعد غياب طويل وتوقف عن النشاط بسبب وضع لم نختره بل فرض علينا. لذلك فإن دورتنا هذه هي دورة التحدي، هي دورة أن نكون أو لا نكون حتى يكتب في تاريخ تونس أنّ التونسيين واجهوا الأزمات بالثقافة والفكر والمعرفة، فالتونسي لا يعترف بالهزيمة بل هو صانع التحدي”.

وأضاف “إنّ الدورة الثالثة للمعرض هي دورة التحدي والتميز، حيث سعينا إلى أن تكون مميزة عن باقي الدورات من خلال وضع برنامج ثقافي هو العمود الفقري لهذا المعرض الذي لا نعتبره مجرد سوق للبيع والشراء بل هو فرصة للقاء بين الناشر والكاتب والقارئ. إن المعرض هو احتفالية كبرى وعرس ثقافي بامتياز. ليس ببعيد عنّا يقام الآن معرض القاهرة الدولي للكتاب لكنه منع النشاط الثقافي أما نحن في تونس فلا يمكننا اعتبار المعرض الوطني للكتاب التونسي فضاء للتسوق فحسب بل هو فرصة للتثقف وتبادل الأفكار والمعارف. ولئن كان النشاط الثقافي الدسم هو ميزة هذه الدورة فإنّ من ميزاتها أيضا المراهنة على الطفل وثقافة الطفل. فإذا أردنا أن نؤسس لمستقبل واعد علينا أن نراهن على طفل اليوم لأنه رجل الغد”.

وتابع المي “إنّ المعرض الوطني للكتاب التونسي يكرّم اليوم نخبة من المثقفين التونسيين من حقهم علينا الاحتفاء بهم والاعتراف لهم بالجميل. ولا شك أن هذه الدورة لا يمكنها استيعاب كل الأسماء لذلك سيكون التكريم من نصيبهم في دورات قادمة”.

ومن مستجدات الدورة الثالثة إحداث فقرة جديدة في استلهام من برمجة معرض تونس الدولي للكتاب ألا وهي الولاية (المحافظة) الضيف على غرار الدولة الضيف، وقد اختارت إدارة المعرض أن تكون ولاية صفاقس هي ضيف الشرف لما تزخر به من علماء وأعلام وأدباء.

وصرح المي “لقد راهنا في هذه الدورة على الاحتفاء بالناشر التونسي لأنه ليس تاجرا -كما يُشاع- بل صانع محتوى ورجل ثقافة يراهن على نشر الكتاب واكتشاف الطاقات المغمورة وتنمية صناعة الكتاب في تونس وإشعاعه عربيا ودوليا، وأفضل دليل على ذلك الكم الهائل من الجوائز المرموقة التي يحصدها الكتاب التونسي في التنافس على أكبر الجوائز الأدبية الشهيرة. ولا يمكن أن نمر مرور الكرام دون التعريج على القضية الفلسطينية وجرح غزّة النازف احتفاء بفلسطين الأبيّة وفلسطين العربية”.

من جهته وصف رئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد رياض بن عبدالرزاق المعرض الوطني للكتاب التونسي بأنه محفل بهيج وعرس الكتاب التونسي الذي يتوج ثمرة ثلاث سنوات من الشراكة بين الاتحاد ووزارة الشؤون الثقافية قصد التعريف بالإصدارات التونسية والاحتفاء بكل جديد يخص الكتاب التونسي.

كما اعتبر أنه من دواعي الغبطة والسرور افتتاح هذه الدورة في تحد للجائحة وإعلان أنّ التونسيين دعاة حياة لأن في الكتاب حياة، بل حيوات علينا أن نعيشها.

وفي كلمته تحدث رئيس اتحاد الكتّاب التونسيين صلاح الدين الحمادي عن رمزية شعار المعرض “خذ الكتاب” موصيا باتباع هذه النصيحة للتبحر في المعرفة والتمكن من علم الكلام وإجادة فنون الكتابة والخطابة.

كما قدّم الحمادي اعتذاره للكاتب التونسي بسبب ما لحقه وما يلحقه من خيبة وانكسار لسقف التوقعات في انعكاس لحال البلاد والعباد، مشيرا إلى أنّ كل التضحيات تهون في سبيل الوطن.

وفي كلمته اعتبر مدير ديوان وزير الشؤون الثقافية يوسف بن إبراهيم أن هذه الدورة هي فعلا دورة التحدي، لأسباب شتى أولها تأثير جائحة الكوفيد على القطاع الثقافي ككل، وثانيا الإعداد لها في آجال قياسية. كما أكد على أهمية الكتاب في وضع السياسات الثقافية التونسية وبناء المجتمع والإنسان باعتبار أنّ الكتاب هو المصدر الأساسي لكسب معارك التنمية بمختلف أبعادها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية.

وثمن مدير الديوان انخراط المعرض في سياق التحولات الرقمية من خلال إصدار كتب مسموعة وكذلك المزج بين مختلف الفنون ليكون الكتاب هو همزة الوصل بينها.

وإجلالا لما بذلوه من جهد ووقت لنشر الكتاب التونسي واعترافا بما قدموه للمشهد الأدبي والثقافي، تم تقديم دروع التكريم إلى عدد من الناشرين الذين غادرنا بعضهم ولا يزال بعضهم الآخر أحياء بيننا ينشرون ثقافة الكتاب في كل مكان.

وقد قدّم الناشر والكاتب سمير بن علي المسعودي الناشرين المكرمين بالكثير من التأثير والتشويق، وتكوّنت قائمة المكرمين من كل من الناشرين: أبو القاسم محمد كرّو، محمد المصمودي، حامد العلويني، حسن جغام، محمد صالح الرصّاع، ناجي مرزوق، منصف بن عياد، منصف الشابي، الهادي الفراتي، محمد صالح معالج، التهامي الهاني.

وكرم المعرض في حفل الافتتاح الفنانين التشكيليين التونسيين البغدادي شنيتر والفنان نجا المهداوي الذي له علاقة متينة بالخط العربي والكتابة والكتاب والذي تجاوز المحلية وعانق العالمية من بابها الواسع.

وعلى هامش افتتاح المعرض الوطني للكتاب التونسي تم تدشين رواق فقيد وزارة الشؤون الثقافية علي مصابحية بمدينة الثقافة وكذلك معرض “أوج” للفنان التشكيلي نجا المهداوي الذي يحتضنه رواق “مقام” وأيضا معرض السيراميك “خزفيات” الذي ينظمه المركز الوطني لفن الخزف سيدي قاسم الجليزي بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة للمعرض.

ولئن كان افتتاح المعرض الوطني للكتاب التونسي فلسطيني الهوى من خلال قراءات شعرية بصوت محمود درويش فقد جاء اختتام الحفل أيضا فلسطينيا على إيقاع الدبكة الفلسطينية.العرب

شاهد أيضاً

البيت العربي في إسبانيا.. تفوز بلقب شخصية العام الثقافية لـ”زايد للكتاب”

  كشفت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ 18، التي ينظِّمها مركز أبوظبي للغة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *